زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أول من أمس، متحف الفن الإسلامي الواقع ضمن مرافق متحف برغامون في العاصمة الألمانية برلين. وكان في استقبال سموه لدى وصوله الدكتور استيفان فيبر مدير متحف الفن الإسلامي، حيث رافق صاحب السمو حاكم الشارقة خلال جولته في المتحف، معرفاً سموه على ما يحتويه من كنوز الحضارات الإسلامية الممتدة شرقاً من سمرقند وصولاً إلى أقصى الغرب عند حضارة بلاد الأندلس. مقتنيات إسلامية وأوضح استيفان فيبر لسموه أن متحف الفن الإسلامي الذي شيّد في العام 1904 يعد أكبر مؤسسة فريدة من نوعها في ألمانيا، حيث يمتلك واحدة من أكبر مقتنيات الفن الإسلامي في العالم ويضم نحو 50 ألف قطعة فنية من تراث الحضارة الإسلامية. كما يضم المتحف ثروة نادرة من الأعمال والتحف الفنية المتنوعة تمثل بلدان وعصور الحضارة الإسلامية المختلفة في الفترة الواقعة ما بين القرنين الثامن والتاسع عشر للميلاد.. وتضم المقتنيات مصاحف نادرة كتبت بخطوط تمثل جميع مدارس الخط العربي ومجموعة تاريخية كبيرة من السجاد الشرقي القديم وأعمالاً فنية عدة عمرها مئات السنين مصنوعة من الخشب والسيراميك والمعادن. مكتشفات أثرية وبدأت جولة سموه في قسم سامراء والذي حوى مكتشفات أثرية مهمة من عاصمة الخلافة الإسلامية توضح أهمية سامراء في التجارة العالمية في القرن التاسع، كما يحتوي المتحف على نموذج لبوابة عشتار في بابل، وتضم مجموعة من القطع الأصلية مثل قبة مسجد مدينة قرطبة الأندلسية.. ويوجد به كذلك محرابان أحدهما من كاشان في إيران مزخرف بالفسيفساء والآخر من قونية في تركيا يتميز بزخرفته التي تحمل أشكالاً هندسية قريبة في تصميمها من خلية ذباب النحل، فضلاً عن وجود قطع نادرة من السجاد الشرقي والمجوهرات والحلي بأنواعها والأواني الفخارية والمعدنية والمخطوطات النادرة. وعرج بعدها سموه لقسم قصر المشتى وتظهر فيه مفاهيم العمارة والفضاء المكاني للبيئة في الثقافة الإسلامية، حيث يعرض القسم واجهة ضخمة من قصر الخلافة المعروف باسم المشتى من الأردن والذي يعد واحداً من أجمل إبداعات الفن الإسلامي التي يعود بناؤها إلى منتصف القرن الثامن، وتكمن مفاجأة هذه الواجهة في أنها كانت عبارة عن هدية شخصية من آخر السلاطين العثمانيين السلطان عبد الحميد للقيصر الألماني فيلهام الثاني وقد شكلت هذه الهدية نواة أحد أهم متاحف الفن الإسلامي في أوروبا. سجل ذهبي وفي القسم ذاته تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتدوين كلمة في السجل الذهبي لمتحف الفن الإسلامي جاء فيها نشكر القائمين على هذا المتحف الذين يحافظون على التراث الإسلامي ويعملون على تقديمه للزوار من جميع الأماكن على المعمورة لإبراز عظمة المسلمين وعلمهم.. لهم مني جزيل الثناء وكم أنا فخور بما أشاهد متمنياً لهم كل التوفيق. كما تابع سموه عرضاً مرئياً قدمه مدير متحف الفن الإسلامي حول الأعمال المستقبلية والتطويرية للمتحف، كما تلقى سموه من مدير المتحف إهداءً لمجموعة من إصدارات المتحف. واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة زيارته باستعراض محتويات قسم مدينة حلب والذي ضم غرفة استقبال تعود إلى إحدى الأسر التي عاشت في مدينة حلب السورية في القرن السابع عشر وهي منحوتة من خشب الصنوبر والسيراميك ومزخرفة برسومات دقيقة ومتقنة وزينت جدرانها وواجهتها الرئيسية بنقوش وزخارف شملت آيات قرآنية وأحاديث نبوية وقصائد من الشعر العربي القديم.. وتنبع أهمية هذه القطعة الفنية التي وضعت في داخل غرفة زجاجية مغلقة من كونها تمثل أقدم نموذج تم إنقاذه من الفترة العثمانية. رافق صاحب السمو حاكم الشارقة خلال زيارته لمتحف الفن الإسلامي في برلين كل من مبارك جمعة الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة والدكتور عمرو عبد الحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث ومحمد حسن خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة.
مشاركة :