لم تكن تعلم أن مسرحية "باي باي لندن" عن السياح ورجال الأعمال في عاصمة الضباب بالمملكة المتحدة، ستكون البداية وأرض النهاية، شاءت الأقدار أن تكون لندن مرّة أخرى موعدا للرحيل.. أربعون عاماً قضتها انتصار الشراح تدون ذكرياتها في أدمغتنا، هكذا كانت حينما عشنا معها سنين طويلة، استرجعناها بعد أن علم الجمهور عن صراعها المرير مع المرض دام "7 أشهر"، حيث غيب الموت انتصار في ضواحي لندن التي برزت مرافقة لوالدتها كي تكتشف حلال والدها الذي يتبعثر في لندن "باي باي لندن"، هناك لم يمهلها القدر أكثر من ذلك، حين شاءت الأقدار أن تفارق الحياة عن عمر ناهز "59" عاما في مستشفى وليستون الذي تم نقلها إليه، بعد ما كانت في مستشفى "رويال فري" قبل يومين من إعلان وفاتها. حينها كان يقول مازن التميمي "زوجها": أطالب الجميع بالدعاء لانتصار لأنها "بين يدي الله"، فحالتها الصحية صعبة".. كان يشعر التميمي أن النهاية والفراق، ستكون قريبة، بعد تقرير الأطباء، كانت حالتها حرجة، ووسط أخبار متناقلة وشائعات من هنا وهناك عن وفاة "أم سالم/انتصار" طوت الليل كله حتى ساعات الفجر الأولى من السبت، قبل إعلان الوفاة. الراحلة انتصار الشراح خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية العام "1985"، وخلال مسيرتها قدمت أعمالاً رائدة، حيث كانت انطلاقتها الحقيقية في مسرحية "باي باي لندن 1981"، و"انتخبوا أم علي" وغيرهما من المسرحيات حينما كان للمسرح فنون. إضافة إلى الأعمال الدرامية تاركةً بصمة على الشاشة مثل "عاد ولكن" و"عتيج الصوف"، "فريج صويلح"، "سينمائيات"، "يت بعد العسل"، "خذ وخل"، "قاصد خير"، "الكذب ينفع"، "بوقلبين"، "عيال قرية"، "أحلام نيران"، "الدعوة عامة" وغيرها من الأعمال الرنانة، حيث برزت مع الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا وغانم الصالح اللذين توفيا أيضا في لندن، كما شكلت -رحمها الله- عددا من الثنائيات الناجحة مع عبدالرحمن العقل وداود حسين ومحمد العجيمي، وكان آخر أعمالها الدرامية "مطر صيف" الذي عرض في شهر رمضان الماضي.