الرجفان الأذيني أكثر اضطرابات نظم القلب شيوعاً، يحدث عندما ينبض الأذينان (وهما الحجرتان العلويتان للقلب) بسرعة وبشكل فوضوي غير متزامن مع البطينين (غرف الضخ السفلية للقلب) المسؤولين عن دوران الدم في جميع أنحاء الجسم. وقد يتعذر على البطينين بعد ذلك ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم، ما يؤدي إلى تباطؤ الدورة الدموية والتعب وضيق التنفس. وفق صحيفة نيويورك تايمز، يؤثر الرجفان الأذيني في نحو ثلاثة ملايين بالغ بالولايات المتحدة، وهو رقم من المتوقع أن يتضاعف أربع مرات في العقد المقبل، مع تقدم السكان في العمر وتحوّل عوامل الخطر مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم إلى حالات أكثر شيوعاً. يمكن أن ينقذ التشخيص السليم والعلاج السريع حياة الأشخاص الذين يصابون بذلك المرض، ففي تقرير نُشر في مجلة نيو إنغلاند الطبية أخيراً، كتب الدكتوران ويليام جي، وغريغوري إف ميشود، المختصان بأمراض القلب في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، أن عدم علاج الرجفان الأذيني يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار أربعة أضعاف عند الرجال، ونحو 6 أضعاف عند النساء، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بفشل القلب بمقدار ثلاث مرات إلى 11 مرة على التوالي. ويرتبط الرجفان الأذيني أيضاً بالخرَف، الذي من المحتمل أن يكون نتيجة السكتات الدماغية وضعف الدورة الدموية في الدماغ بسبب إيقاع القلب غير الطبيعي. وهذه الحالة مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن أكثر من 158 ألف حالة وفاة سنوياً. 🔴 كيف تعرف إذا كنت مصاباً؟ قد يشعر المصابون بسرعة ضربات القلب أو الخفقان أو الرفرفة بشكل دوري لدقائق في كل مرة، أو قد يلاحظون نوبات عرضية من ضيق التنفس أو الدوخة أو التعب غير المبرر عند المجهود. يمكن أن تحدث الأعراض بسبب الاستهلاك المفرط للكافيين، وعند بعض الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني تأتي الإيقاعات غير الطبيعية وتختفي، بينما تستمر عند البعض الآخر ويكون القلب غير قادر على استعادة النظام الطبيعي دون علاج. لسوء الحظ، فإن العديد من الأشخاص المصابين بهذا المرض ينكرون مثل هذه الأعراض، خاصةً عندما تذهب من تلقاء نفسها. يمكن لطبيبك إجراء رسم القلب أو اختبار القلب على جهاز المشي، أو يمكنك ارتداء جهاز محمول لأسابيع عدة، للبحث عن إيقاعات القلب غير الطبيعية، ولتأكيد وجود الرجفان الأذيني من عدمه. يمكن أن تساعد مثل هذه الاختبارات في التمييز بين الحالات المرضية الخفيفة والحالات الأقل خطورة التي قد تسبب رفرفة القلب، مثل القلق والتوتر. 🔴طريقة العلاج إذا جرى التأكد من تشخيص حالة الرجفان الأذيني فقد يحاول طبيبك إعادة القلب إلى إيقاعه الطبيعي، باستخدام إجراء يسمى «تقويم نظم القلب الكهربائي»، وذلك من خلال تطبيق تيار كهربائي على الصدر بالصدمات. لذا يتم تخدير المريض لإتمام هذا الإجراء القصير، ولكي لا يشعر المريض بالصدمات. أما على المدى الطويل، فيمكن علاج معظم مرضى الرجفان الأذيني بشكل فعال وآمن بالأدوية، وعادة ما تسمى الأدوية بحاصرات بيتا، وحاصرات الكالسيوم، التي تساعد القلب على المحافظة على إيقاع طبيعي، ويتم إعطاء المرضى أيضاً مضاداً للتخثر لمنع تجلط الدم. لكن قد يفيد الدواء والصدمات باستعادة نظم القلب الطبيعي لفترة وجيزة فقط، إلا أن هناك إجراء أكثر استدامة وهو تدمير الخلايا الموجودة على طول الجدار الخلفي للأذين الأيسر للقلب التي تنقل إشارات غير منتظمة إلى البطينين، وهو إجراء يُطلق عليه «الاستئصال بالجراحة» لأنه يتضمن إدخال قسطرة عبر الوريد إلى الأذين، وعادةً ما يتم حرق أو تجميد الخلايا التي لا تعمل بشكل صحيح. ما مدى فعالية «الاستئصال بالجراحة»؟ أظهرت التجارب الخاضعة للرقابة أنه بمرور الوقت يكون الاستئصال أكثر فاعلية في تصحيح الرجفان الأذيني من العلاج الدوائي. في إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت على 203 مرضى، نجح الاستئصال في منع الإصابة بهذا المرض بعد عام في نحو %75 من المرضى في مجموعة واحدة، بينما ساعد العلاج الدوائي %45 فقط من المرضى في المجموعة الأخرى. بالنسبة للأشخاص الأصحاء (الذين لا يحتاجون رعاية مستشفى) غالباً ما يمكن إجراء الاستئصال، يتبعه نشاط محدود لأيام، بينما يتعافى القلب من الالتهاب الناتج. وقال د. ستيفنسون من جامعة فاندربيلت إن بعض المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني بشكل مستمر يفضلون الخضوع للاستئصال بدلاً من تناول الأدوية باستمرار، ما قد يتسبب في حدوث مشاكل نزيف أو آثار جانبية أخرى. من ناحية أخرى، تتأخر فائدة الاستئصال في بعض الأحيان. وذكر الدكتور أنه في الأشهر القليلة الأولى بعد الاستئصال يعاني قرابة نصف المرضى من عدم انتظام ضربات القلب، وقد يحتاجون إلى صدمة قلبية أو علاج دوائي حتى يتعافى القلب تماماً من العملية. 🔴 هل هناك علاجات جديدة؟ هناك إجراء جديد يفترض أنه أكثر أماناً يسمى استئصال المجال النبضي، الذي يدمر الخلايا الضالة عن طريق إحداث ثقوب فيها بالصدمات الكهربائية. يقال إن الإجراء أسرع من تقنيات الاستئصال الأخرى مثل الكي أو التجميد، وأقل إتلافاً للمريء الذي يقع بجوار الأذين. وجرت الموافقة على التقنية الجديدة المعروفة تجارياً باسم Farapulse للاستخدام في أوروبا في يناير الماضي، لكن لم يتم ترخيصها بعد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية. 🔴 عدم علاجه ■ عدم علاج الرجفان الأذيني يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار أربعة أضعاف عند الرجال و6 أضعاف عند النساء ■ يزيد من خطر الإصابة بفشل القلب بمقدار ثلاث مرات ■ يرتبط الرجفان الأذيني بالإصابة بالخرف الأعراض قد يشعر المصابون به بالتالي: ■ سرعة بضربات القلب أو الخفقان ■ نوبات عرضية من ضيق التنفس أو الدوخة ■ التعب غير المبرر عند المجهود
مشاركة :