تستمر القوات المشتركة العراقية في تقدمها لتحرير مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في محافظتي صلاح الدين شمال العراق والأنبار غربه، بينما كثفت طائرات سلاح الجو العراقي وطائرات التحالف الدولي من طلعاتها الجوية لضرب معاقل التنظيم ومساندة تلك القوات التي أصبح تقدمها يستمر بشكل يومي في عمليات التحرير. وأفاد مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح الدين، أن عملية عسكرية كبرى نفذتها قوات عراقية مشتركة بإسناد مباشر من طيران الجيش وقوات التحالف الدولي باتجاه قرية المسحك الواقعة شمال مدينة تكريت قرب قضاء الشرقاط. وقال المصدر إن «مسلحي تنظيم داعش نشروا قناصين فوق المباني الرئيسية داخل قضاء الشرقاط، تحسبًا لدخول القوات الأمنية ومن أجل إعاقة تقدمهم، وإن أبرز قادة التنظيم من جنسيات عربية مختلفة تركوا القضاء باتجاه مدينة الموصل، في الوقت الذي باشرت فيه القوات الأمنية بشن هجوم واسع بإسناد جوي على إحدى القرى التابعة للشرقاط شمال المحافظة». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «معارك ميدانية شرسة تخوضها القطعات العسكرية حاليًا ضد مسلحي (داعش) في القرية المذكورة من أجل استعادة السيطرة عليها وطرد المسلحين منها وصولاً إلى قرية الزوّية ومنها إلى الشرقاط آخر معاقل التنظيم شمال محافظة صلاح الدين». ويعتبر قضاء الشرقاط منطقة مهمة من الناحية الجغرافية، لأنه يتوسط ثلاث محافظات، حيث يقع على بعد 115 كم جنوب الموصل، وعلى بعد 125 شمال تكريت و135 كم غرب كركوك. وفي سياق متصل، أعلنت قيادة القوات الخاصة في الشرطة الاتحادية، عن مقتل 140 مسلحًا من تنظيم داعش منذ انطلاق عمليات تحرير ناحية الصينية، شمال صلاح الدين، مشيرة إلى مقتل وإصابة 16 عنصرًا من القوات الأمنية العراقية في تلك المعارك، إضافة إلى تفجير أكثر من 240 عبوة ناسفة كانت تعيق تقدم القوات في عمليات التحرير. وقال آمر لواء القوات الخاصة في قيادة الشرطة الاتحادية، المقدم عزيز الإمارة، إن القوات الأمنية «تقيم الآن السواتر الترابية في ناحية السلام، جنوب ناحية الصينية التي تم تحريرها بالكامل، وبذلك تكون مساحة الأرض التي حررتها القوات المشتركة، في عملية (لبيك يا رسول الله) الثانية، تجاوزت الألف كيلومتر مربع بما فيها مصفاة بيجي والصينية، وقواتنا ساعية إلى تطهير محافظة صلاح الدين بالكامل من سيطرة التنظيم الإرهابي». من ناحية ثانية، أكد محافظ الأنبار صهيب الراوي أن القوات الأمنية أصبحت على مشارف الأحياء السكنية داخل مدينة الرمادي من جهاتها الأربع، بينما أشار إلى أن حملة إعمار الأنبار ستبدأ فور تحرير مدينة الرمادي وعودة أهلها النازحين إليها. وقال الراوي إن «قواتنا الأمنية أصبحت الآن على مشارف الأحياء السكنية داخل مدينة الرمادي ولم يبق إلا الشيء القليل»، مبينًا أن «هذه هي المرحلة الأولى من العمليات، وأن تحرير مدينة الرمادي سيكون نقطة الانطلاق الحقيقية لتحرير مدن الأنبار بالكامل من سطوة تنظيم داعش». وأضاف الراوي أن «الانتصارات المتحققة في قواطع العمليات وبالاتجاهات الأربعة لمدينة الرمادي أعطت دافعًا قويًا لنا من أجل الإسراع بتنفيذ عمليات إعمار المدينة وعودة أهلها النازحين الذين عانوا الكثير جراء ابتعادهم عن مدنهم التي اغتصبها التنظيم الإرهابي». وأشار الراوي إلى أن «التنظيم الإرهابي أصبح في وضع المدافع القلق، خصوصًا بعد مقتل الكثير من قياداته في الضربات الجوية لطائرات سلاح الجو العراقي وطائرات التحالف الدولي، الأمر الذي كان عاملاً مهمًا في تحقيق النصر والتقدم عبر المحاور الأربعة، حيث تتقدم الآن القوات الأمنية التي تعمل وفق الخطة المرسومة لها، والأيام القليلة القادمة سوف تشهد عودة النازحين إلى مناطقهم، وإعمار المدينة وأعاهدهم بأن هذا الأمر لن يطول أكثر من ذلك». من جهة أخرى، نفى عضو مجلس محافظة الأنبار راجع بركات انسحاب القطعات الأمنية من المحور الجنوبي، خصوصا منطقة التأميم التي حررتها القوات الأمنية قبل يومين. وقال بركات إن «القوات الأمنية فرضت سيطرتها بالكامل على بناية السايلو والمناطق المحيطة بها وكذلك منطقة الشقق البيض وشارع السيراميك داخل حي التأميم وهناك تقدم للقطعات العسكرية إلى أحياء أخرى داخل مدينة الرمادي والاقتراب أكثر من وسط المدينة». وأضاف بركات أن «هناك تقدمًا كبيرًا في القاطع الشمالي للرمادي بعد أن تمكنت قواتنا من تحرير منطقة البو فرّاج بالكامل والتوجه إلى داخل المدينة عبر الجسر الرابط بين منطقة البو فرّاج ومنطقة الثيلة وسط الرمادي، التي نفذت فيها القوات الخاصة العراقية في وقت سابق عمليات إنزال جوي تمهيدًا لاقتحامها من قبل القوات الأمنية، والتوجه بعد ذلك إلى المجمع الحكومي الذي يبعد 500 متر فقط عن منطقة الثيلة التي تسعى إلى تحريرها قواتنا خلال الساعات القليلة المقبلة».
مشاركة :