أحمد العامري: «الشارقة للكتاب» خطاب سلطان الثقافي والتنويري للعالم

  • 10/17/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، على أن فكر ورؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أسهمت بشكل كبير في نشر الثقافة والمعرفة وحب الكلمة المقروءة، ليس فقط على مستوى الشارقة ودولة الإمارات بل تجاوزت ذلك لتصل جهوده ومساعيه إلى الوطن العربي ومناطق عدة من العالم. وأشار العامري خلال لقائه مع مجموعة من الإعلاميين على هامش معرض فرانكفورت الدولي للكتاب أن صاحب السمو حاكم الشارقة يرى في الكتاب سبيل الأمم للنهضة والتطور والحوار والسلام، وأنه لا يمكن لأي أمة أن تتجه بخطوات واثقة نحو المستقبل بلا ثقافة وعلم، منوهاً إلى أن معرض الشارقة للكتاب هو أحد المشاريع الفكرية لحاكم الشارقة التي أراد منها زرع حب القراءة والمعرفة لدى أبناء الشارقة والإمارات، وأن يرسل منه خطاباً ثقافياً إماراتياً عروبياً إسلامياً من الشارقة للعالم. ولفت العامري إلى أن الدورة الأولى لمعرض الشارقة للكتاب والتي انطلقت في العام 1981 وشارك فيها 11 دار نشر فقط، لم تشهد أي إقبال من قبل الجماهير، وقد قام صاحب السمو حاكم الشارقة بشراء جميع الكتب من دور النشر المشاركة دعماً لمشروعه الثقافي الذي كان سموه يرى له مستقبلاً كبيراً ودولياً، واليوم وبعد 34 عاماً أصبح معرض الشارقة الدولي واحداً من أهم ثلاثة معارض للكتب في العالم أجمع، بعد معارض فرانكفورت ولندن ونيويورك. وقال هذا العام تشهد الدورة ال 34 مشاركة 1502 دار نشر من 64 دولة، بينها تسع دول جديدة هي بولندا، وبيرو، وغانا، وألبانيا والأرجنتين وبلغاريا ومقدونيا ومنغوليا وصربيا. مقارنة مع 1256 دار نشر من 55 دولة في دورة العام الماضي، وسيحطم المعرض الرقم القياسي في عدد عناوين الكتب المعروضة أمام الجمهور، حيث سيصل عدد هذه العناوين إلى 1.5 مليون عنوان مقابل 1.4 مليون عنوان العام الماضي، وستتوافر العناوين بأكثر من 210 لغات، وستعرض الكتب على مساحة 16000 متر مربع، مقابل 13500 متر مربع في دورة العام الماضي، هذه الأرقام لم تأتِ من فراغ، بل أتت من رؤية وجهود حاكم ومثقف وقائد انتصر للكتاب والعلم والثقافة. الطريق الصحيح وأضاف العامري عندما أتحدث بلغة الأرقام عن معرض الشارقة الدولي للكتاب لا أعني الأرقام حسابياً بقدر ما أعني أننا نسير على الطريق الصحيح الذي خطه لنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فنحن في معرض الشارقة للكتاب لسنا معرضاً لبيع الكتب والحقوق الفكرية والأدبية وحسب، بل معرض ومهرجان ثقافي أدبي وعلمي وحواري للمهنيين والجماهير والأكاديميين والفنانين ولكافة أفراد الأسرة. وقال إن الفعاليات والبرامج كافة التي ننظمها خلال فترة المعرض، والضيوف الذين نستضيفهم هم جزء من استراتيجيتنا لتعزيز حب القراءة وجعلها عادة لدى أفراد المجتمع الإماراتي، وأيضاً لتكون الشارقة والإمارات همزة الوصل بين مختلف ثقافات العالم للتعارف والحوار، والارتفاع المتواصل في أعداد الزوار والمشاركين في المعرض يعكس مدى التأثير الإيجابي للمعرض على العاملين في صناعة الكتاب على مستوى العالم من جهة، وعلى المجتمع الإماراتي والعربي أيضاً من جهة أخرى. فخلال الأعوام الأخيرة بدأنا نستقبل زواراً للمعرض من دول خليجية وعربية جاؤوا خصيصاً لزيارة المعرض والمشاركة في هذا العرس الثقافي الدولي. وأوضح العامري أن هيئة الشارقة للكتاب تنتهج سياسة التواصل والحوار مع مختلف دور النشر والمثقفين والأدباء، ليس على المستوى المحلي والعربي فحسب، بل على المستوى العالمي، وقال لدينا علاقات متينة تستند إلى مكانة إمارة الشارقة، ومكانة معرض الشارقة الدولي للكتاب وسمعته التي تحققت طوال السنوات الماضية، ونحن مستمرون في هذا النهج، ومن خلال مشاركاتنا الخارجية في معارض الكتب والملتقيات الدولية