أكد مشاركون في البرنامج الخاص الذي بثّه تلفزيون البحرين على التورط القطري في دعم وتمويل الإرهاب، والذي لم يعد خافيًا، خصوصًا مع ما كشفت عنه الولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق حول تمويل ودعم قطر للإرهاب من خلال الحرس الثوري الإيراني المدرج على قوائم الإرهاب الدولية، والذي تتفرع منه عشرات الجماعات المتطرفة في المنطقة أبرزها حزب الله الإرهابي، داعين النظام القطري إلى العودة إلى البيت الخليجي والعربي واحترام الاتفاقيات الموقعة، والتي كانت آخرها اتفاق العلا، ووقف السلوك العدواني الذي يضر بالأمن القومي العربي والشعب القطري ومقدراته. وفي هذا الصدد أكد الكاتب والمحلل السياسي خالد الزعتر على أن علاقة قطر بالحرس الثوري الإيراني والمليشيات الإيرانية ليست بالأمر الجديد، وإنما تعود لعقود طويلة سعت الدوحة خلالها إلى نسج علاقات راسخة وواسعة مع هذه المليشيات، سواء مليشيا الحوثي في اليمن أو حزب الله الإرهابي في لبنان وغيرها. وأضاف الزعتر؛ الدعم القطري للحرس الثوري الإيراني بشكل رئيسي يعكس تطور العلاقة ما بين الدوحة والنظام الإيراني، خصوصا أن الحرس الثوري هو يعتبر الأداة الرئيسية التي تحكم طهران بشكل رئيسي وتتحكم بالمشروع الإيراني في المنطقة والذي بدأ منذ عام 1979. وقال إن الدوحة بعلاقتها مع الميليشيات وبالحرس الثوري الإيراني تؤكد أنها لاتزال إلى الآن ثابتة على مواقفها السابقة الداعمة للميليشيات الإيرانية، سواء في اليمن أو لبنان، والذي يمثل استهداف واضح وصريح للأمن القومي العربي، ويعكس تقاسم الأدوار ما بين طهران والدوحة، والتي وصلت إلى مستويات عالية، حيث أصبح الدعم القطري لا يوجه فقط إلى الميلشيات فحسب؛ وإنما إلى الحرس الثوري الإيراني مباشرة. وقال الكاتب والمحلل خالد الزعتر؛ لدى دول مجلس التعاون الخليجي مبدأ واضح في مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، خصوصاً وأنه ومنذ العام 1979 ووصول الخميني للسلطة مهددًا مباشرا للأمن والاستقرار الخليجي، وبالتالي فقد عملت منظومة مجلس التعاون الخليجي على مواجهة هذا التهديد، بالتالي نجد أن محاولة قطر اليوم لدعم الحرس الثوري سواء بشكل مباشر او من خلال توجيه الدعم لأذرع إيران في المنطقة يعتبر مساس بالأمن القومي الخليجي، ويساهم في دعم المشروع الإيراني، خاصة مع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها طهران بسبب عودة العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي من شأنها عرقلة المشروع الإيراني في المنطقة، ولذلك فإن الدعم المادي القطري يعتبر مساهمة في تمهيد الطريق أمام المشروع الإيراني لتنفيذ مخططاته. مشيرًا إلى أن تأسيس قناة الجزيرة جاء لمعالجة عقدة النقص التي كان تعانيها الدوحة تجاه دول الخليج ومملكة البحرين على وجه الخصوص، بفعل التراكمات التاريخية، حيث كانت قطر تحت حكم آل خليفة، لذلك نجد أن قناة الجزيرة تأسست لتمنح الدوحة وجود وتأثير على الخارطة السياسية العربية والإقليمية والدولية، إضافة إلى استخدامها كأداة في مواجهة دول الخليج العربي واستهداف الدول العربية، وبالتالي نجد أن مسألة التغيير في قناة الجزيرة