الجودر: العام الهجري الجديد دعوة للسلام والتسامح والتعايش

  • 10/17/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طالب الشيخ صلاح الجودر المسلمين مع بداية العام الهجري الجديد بالدعوة للسلام والتسامح والتعايش، وقال إن البحرين وطن يحترم الحريات الدينية، ويعزز قيم التعايش والتسامح بين الناس، داعيا المواطنين لأخذ العبرة من غيرهم والتمسك بأمنهم، والحذر من التدخلات الخارجية التي تستهدف استقرار البحرين، وقال في خطبة الجمعة بجامع الخير بقلالي أمس، نحن على أعتاب عام هجري جديد نقف اليوم وقفة للتواصي بالحق والتواصي بالصبر، ففي الأعوام الماضية تكالب الأعداء على أمة الإسلام بدعوى الربيع العربي زوراً وبهتانا-، فاستبيحت الأرض، وانتهك العرض، وسلبت الأموال، وضاع الأمان، وخرجت رويبضة العصر وجماعات القتل والعنف والإرهاب، ولمن شاء فليتأمل في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والصومال، إننا اليوم مع بداية عام جديد من الهجرة النبوية المشرفة، هجرة النبي وأصحابه وآل بيته، إنها مناسبة لدعوة الناس لدين الله الذي أنزل على محمد، عقيدة ومنهاجاً وأخلاقاً. وأوضح الجودر أن النبي محمد ترك الأمة على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ولهذا جاءت الآيات والأحاديث التي تدعو للتمسك بسنة النبي ووجوب التحاكم إلى شرع الله عز وجل، وقال إن وصية النبي كما نقلها العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا يا رسول الله: كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد، وإنه من يعش فيكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار). ولفت خطيب جامع الخير إلى اعتناء رسول الله بشباب الإسلام وناشئتهم، حين أولاهم اهتمامه ورعايته، ووجه الوالدين لرعاية أبنائهم كما جاء في الحديث:(كل مولودٍ يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، وكان يلاعب الأطفال ويضاحكهم، روى الإمام أحمد وابن ماجه والبخاري عن يعلى بن مرة قال: خرجت مع النبي وقد دعينا إلى طعام فإذا الحسين بن علي يلعب في الطريق، فأسرع النبي أمام القوم ثم بسط يديه ليأخذه، فطفق الغلام يفر ها هنا، ورسول الله يلحقه يضاحكه حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم اعتنقه وقبله، ثم أقبل علينا وقال: (حسين مني وأنا من حسين)، وجاء الأقرع بن حابس ذات يوم إلى رسول الله فرآه يقبل الحسن بن علي، فقال الأقرع: أتقبلون صبيانكم؟! فقال رسول الله: (نعم)، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبلت واحدًا منهم قط، فقال له رسول الله: (من لا يرحم لا يُرحم) (متفق عليه). وقال الجودر إن المنهج الذي أنزله الله على الرسول هو منهج رحمة لذا تأملوا معي في تعامل الرسول مع الناس أجمعين، فعن أبي هريرة أنه قال: قيل: يارسول الله! ادع على المشركين قال: إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة، وأكد أن تعامل النبي مع غير المسلمين لم يخلُ من الرحمة والرأفة والشعور الإنساني، فموقفه مع أهل مكة عندما فتحها خير شاهد على رحمته حين قال: (معشر قريش، ماترون أني فاعل بكم؟)، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم!، قال: (فإني أقول لكم ما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء)، وحينما عرض عليه ملك الجبال أن يطبق الأخشبين على أهل الطائف قال: (بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)، وحينما حاوره نصارى نجران قال لهم: (فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد). وأشار الشيخ الجودر إلى ضرورة استذكار الدروس والعبر في هجرة النبي بهدف التمسك بدين الله الذي يأمر بالعدل والقسط والإحسان، والنهي عن الظلم والجور والتعدي، وقال إن هذا الدين يدعو لنشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام بين سائر البشر، فالجميع هم خلق الله، وأرسل الله نبيه لهدايتهم، ولم يرسله لقتل الناس وترويعهم، وتدمير ممتلكاتهم وتخريب أوطانهم، فقد وصف الله عباد المؤمنين من الصحابة وآل بيت النبي بأنهم (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، وقد تواترت الأخبار عن علاقتهم من ناحية الصحبة والنسب والمصاهرة، وأن ما حدث بينهم إنما هو من باب الخلاف الاجتهادي بالمسائل الذي يعذر فيه المخطئ، والاختلاف بين الناس هو أمر قدري كتبه الله على البشر، قال تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالُونَ مُختلفيـنَ* إلاَ مــن رحـــِمَ ربــُك ولذلك خلقهم) (هود: 118-119). وجــاء الأمر الشرعــي للتعــارف والتعاون في قوله تعـالى:(وجعلناكُم شُعُوباً وقبائلَ لتعــارفُوا) (الحجرات: 13).

مشاركة :