لا نسعى فقط إلى الترويج للمعرض وللشارقة كونها عاصمة للثقافة والنشر في الشرق الأوسط، بل أيضاً نحمل رسالة صاحب السمو حاكم الشارقة من الشارقة للعالم والمتمثلة في نشر الثقافة العربية وثقافة الدين الإسلامي السمح، دين الرحمة والحوار والتعارف. ونوه إلى أن تنوع المشاركات العالمية في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب تلبي حاجة المجتمعين الإماراتي والعربي في الاطلاع على مصادر المعرفة كافة، والاحتكاك بثقافات الشعوب الأخرى، كما يسهم في تلبية الحاجات الثقافية والمعرفية للجاليات المتعددة الموجودة على أرض دولة الإمارات. لا توجد رقابة وحول قضية الرقابة على الكتب التي يتم عرضها من قبل دور النشر المشاركة في المعرض خصوصاً بعد تجاوز عدد الدور المشاركة 1500 دار من مختلف أنحاء العالم، قال مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب: لا توجد لدينا رقابة على أي كتاب في المعرض، وحتى تلك الكتب التي يمكن أن تحمل بعض الأفكار الهدامة والظلامية بين طياتها فأفضل وسيلة لمحاربتها هو ألّا نمنعها، عندما تقوم بمنع كتاب فأنت بذلك تمنحه القوة والتسويق بشكل غير مباشر، نحن نحارب الفكر الظلامي بالفكر المنير والمعتدل، نحارب بأفكارنا القوية والصحيحة، إن الكتاب والمعرفة ينيران دروب الظلام، ويجففان منابع الجهل والتخلف، الرقابة لدينا تكون فقط على حقوق الملكية الفكرية والأسعار. وقال: نحن في معرض الشارقة الدولي للكتاب لا نسمح بأي قرصنة أو سرقة لحقوق الملكية وقد قمنا خلال السنوات السابقة بإغلاق مجموعة من الأجنحة المشاركة نتيجة اكتشاف سرقاتهم لحقوق نشر دور أخرى، وأيضاً نلزم كافة دور النشر المشاركة بمنح خصومات بين 20 و25% على كافة الكتب، وهنا أيضاً تكون الرقابة على الأسعار خلال أيام المعرض، وهنالك عقوبات تفرض على دور النشر غير الملتزمة، وتصل أحياناً تلك العقوبات إلى إغلاق الجناح وأيضاً إلى الحرمان من المشاركة في الدورات المقبلة. وفي مسألة الاهتمام المتزايد بفعاليات الطفل ضمن معرض الشارقة الدولي للكتاب على الرغم من تخصيص مهرجان سنوي خاص به وهو مهرجان الشارقة القرائي للطفل قال العامري: سيبقى الطفل محور اهتمامنا الأكبر في هيئة الشارقة للكتاب، وهذه هي أولى توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، الطفل هو ما نعول عليه في رؤيتنا نحو غد أفضل فلابد لنا أن نجذب الطفل إلى حضرة الكتاب، ولابد لنا أن نوفر له محتوى جيداً وظروفاً جيدة أيضاً، إن كل ما نقدمه من فعاليات يمزج ما بين الثقافة والترفيه سواءً في المعرض أو المهرجان، لتكوين علاقة محبة بين الطفل والكتاب وجذبه نحو الكتاب بحب وشغف وتشكيل رغبة حقيقية في القراءة. وأشاد أحمد العامري في هذا الصدد بالجهود الكبيرة للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات للنشر، في سبيل النهوض بكتاب الطفل العربي، وأيضاً من خلال تحفيز العاملين في صناعة كتاب الطفل العربي على تقديم أفضل ما لديهم من خلال جائزة اتصالات لكتاب الطفل التي أطلقتها من سبع سنوات. دور كبير للداخلية وثمن العامري التعاون الكبير من مختلف الجهات والهيئات الحكومية المحلية والاتحادية لتسهيل عمل معرض الشارقة الدولي للكتاب، وخاصة وزارة الداخلية وتعاونها في إصدار التأشيرات، وأوضح أن مختلف الجهات المعنية في دولة الإمارات تتعاون بشكل كبير مع متطلبات واحتياجات المعرض لإنجاحه كونه معرضاً إماراتياً دولياً يرفع راية الإمارات الثقافية والمعرفية حول العالم. ونوه بأن المعرض يقدم تسهيلات لمختلف الهيئات والجهات الحكومية المشاركة في المعرض، كما أنه يقدم مساحات مجانية لعدد من الجهات الإماراتية المعنية بالكتاب ومنها اتحاد كتاب الإمارات وجمعية الناشرين الإماراتيين، لافتاً إلى أن تسهيلات المعرض تشمل كافة المشاركين بداية من تكلفة المشاركة في المعرض