المياه، وما أدراك ما المياه.. حديث الناس كل يوم.. قد يكون مزود خدمة المياه (وهي بمقابل)، هو الوحيد بين مقدمي الخدمات العامة الذي يرى أنه معفي من تبليغ المشترك قبل مدة من توقف تزويد المشتركين بالمياه مع أنهم عملاء ، ومشتركون لديه، ودفعوا رسوم الاشتراك ، ومازالوا يدفعون شهرياً فواتير استهلاك المياه. الماء من أهم ضرورات الحياة، بل الأهم مثله مثل الهواء.. والماء يمر عبر أنابيب تحت الأرض ويصل إلى خزان منزلك عبر أنابيب، فأنت في الغالب لن تعلم بتوقف ضخ المياه لمنزلك إلا بعد أيام . عندها تسأل: متى توقف ضخ شبكة المياه؟ ولماذا لم يخبروني؟ ومن أين أجلب الماء؟ ومن يعوضني عن انقطاع الماء؟ وأسئلة كثيرة لـن تجد لها إجابات؟!! لأن من يزودك بالخدمة هو نفسه من أوقف الخدمة عنك دون سابق إعلام!! وتظل أسئلتك تدور في رأسك.. إلى أن تقتنع بمقولة (إذا مو جايز لك إضرب رأسك بالجدار).. تشتكي من توقف الماء دون إعلامك مسبقاً ودون توفير بديل، ودون تحمّل تكاليف صهريج ماء بديل.. فيأتيك الرد: “شبكة المياه تخضع للصيانة”.!! فتسأل نفسك: هل يعقل أن تكون الصيانة عشرة أيام!! وما البديل يا مزود الخدمة؟ وهل يعقل أن تتوقف المياه مرتين خلال أقل من شهرين، ويكون العذر هو نفسه: “صيانة الشبكة”.!! تشتكي من ارتفاع فاتورة استهلاك الماء.. فيأتيك الرد: “نعتذر لكم لعدم قبول الشكوى بعدما تبين أن معدل الاستهلاك يتوافق مع معدلات الاستهلاك السابقة”.. ثم بعدها بأيام تأتيك رسالة أخرى تقول: “نود تنبيهك بارتفاع الاستهلاك لذا نأمل منك التأكد من سلامة شبكة المياه الداخلية لعقارك”.. فهل ارتفاع الاستهلاك يتوافق مع المعدلات السابقة، أم مرده الشبكة الداخلية؟.. ودوماً المبرر جاهز ومُعدٌ مسبقاً وهو أنك أنت أيها المشترك السبب.!! أخيراً: ذكروني بمرة واحدة تم فيها الاعتراف بخلل لدى مزود الخدمة نفسه.. وإذا انقطعت المياه دون علمكم، ودون إرسال صهريج يعوضكم، فغنوا مع عبدالحليم حافظ: إنـي أغـرق تحـت الـمـاء. [email protected]