انسحب الداعية المصري الدكتور عمرو خالد من مقابلة على الهواء، أُجريت معه على قناة "العربية" احتجاجًا على أسئلة حول علاقته بجماعة الإخوان المسلمين. وعلّق الكاتب الصحفي الدكتور حمود أبو طالب على اللقاء بمقالته في صحيفة عكاظ اليوم، عنونها: "حوار عمرو خالد.. ورطة منيلة بستين نيلة"، كتب فيها: "أعتقد -والله أعلم- أن الورطة التي وقع فيها مَن يُطلق عليه وصف الداعية (عمرو خالد) في برنامج (سؤال مباشر)، الذي يقدمه المحاور المتمكن الذكي (خالد مدخلي)، أنه اعتقدها فرصة للترويج عن نفسه بعد كساد بضاعته في برنامج مهم وقناة واسعة الانتشار. وأخال عمرو قد قال لنفسه (دي فرصة ذهبية مع محاور سعودي على قد حاله، إيش يفهمه في ألاعيب الحواة. أقدر أكروته وأمرر اللي أنا عايزه)، لكنه من سذاجته لم يبحث في أرشيف خالد مدخلي كي يعرف ثقافته ومهنيته وخبرته وقدرته على حوار أعتى ضيوفه، وتسجيل أهداف ذهبية في مرماهم". وأضاف "أبوطالب": "أعتقد -والله أعلم أيضًا- أن خالد مدخلي يعرف جيدًا أن عمرو خالد أصبح مجرد خردة لمرحلة كئيبة مضت، وأن الحوار معه ليس لأهميته الشخصية، وإنما لتعرية تلك المرحلة ورموزها، وفضح جناياتهم على أجيال من البسطاء الذين خسرتهم مجتمعاتهم بسبب هرطقات دعاة يرفلون في نعيم المال والجاه، بينما المخدوعون بهم يذوقون ويلات الحيرة ومرارة الحياة". وأشار إلى أن عمرو خالد يمثل شريحة الـ«نيو لوك» في مشروع الدعاة السياسي، وهم هكذا يتلونون بحسب كل مرحلة، وقد اقتضت مرحلة ما تقديم نموذج «مودرن» كعمرو خالد، «كاجوال» حليق اللحية، يستطيع مجاراة الموضة في المظهر ليتغلغل في أوساط الشباب الجديد. وأوضح الكاتب أبو طالب أن "عمرو خالد أراد من خلال حواره مع خالد مدخلي أن يروج لمشروعه الجديد عن الروحانيات في الوقت الذي تمضي فيه مصر في مشروع إحياء ذاتها اقتصاديًّا وتعليميًّا وثقافيًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا بعد التخلص من وباء تنظيم الإخوان، وأراد أن يلعب (الثلاث ورقات)، ويمارس ألاعيب الحواة". واستدرك: "لكنه وقع في ورطة (منيلة بستين نيلة) عندما فاجأه خالد بأنه لن يكون مروجًا لمشروعه الدعوي الاستثماري الجديد، وإنما فاضح لتلونه وحربائيته وضرره على عقول وأفهام الناس. وأجمل فصل في الحوار عندما ضغط عليه خالد كي يفسر له الروحانية في إعلان الدجاج الذي قدمه عمرو خالد، وقال ما قال فيه من سرعة التقرب إلى الله عن طريق تناول وجبة دجاج من إنتاج شركة دواجن معينة!". وأكد "أبو طالب" أن "من أهم وأوجب الواجبات على المجتمعات العربية والإسلامية التي تريد الخير لأجيالها الحاضرة والقادمة أن تعتبر عمرو خالد وأشباهه مرحلة تسببت في كثير من التخلف والضرر، ولا يجب أن تتكرر".
مشاركة :