لم يستبعد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية ، إمكانية تأجيل الانتخابات العامة المقررة في الثامن من شهر سبتمبر القادم، بسبب ارتفاع عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن موجة جديدة من وباء كورونا في البلاد. وقال العثماني صباح اليوم الثلاثاء في حديث لوكالة الأنباء الرسمية، إن "تأجيل الانتخابات بسبب تزايد عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا المستجد لم يناقش داخل الحكومة، لكن من الناحية النظرية يظل كل شيء ممكنا"، حسب تعبيره. وكثف العثماني خلال الأيام الأخيرة، المشاركة في الاجتماعات والأنشطة الحزبية تحضيراً لانطلاقة الحملات الممهدة لاستحقاقات انتخابية حاسمة يتوقع المراقبون أن تطبعها "المحاسبة" بعد عشر سنوات على تولي حزب العدالة والتنمية قيادة الائتلاف الحكومي والأغلبية البرلمانية في المغرب. ويتطلع حزب العدالة والتنمية، الذي يتولى سعد الدين العثماني زعامته، لتصدر نتائج الانتخابات المقبلة. وقال أمينه العام في تصريحات هذا الأسبوع، إنه ينافس للفوز بالمرتبة الأولى "على الرغم من كل الأمور التي كانت ضدنا" في إشارة إلى تعديلات على القانون الانتخابي ساندتها أهم القوى السياسية في المغرب من الأغلبية والمعارضة، وحاول العثماني وحزبه منع التصويت عليها دون جدوى. وكانت السلطات المغربية، أعلنت إغلاق أكبر مدن البلاد الدار البيضاء إضافة إلى مراكش وأغادير ابتداء من اليوم الثلاثاء بسبب النسق التصاعدي لعدد الإصابات والوفيات الناجمة عن وباء كورونا. وقالت الحكومة في بيان، إن الإجراءات الجديدة الهادفة لاحتواء تفشي موجة جديدة من كورونا "تشمل حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني من الساعة التاسعة ليلاً إلى الساعة الخامسة صباحاً. ومنع التنقل من وإلى مدن الدار البيضاء ومراكش وأكادير". وتُعد المدن الثلاث من أهم الوجهات السياحية التي كانت تجذب سنوياً ملايين السياح لزيارة المغرب. ومن بين التدابير الاحترازية الجديدة "إغلاق المطاعم والمقاهي على الساعة التاسعة ليلاً، وإغلاق الحمامات وقاعات الرياضة والمسابح المغلقة وعدم تجاوز التجمعات والأنشطة في الفضاءات المغلقة والمفتوحة لأكثر من 25 شخصاً". وتضمنت حزمة الإجراءات المعلن عنها والتي يبدأ تطبيقها اليوم "عدم تجاوز الفنادق وباقي المؤسسات السياحية لــ75% من طاقتها الاستيعابية، وتشجيع العمل عن بعد في القطاعين العام والخاص، في الحالات التي تسمح بذلك". وفي نهاية الأسبوع الماضي أشار العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب بمناسبة عيد العرش إلى أن "الوباء أثّر بشكل سلبي على المشاريع والأنشطة الاقتصادية، وعلى الأوضاع المادية والاجتماعية للكثير من المواطنين". وشدد على أنه حاول "إيجاد الحلول للحد من آثار هذه الأزمة.. وبادرنا منذ ظهور هذا الوباء بإحداث صندوق خاص للتخفيف من تداعياته، لقي إقبالاً تلقائياً". وقال الملك محمد السادس، إنه أطلق "خطة طموحة لإنعاش الاقتصاد" من خلال دعم الشركات الصغرى والمتوسطة المتضررة، والحفاظ على الوظائف وعلى القدرة الشرائية للأسر بتقديم مساعدات مادية مباشرة.
مشاركة :