حزب الله يستحضر الفتنة الطائفية في جنازة أحد أعضائه

  • 8/2/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - تشهد منطقة خلدة هدوء نسبيا بعد أحداث كادت تضع لبنان على حافة اقتتال طائفي بين عشائر سنّية وحزب الله الذي لوح بعواقب وخيمة واستحضر الفتنة الطائفية تلميحا وتصريحا، ما لم يتم القبض على قتلة العضو في الحزب علي شبلي الذي قتل بالرصاص في حفل زفاف يوم السبت الماضي ودفن الاثنين بعد أن تعرضت جنازته لهجوم سقط فيه ثلاثة قتلى.   ووصف حزب الله الذي يملك ترسانة ضخمة من السلاح الهجوم بأنه "عدوان كبير"، محذرا من عواقب وخيمة "ما لم يتم توقيف هذه العصابات". وأشار إلى أنه يسعى للحفاظ على الهدوء، لكنه حذر من أنه لن يتمكن من السيطرة على كل الناس الغاضبين من الهجوم الذي وصفه بأنه كمين مدبر. وقال حسن فضل الله النائب عن الحزب خلال مقابلة مع تلفزيون الجديد في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد "لا تريدون الفتنة، تفضلوا اطلعوا سلموا هؤلاء القتلة إلى الدولة"، مضيفا "الناس في حالة غليان... نحن لا نستطيع أن نضبط كل الناس". ويسعى تيار المستقبل الذي يمثل المكون السنّي ويتزعمه رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري لاحتواء التوتر وللعمل من أجل الهدوء وتجنب الفتنة وذلك عبر التواصل مع العشائر السنّية في خلدة. وقال النائب السني المستقل فؤاد مخزومي على تويتر "ما حصل في خلدة أمس (الأحد) يؤكد الغياب الصارخ لمنطق الدولة وأن لغة السلاح المنفلت وغير الشرعي هي السائدة"، مضيفا "نتخوف من جر البلد إلى الفتنة". قال الجيش اللبناني اليوم الاثنين إنه اعتقل رجلين في ما يتعلق بهجوم على سكان شيعة كانوا يحضرون جنازة مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، وذلك بعدما طالبت جماعة حزب الله اللبنانية بإلقاء القبض على الجناة تفاديا لفتنة طائفية. ووقع إطلاق النار في بلدة خلدة التي تقع جنوبي بيروت ويتأجج فيها التوتر بين السنة والشيعة منذ وقت طويل ودفعت الواقعة الزعماء إلى التحذير من التصعيد في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة سياسية ومالية. وأعلنت عشائر عربية سنية مسؤوليتها عن إطلاق النار وقالت إنه انتقام لمقتل أحد أتباعها في خلدة العام الماضي. وقال الجيش إن المخابرات العسكرية اقتحمت منازل عدد من المطلوبين واعتقلت رجلا ضالعا في الهجوم على الجنازة، فيما ذكر مصدر أمني أنه تم أيضا اعتقال مشتبه به آخر. وانتشرت قوات الجيش بكثافة في خلدة حيث تمركزت عربة مصفحة خارج منزل شبلي وشوهدت أظرف الرصاص الفارغة على الأرض. وقال الجيش إن مسلحين أقدموا "على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع مما أدى إلى حصول اشتباكات". ويعاني لبنان بالفعل من أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 بسبب الأزمة المالية الخانقة التي أفقدت العملة الوطنية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها في أقل من عامين، الأمر الذي دفع بأكثر من نصف السكان إلى صفوف الفقر. ويصادف هذا الأسبوع أيضا الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب. وكانت منطقة خلدة بؤرة ساخنة بسبب إغلاق الطرق مرارا من قبل محتجين عمدوا مرارا إلى إغلاق الطريق السريع الذي يسلكه الكثير من الشيعة في الذهاب والعودة من قراهم الجنوبية. وقالت حركة أمل الشيعية الحليفة لحزب الله إن "هذا الإرباك الأمني المشبوه في لحظة وطنية حساسة يصب في خدمة مشاريع تستهدف أمن البلد وتسهم في توتير الأجواء بما يهدد الاستقرار"، مطالبة الجيش بوضع طريق الجنوب بعهدة القوى الأمنية. وكان نعش شبلي ملفوفا براية حزب الله خلال مراسم التشييع ببلدة كونين في جنوب لبنان. وأدى رجال دين صلاة الجنازة وكان من بين الحضور مقاتلون في حزب الله يرتدون زيا مموها، حسبما أظهرت لقطات بثتها قناة المنار التابعة للجماعة.

مشاركة :