مرتبط بشكل كبير بالعهد القديم الذي كان يرأسه حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، وهو ما يؤكد أن قطر تعيش اليوم حالة من متأرجحة ما بين العهد القديم ممثلاً بحمد بن خليفة وحمد بن جاسم والعهد الجديد ممثلاً بالشيخ تميم الذي وقّع اتفاقية العلا، وبالتالي نجد رموز العهد القديم يحاولون ضرب اتفاقية العلا والتنصل من تنفيذ بنودها، وهو ما يفسر تعاطي قناة الجزيرة مع الأحداث، حيث حافظت على ذات الوتيرة لم يحدث أي تغيير، فأصبحت القناة منبرًا إعلاميًا للجماعات والتنظيمات التي تستهدف الأمن القومي العربي، مثل الحوثيون وحزب الله الإرهابي وتنظيم الإخوان. واختتم المحلل والكاتب خالد الزعتر حديثه بالتأكيد على أن السياسات التي تنتهجها قطر وقناة الجزيرة لها تأثيرها على الأمن القومي الخليجي والعربي وعلى الداخل القطري أيضا. وقال إن هذه السياسات ترسخ مسألة عزل قطر عن محيطها الخليجي والعربي، وعندما ننظر للسياسات القطرية نجد أنها أضرت الشعوب العربية، إلى جانب نهج قناة الجزيرة التحريضي، والذي لا يخدم الشعب القطري، لكن يبدو أن النظام القطري أو العهد القديم في قطر لا يزال يسعى لمصالحه وأطماعه الشخصية. من جانبه قال منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن قطر كانت ومازالت تدعم جماعات العنف والتطرف، وهو دعم قديم ومتواصل، خصوصًا للتنظيمات المتطرفة ذات الخلفية السنية، مثل القاعدة وداعش والإخوان المسلمين فضلاً عن دعمها لتنظيمات وميليشيات مسلحة ذات خلفية شيعية مثل الحركة الحوثية والحرس الثوري وحزب الله الإرهابي. وأشار إلى صور هذا الدعم المباشر وغير المباشر لهذه التنظيمات، ومنع قضية الفدية والأموال التي دفعتها قطر لهذه الميلشيات عندما قامت باختطاف بعض الشخصيات القطرية، حيث دفعت الدوحة مبالغ طائلة للإرهابيين وهي المبالغ التي تم استخدامها في الكثير من العمليات الإرهابية. وقال إن التنظيمات المتطرفة نشأت من رحم قطر، وهناك صلة واضحة تربط الدوحة بها سواء من خلال الدعم المباشر أو غير المباشر إضافة الى الدعم السياسي والدبلوماسي والأمني والعسكري، مستشهدًا باللقاءات المتعددة التي جمعت المليشيات المسلحة والدوحة، وما زالت تقدم لها دعمًا تحت أعين المجتمع الدولي دون رادع، منوهًا إلى أن المجتمع الدولي لم يتدخل بصورة كبيرة رغم الشعور بالقلق جراء السلوك القطري الشاذ. ورغم العلاقة بين الدوحة وواشنطن ووجود قرابة عشرة آلاف جندي أمريكي في قطر، فإن الولايات المتحدة تجري تحقيقًا واسعًا بخصوص المعلومات بشأن دعم قطر للحرس الثوري وفيلق القدس الذي قام بقتل قرابة 600 جندي وضابط أمريكي في منطقة الشرق الأوسط. معربًا عن اعتقاده بأن قطر، ومنذ سنوات، كانت تتواصل مع الحرس الثوري الإيراني وتستقبل قياداته في الدوحة وتقدم له الدعم المالي، كما قام الحرس الثوري باستخدام الموانئ القطرية في تهريب الأسلحة التي كانت تصل للميلشيات الإرهابية، ورغم توافر هذه المعلومات؛ إلا أن المجتمع الدولي غض الطرف ولم يفتح تحقيقًا حقيقيًا وأخذ إجراءات لمحاسبة قطر. وقال أديب؛ كانت مملكة البحرين ومازالت حاضرة في كل تجمع من شأنه الحد من خطر الإرهاب ومحاسبة