تحذيرات من تحول العاصمة الليبية إلى معقل لـ «الإخوان» بشمال أفريقيا

  • 8/2/2021
  • 02:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يكتنف الغموض مصير التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية بعد سقوطه المروع في تونس التي كانت أحد معاقله المهمة، وهي الضربة الثانية للتنظيم في المنطقة بعد سقوطه في مصر في 2013، ما دفع بعض الخبراء والمختصين في شؤون التنظيمات الإرهابية للتحذير من استغلال الجماعة الإرهابية ليبيا التي تمر بمرحلة عدم استقرار لتحويلها إلى معقل جديد للإخوان خصوصا في شمال إفريقيا، لا سيما في ظل سيطرة الميليشيات الموالية للإخوان على العاصمة طرابلس.قال القيادي الإخواني المنشق والباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، د. ثروت الخرباوي، إن جماعة الإخوان في تونس انتهت ولم يتبقَ إلا إصدار شهادة الوفاة.وأضاف الخرباوي إن الإخوان لا يقرأون ولا يتعلمون من دروس الماضي وكان يجب على الجماعة الإرهابية في تونس أن تنتبه أن ما حدث هو سيناريو بدأ في شهر يوليو الماضي، كما أنهم كرروا نفس أخطائهم في مصر بتنفيذ مخطط التمكين، محذرا من هروب قيادات التنظيم الدولي من تونس إلى ليبيا وتحديدا العاصمة طرابلس التي تعاني اضطرابات أمنية وانتشار الجماعات الإرهابية التابعة للإخوان لإعادة الاستعداد لتكوين بؤرة جديدة للانطلاق في المنطقة وتحديدا في القارة الأفريقية.لافتا إلى أن الجماعة الإرهابية لن تصمت على خسارة نفوذها في ليبيا وسوف تكرر مسلسل العنف والدم عن طريق رفع السلاح وهو ما تمكنت مصر من القضاء عليه تماما، وسوف يتمكن منها الجيش والأمن في تونس ويتم الخلاص منها للأبد.استعداد وحشدوقال الباحث في الشؤون الليبية محمد الشريف إن قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا أوعزت لقادة الميليشيات المسلحة المتمركزة في العاصمة طرابلس بضرورة الاستعداد وحشد عناصرهم في معسكرات قرب الحدود التونسية، لافتا إلى أن قادة الميليشيات بدأت في رفع وتيرة الاستعداد عن طريق زيادة جرعة التدريبات في المعسكرات، كما أن هناك معلومات تشير إلى تدفق كميات كبيرة من الأسلحة على الميليشيات عن طريق تهريبها من البحر عبر إحدى الدول الأوروبية الداعمة بقوة لمشروع الإخوان في المنطقة والتي تسعى إلى تصعيد قادة الإخوان للحكم في الدول العربية لتحكم هذه الدولة قبضتها على الوطن العربي؛ نظرا إلى ارتباطها الكبير مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية.وحذر الشريف من خطورة استمرار دور الإخوان في ليبيا إذ إن الأخيرة باتت الملاذ الوحيد للجماعة في المنطقة العربية بعد سقوط قلاعها في مصر وتونس، مشددا على أنه يجب على الدول العربية الانتباه جيدا ودعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في مساعيه لاقتلاع جذور الإخوان من كافة المدن الليبية حتى لا تصبح ليبيا المقر الجديد للجماعة في المنطقة، كما أن عودة الأمن والاستقرار في ليبيا بشكل طبيعي مرهون بإنهاء دور الإخوان والمرتزقة والقوات الأجنبية.دولة إخوانيةبدوره، حذر القيادي الليبي المنشق عن تنظيم الإخوان الدولي صلاح الحداد من سيناريوهات قد يلجأ لها التنظيم في تونس بمساندة قياداته في ليبيا لبث الفوضى في البلدين بعد تلقيه ضربة موجعة في تونس ليحمي خطة التمكين 2028 التي تهدف إلى السيطرة على شمال أفريقيا، وتحويل طرابلس عاصمة للدولة الإخوانية.وأشار الحداد إلى أن التنظيم الإخواني في تونس سيشرع في تلفيق الأكاذيب الإعلامية لتهييج الجماهير واستعطاف الرأي العام من خلال قنواتهم الفضائية المحلية والإقليمية، وكذلك سيستعين بأجهزة مخابرات للضغط على الرئاسة التونسية من أجل إيجاد مخارج سياسية ودبلوماسية.كما لفت إلى أن من ضمن السيناريوهات أيضًا تهريب السلاح والجماعات الإرهابية إلى تونس، والدخول في اعتصامات مفتوحة أمام المقار الحكومية والتشريعية على رأسها مجلس النواب في سيناريو يحاكي نظيره المصري.صراع الميليشياتويرى الدبلوماسي الليبي د. رمضان البحباح أن الليبيين يسعون إلى التخلص من خطر جماعة الإخوان الإرهابية، لافتا إلى أن الجماعة أشعلت صراع الميليشيات المسلحة في طرابلس، وهي رسالة للذين يحلمون بالاستقرار عن طريق الانتخابات المزمع إجراؤها في نهاية العام الجاري بأن نتيجتها محسومة لميليشيات الإخوان بغض النظر عن النتائج المتوقعة.وقال المحلل السياسي التونسي أبو بكر الصغير إن قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد تضع نقطة النهاية لـجماعة الإخوان الإرهابية في تونس ما يعني أن قيادات الجماعة قد تفكر للتمركز في ليبيا خلال المرحلة القادمة.وأضاف إن الفصيل الإخواني خلال السنوات العشر الماضية التي سيطر فيها على الحكم في تونس لم يترك إلا الدمار والخراب والموت، وكان آخرها الكارثة الصحية المتمثلة في تفشي فيروس كورونا.ويرى المحلل السياسي التونسي باسل الترجمان، أن حركة النهضة سعت إلى جر تونس لتصبح «صومال جديدة»، لذا فإن التخلص من شر هذه الجماعة بث الفرحة في قلوب التونسيين قاطبة.مؤكدا أن حركة النهضة جزء أصيل من تنظيم جماعة الإخوان العالمي وهو تنظيم انهار ولا يجب إعطاؤه أكبر من حجمه فقد بات بلا وزن ولا قيمة ولا قدرة على المواجهة، مطالبا الشعب التونسي بغلق صفحة الإخوان وحركة النهضة من تاريخ تونس.ويرى المفكر التونسي صلاح الدين الجورشي أن ما تسمى «حركات الإسلام السياسي» وعلى رأسها الإخوان في تراجع تدريجي في كل البلدان العربية بشكل عام، وقد تصل إلى الأفول أو الغياب التام.

مشاركة :