والتي تبلغ 500 درهم إماراتي للمتر المربع الواحد ولمدة 11 يوماً، وهو رقم بسيط جداً إذا ما قورن بمكانة وحجم المعرض، وحتى التسهيلات اللوجستية الكبيرة التي تقدمها إدارة المعرض لكافة الناشرين المشاركين. مبني هيئة الشارقة للكتاب يجهز في 2016 قال أحمد العامري إنه يُجرى حالياً العمل في مبنى هيئة الشارقة للكتاب في منطقة المليحة بإمارة الشارقة وبتكلفة 160 مليون درهم إماراتي، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال العام 2016، وستشكل مدينة الشارقة للكتاب التابعة للهيئة نقلة نوعية لصناعة النشر على مستوى المنطقة والعالم. وأضاف، إن المبنى سيضم أيضاً مبنى لطابعة الكتب، وستحدث هذه الخطوة نقلة ثورية في الطباعة وصناعة الكتب وعلى مستويات عالمية. معادات السامية رداً على سؤال حول إذا ما كان البعض يهاجم معرض الشارقة للكتاب أو يكيل إليه التهم، قال تعرضنا لهجوم من خارج الدولة، واتهمونا بأننا نعادي السامية، وذلك بسبب قيام بعض دور النشر ببيع كتاب كفاحي لهتلر، وبروتوكولات حكماء صهيون. واتضح لنا من خلال هذه الهجمات أن من يطلقونها لا يعرفون شيئاً عن معرض الشارقة للكتاب، فنحن لا نمنع أي كتاب، وجميع الكتب الدينية والسياسية والثقافية والأدبية وغيرها متواجدة لدى دور النشر، ولكل زائر الحرية المطلقة لشراء ما يرغب باقتنائه من الكتب. 200 ألف طالب أشاد أحمد العامري بتعاون وزارة التربية والتعليم مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، واصفاً تعاونها بأنها من الجهات السيادية إلى جانب وزارة الداخلية وغيرها من الوزارات والدوائر التي تسهم في إنجاح المعرض، وقال إن وزارة التربية تحرص على تنظيم زيارات دورية لطلبة المدارس إلى المعرض ليعتادوا حب اقتناء الكتب وقراءتها منذ الصغر، مشيراً في هذا الاتجاه إلى أن نحو 200 ألف طالب قد زاروا المعرض في دورته السابقة، ما أحدث حراكاً كبيراً فيه، وفتح المجال أمام الدور التي تُعنى بقصص الأطفال وكتبهم إلى أن تنشط في هذا المجال. أثر سياحي نوه أحمد العامري إلى أن معرض الشارقة للكتاب، ورغم أنه منصة ثقافية وفكرية بامتياز إلّا أنه يحدث نوعاً من الحراك التجاري والاقتصادي والسياحي في الإمارة خاصة لجهة زواره من خارج الدولة، فضلاً عن العارضين والمشاركين من دور النشر. وقال تصل معدلات إشغال فنادق الشارقة خلال فترة المعرض إلى إشغال كامل، وبلغ عدد تأشيرات الزيارة التي صدرت بسبب المعرض في الدورة السابقة نحو 1700 تأشيرة. 47 % نقصبا لمساحة ذكر أحمد العامري أن معرض الشارقة للكتاب، وعلى اتساع مساحته إلّا أنه يواجه حالياً نقصاً بالمساحة، وأن المعرض يحتاج إلى زيادة في مساحته بمعدل 47% من مساحته الحالية، بسبب زيادة طلب دور النشر والعارضين، وهو ما قد يصار إلى حله مستقبلا، مشيراً في هذا الاتجاه على أن إدارة المعرض تعمد أحياناً إلى تصغير مساحة بعض الدور لتأمين المساحة أمام الآخرين. لافتاً إلى أن بعض دور النشر الكبيرة تطلب مساحات تصل إلى 300 أو 400 متر مربع وهو ما قد لا نقدر على تأمينه أحياناً. إدارة معارض قال أحمد العامري، إن تجربة الشارقة في معرض الكتاب أصبحت محط اهتمام وإعجاب الكثيرين لنجاحها على المستويين المحلي والعالمي، وطلب البعض من خارج الإمارات منا إدارة أعمال ومعارض مشابهة، ونحن ليس لدينا أي مانع، وقد نعمد إلى تأسيس شركة لتتولى مثل هذه المهام مستقبلاً، وتلقينا فعلاً عروضاً لإدارة بعض معرض الكتب من بعض الدول. دوام من ال 9 صباحاً قررت إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب زيادة معدل دوام المعرض خلال دورته المقبلة بمعدل ساعة يومياً، بحيث يفتح أبوابه من الساعة التاسعة صباحاً، وحتى العاشرة ليلاً بدلاً من العاشرة وحتى العاشرة كما كان في السابق. أما دوام المعرض في نهاية الأسبوع فسيكون حتى الثانية عشرة ليلاً.

مشاركة :