وتتزايد المخاوف بشأن عودة الهجمات المسلحة ضد القوات المصرية في شمال سيناء، لا سيما وأن الجيش المصري لم يعلن عن تحقيق نصر حاسم أو هزيمة نهائية في بؤرة طالما شهدت هجمات دامية. وينشط في شمال سيناء، أحد فروع تنظيم "داعش" ويطلق عليه "ولاية سيناء" والذي شن هجمات على مدى سنوات أودت بحياة المئات عدا المصابين في صفوف الجيش والشرطة. ووفق مراقبين، لا تزال الجماعات المسلحة في شمال سيناء، هي التحدي الأمني الأكبر للنظام المصري، الذي رفع لسنوات شعار "الحرب على الإرهاب" وفرضت تداعياته قيودا على الحريات الإعلامية والسياسية ومجال العمل العام في البلاد. وطوال السنوات الماضية، يرى محللون سياسيون بارزون بمصر، أن انخفاض معدل تهديد الجماعات المسلحة في سيناء، ينعكس بصورة مباشرة على حدوث انفراجة سياسية على صعيد عدة ملفات حيوية، أبرزها المعتقلين السياسيين. ورغم تجاهل الإعلام المصري لطبيعة الأوضاع الحالية في شمال سيناء، إلا أن صحفيين وقبليين قالوا عبر منصات التواصل الاجتماعي، إن عناصر الجماعات المسلحة لا تزال قادرة على الهجوم والمباغتة، لكن بوتيرة أقل نسبيا. وفي تصريح للأناضول، قال صحفي سيناوي من مدينة الشيخ زويد (شمال شرق) إن "خفوت العمليات الكبرى كالهجوم على الحواجز الأمنية لا يعني استتباب الأوضاع بشكل كامل". وأضاف الصحفي، مفضلا عدم ذكر اسمه خشية تداعيات توتر الأوضاع، أن ظاهرة قيام العناصر المسلحة بنصب أكمنة (حواجز) وتفتيش المارة واختطاف مدنيين لا تزال قائمة، ولكن على نطاق أقل حدة مقارنة بالسنوات الماضية. وفي أبريل/نيسان الماضي، نشر تنظيم "داعش" عبر حسابات تابعة له على منصة تليغرام، مقطعا مصورا لإعدام مسيحي مُسن واثنين قبليين رميا بالرصاص. وقالت أسرة المسيحي القتيل آنذاك، إن عناصر مسلحة اختطفته قبل إعلان مقتله بـ5 أشهر لطلب فدية مالية، فيما تم إعدام قبليين اثنين بتهمة "التعاون مع الجيش". وتسعى السلطات المصرية إلى إعادة سيطرتها الكاملة على منطقة صراع مع الجماعات المسلحة دام نحو 7 سنوات بتنفيذ مشروعات تنموية كبرى، وأعلنت مؤخرا افتتاح طرق وميادين رئيسية بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء. وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت محافظة شمال سيناء، فتح ميدان الشيخ زويد الرئيسي بعد إغلاق تجاوز 7 سنوات، كانت خلالهم المدينة مسرحا لهجمات تنظيم "داعش" ضد القوات المصرية. وفي الشهر التالي عليه أعلنت الحكومة المصرية إقامة سلسلة مجتمعات عمرانية جديدة ومدها بشرايين الحياة عبر بناء جسور وأنفاق تربط البوابة الشرقية لمصر بمنطقة وادي النيل والدلتا. وفي فبراير/شباط 2018، أعلنت مصر إطلاق عملية عسكرية متواصلة بمختلف أنحاء البلاد خاصة في سيناء، ضد تنظيمات مسلحة أبرزها "ولاية سيناء". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :