واشنطن - قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود اليوم الثلاثاء إنه يرى أن إيران باتت أكثر جرأة وأنها تنتهج أساليب سلبية في أنحاء الشرق الأوسط وتعرض الملاحة البحرية للخطر فضلا عن تسليح الحوثيين والضلوع في المأزق السياسي في لبنان. وساهم الليونة التي أبدتها إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن على ما يبدو في تنامي أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وذلك بعد أن كان الرئيس السابق دونالد ترامب قد أبدى حزما شديدا في مواجهة تلك الأنشطة بما فيها أنشطة وكلائها في اليمن. ودشن بايدن عهده في يناير/كانون الثاني الماضي بمراجعة للعلاقات الإستراتيجية مع المملكة وهو أمر اعتبره مسؤولون أميركيون رسالة خاطئة لطهران وخطأ دبلوماسيا سيؤثر على العلاقات مع الحلفاء في المنطقة. وقال الوزير السعودي لمركز أبحاث أميركي عبر الإنترنت "في جميع أنحاء المنطقة لا تزال إيران تتصرف بجرأة أكثر" في إشارة إلى التقارير التي أفادت بأنه من المعتقد أن قوات مدعومة من طهران استولت على ناقلة نفط قبالة ساحل الإمارات. وقال الوزير السعودي "إيران نشطة للغاية في المنطقة بنشاطها السلبي، سواء كان مواصلة تزويد الحوثيين بالأسلحة أو تعريض الملاحة في الخليج العربي للخطر وهو ما تلقينا تقارير عنه اليوم يمكن أن تشير إلى نشاط إضافي هناك"، مؤكدا أن إيران حرضت على المأزق السياسي الذي قوض اقتصاد لبنان. وخلال كلمته إلى منتدى أسبن الأمني، جدد الأمير فيصل أيضا موقف السعودية المتمثل في أنها يمكن أن تقبل صيغة "أطول وأقوى" من اتفاق إيران النووي لعام 2015 مع الدول الكبرى إذا كان يضمن عدم حصول طهران في أي وقت على الخبرة اللازمة لصنع أسلحة نووية. وقال "من المؤكد أننا نؤيد اتفاقا مع إيران ما دام هذا الاتفاق يضمن عدم حصولها الآن أو في أي وقت على تكنولوجيا الأسلحة النووية"، مضيفا أن الرياض ترحب بإيران التي تسهم في الأمن والرخاء بالمنطقة. وقال "لكن هذا يتطلب انخراط طهران في المنطقة باعتبارها دولة تتصرف بطريقة طبيعية لا تدعم ميليشيات ولا ترسل أسلحة إلى جماعات مسلحة والأهم من هذا كله أن تتخلى عن برنامج نووي يمكن أن يُستخدم في صناعة الأسلحة النووية". وتأتي تصريحات الوزير السعودي بينما تسود حالة من التوتر في أهم الممرات المائية الحيوية بالنسبة لإمدادات الطاقة للعالم وعلى وقع أنباء تشير إلى خطف قوة مدعومة من إيران لناقلة نفط بين بحر العرب ومضيق هرمز. واستضاف العراق في الفترة الماضية قبل انتخاب إبراهيم رئيسي المحافظ المتشدد رئيسا لإيران، مفاوضات بين الرياض وطهران هي الأولى بينهما منذ القطيعة الدبلوماسية في العام 2016 على خلفية اقتحام محتجين لمحيط سفارة المملكة في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد ومحاولة حرقهما على اثر إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته في قضايا تتعلق بالإرهاب. وليس واضحا ما إذا كان انتخاب رئيسي وهو من غلاة المحافظين في إيران سيؤثر سلبا على مسار المحادثات الثنائية رغم أنه أعلن أنه يضع على رأس أولوياته تحسين العلاقات مع الخليج.
مشاركة :