الدول التي تدعم جماعات العنف والتطرف، مثل قطر، هو ذات الموقف الخليجي والعربي. كما أشار أديب إلى الدعم الذي تقدمه قطر على منصاتها الإعلامية للتنظيمات الإرهابية على مدار السنوات الماضية، وهي منصات يسيطر عليها بعض المنتمون لهذه التنظيمات، مشيرًا إلى أنه وبتحليل محتوى هذه المنصات نتوصل إلى أن الهدف هو تشويه الأنظمة العربية محاولة إسقاطها وضرب استقرارها. موضحًا أن الشائعات التي تثيرها منصات قطر الإعلامية تستهدف بشكل مباشر البحرين والسعودية والإمارات ومصر، إلى جانب دعمها للخارجين عن القانون من هذه الدول عبر استضافتهم على مختلف القنوات من أجل التشويه والفتنة ونشر الكراهية، وهو ما قد يكون له نتائج كارثية على هذه الدول لولا قدرة مؤسساتها الإعلامية على تفكيك خطاب الدوحة وحماية مواطنيها.. فيما أكد النائب أحمد العامر على أن النظام القطري قد عرّض وحدة الخليج العربي لخطر التفكك بسبب سياسته العدوانية من خلال سلوكه العدواني، من خلال محاولة إثارة الفوضى وتأليب الشعوب على حكامها، فقد أخذ النظام القطري دور العراب فيما يسمى بـ«الربيع العربي»، متجاهلاً كل محاولات لم الشمل ضمن المنظومة الخليجية وما تم توقيعه من اتفاقيات مثل اتفاق الرياض 2013 واتفاق الرياض 2014 واتفاق العلا مؤخرًا. مضيفًا أنه من المؤسف أن تتمادى قطر في هجومها والصريح على دول المقاطعة، من خلال توجيه قناة الجزيرة الإرهابية لنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة، ومع توقيع اتفاق العلا لا زالت الجزيرة تتعمد استهداف مملكة البحرين ضاربة عرض الحائط بما تم التوقيع عليه. موضحًا أن هذه المنصة القطرية ومنذ تأسيسها تضمر الحقد الدفين المتوارث في النظام القطري تجاه قيادة وشعب مملكة، معتمدة على تقارير ومصادر من دكاكين حقوقية مأجورة ومدفوعة الثمن، إلى جانب ارتباط الدوحة بمخططات تخريب بالشرق الأوسط سواء في دول الخليج أو شمال العراق أو سوريا أو لبنان وغيرها، وبالتالي فقد ثبتت حقيقة تمويل النظام القطري للجماعات الإرهابية، في ذلك حزب الله الإرهابي وتنظيم داعش، كذلك تمويل حركات إرهابية تسعى لقتل الأجانب الأمريكيين، وهو ما يمكن أن يؤدي لوضع قطر على قائمة الدولة الراعية للإرهاب. وأكد النائب العامر أن النظام القطري بسلوكه العدواني المتواصل يثبت عدم جديته في لمّ الشمل، وضربه عرض الحائط الروابط الوثيقة التي تجمع شعوب المنطقة، ومواصلته تنفيذ أجنداته الخبيثة وتوظيف ثروات الشعب القطري لتحقيق أهداف ومآرب خاصة. ومن جانب آخر قال الكاتب الصحافي أسامة الماجد إن احتضان قطر للإرهاب ورعايتها هي قضية ومشكلة كل مواطن خليجي حريص على كيان هذا البيت الكبير، وعلى قطر إن أرادت البقاء في هذا البيت أن ترى بمنظار المواطنين وتفكر بعقل ومعايير ومقاييس نابعة من عاداتنا وتقاليدنا وحضارتنا، داعيًا الدوحة للعودة للبيت الخليجي الحقيقي المفعم بالمودة والمحبة والأخوة، والابتعاد عن السياسة السوداء القبيحة وحركة المرور العكسية برفقة من يريد لها الشر، وعليها أن تعي أن الانتساب للعروبة يُعد شرفًا وأن أي تبعية للأجنبي وأعداء العرب وإلحاق الضرر بالأشقاء يفقدها شرف هذا الانتساب.
مشاركة :