نجت ماري روز طوباجي بأعجوبة من الموت قبل نحو عام. رأت الدخان يتصاعد فوق ميناء العاصمة اللبنانية بيروت الذي تطل عليه شرفتها في الطابق الثالث من فيلتها.وعندما كشف الانفجار المدمر عن قوته، أسقطت موجة الضغط الهائلة الناجمة عنه ماري-روز على الأرض، وظلت هناك مستلقية فاقدة للوعي. وعندما عادت لوعيها رأت السماء فوقها من خلال ثقب في السقف، حينها عرفت على الفور: لم يعد هناك شيء على حاله. كانت قوة الانفجار هائلة لدرجة أنه لم يقتصر على تحويل أجزاء كبيرة من الميناء إلى أنقاض ورماد فحسب، بل أدى أيضا إلى تدمير المناطق السكنية المحيطة بشكل كبير.تظهر مقاطع فيديو لا حصر لها كيف تتسع موجة الضغط ويتمدد قطرها من شارع إلى شارع، وتخلف دمارا في كل مكان، حتى أن العديد من اللبنانيين الذين شهدوا الحرب الأهلية التي دامت 15 عاما في بلادهم يتحدثون عن أسوأ تجربة في حياتهم.ما حدث في فيلا ماري-روز، التي بناها جدها في نهاية القرن التاسع عشر، هو أن موجة الضغط الناجمة عن الانفجار اخترقت السقف، ودمرت الجدران وفصلت الأبواب عن أماكنها، وجعلت صخرة ضخمة تستقر على سريرها.وبعد عام من الكارثة، تنهمر دموع ساينا، والدة الضحية جو، عندما تنظر إلى صورة ابنها الفقيد، ومثل باقي الأقارب ترتدي الأسود أيضا. تقول ساينا: «أريد العدالة له وللضحايا الآخرين... لكن في هذا البلد، حيث يحكم سياسيون فاسدون، سيخفون الحقيقة».وكما لو أن الانفجار لم يكن صادما بما يكفي لسكان بيروت... فقد تبعته مأساة لم تنته بعد، فمرفأ بيروت لم تبدأ إعادة إعماره حتى الآن، ولم تبدأ شركة فرنسية إلا أخيرا في التخلص من الحبوب التي كانت مخزنة في صوامع بالقرب من موقع الانفجار والتي أصابها العفن.ضحايا انفجار بيروت: 218 قتيلا. 6500 ألف مصاب. 300 ألف نازح. 9 مفقودين. 800 مبنى تاريخي دمر.
مشاركة :