ملحة عبدالله: تأليف موسوعة «الجزيرة العربية» منعطف مهم في تكوين مكتبتي

  • 8/5/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

للمكتبات مع أصحابها قصصٌ ومواقف وأيضاً طرائف وأشجان تستحق أن تروى، "الرياض" تزور مكتبات مجموعة من المثقفين، تستحث ذاكرة البدايات، وتتبع شغف جمع أثمن الممتلكات، ومراحل تكوين المكتبات.. في هذا الحوار نستضيف الكاتبة والناقدة السعودية د. ملحة عبدالله سيدة المسرح السعودي للحديث حول مكتبتها التي تضم أكثر من "4.000" كتاب مقسمة في أركان متعددة، أهمها نسخة طبق الأصل وموثقة من مصحف مخطوط من متحف تركيا أهديت تكريماً لها في أثنينية عبدالعزيز خوجة مع كل مستنداته، كذلك تضم المكتبة في أقسامها العديد من علوم الحديث وأصول الفقه والعقيدة وعلم الأديان والمذاهب والآداب واللغة والتاريخ والجغرافيا والسير والتراجم والمعاجم والسياسة والاقتصاد والسيرة النبوية الشريفة والفلسفة وعلم النفس وعلم الجمال والعلوم الانسانية والتراث والفلكلور والمسرح بكافة علومه وفلسفته، أيضاً الفن التشكيلي. وغير ذلك من السلاسل سواء في الكُتب أو في المجلات الدورية. تعاملت في «سور الأزبكية» مع سماسرة الكُتب النادرة في أيِّ مرحلة من العمر تعرَّفتِ على الكتاب؟ بدأت تكوين المكتبة وأنا في الصف السادس الابتدائي حينها طلبت من أستاذي في اللغة العربية أن يصحبني لمعرض الكتاب لتكوين مكتبة وكنت أثق في ثقافته، لكنها كانت حينها مجرد ترشيحات، بعد ذلك كونت المكتبة الكبيرة بعد دخولي أكاديمية الفنون بالقاهرة أي ما يقرب من حوالي «33» عاماً. هل تستطيعين تحديد بعض بدايات تأسيس مكتبتكِ المنزليَّة؟ الناقد المسرحي يجب أن يكون موسوعياً بقدر الإمكان نعم، كانت بداياتها دينية ثم مسرح وعلومه وعلوم الفلسفة والعلوم الإنسانية ونصوصها. ماذا عن معارض الكُتب، ودورها في إثراء مكتبتك؟ بكل تأكيد لمعارض الكتاب دور مهم للغاية.. لكن هنا ما هو أهم بالنسبة لي وهو «سور الأزبكية» بالقاهرة كنت أتعامل مع سماسرة الكُتب النادرة والقديمة ويعودوا بعد جمعها وإحضارها لي لأني كما قلت أهوى النوادر من الكُتب، أما الحديث منها فيمكن في أي وقت نحصل عليه ولا داعي لامتلاكه لتكديس الأرفف إلا ما كان قيماً للغاية. دراسة الدراما والنقد أوجبت امتلاك كتبه المتخصصة ما أبرز المنعطفات التي رافقت نموَّ مكتبتكِ الشَّخصيَّة؟ هناك منعطفات كثيرة أهمها المسرح وعلومه وما يجب أن ندرسه من أجل الدراما والنقد اللذين تخصصت فيهما، لأنهما كانا يحتاجان إلى كل صنوف الكُتب التي ذكرتها فالكاتب أو الناقد المسرحي يجب أن يكون موسوعياً بقدر الإمكان فلا غنى عن دراسة أي من هذه الكُتب والسلاسل والمجلات وغيرها، أذكر في ذات مرة وأنا أبحث في بحث «أثر الهوية العربية على المسرح في السعودية» أنني لم أجد تعريفاً كاملاً لمعنى «الهوية» بالطريقة العلمية الدقيقة سوى في معجم المصطلحات الفلسفية بالرغم من تعدد هذه المعاجم لديّ إلا أن معجماً واحداً كان قد قدم التعريف حينها، طلبت من الدار أن أصور الصفحة لنقل التعريف لأنه بضعة أسطر، والكتاب مكون من مجلدين باهظي الثمن حينها رفض على الإطلاق مما جعلني أشتري المعجم بجزأيه وكذلك مجلدي «الإلياذة والأوديسة» لكاتبها الشاعر هوميروس نظراً لحاجتي الملحة للعودة إلى أصول الدراما العالمية ودراستها. تحتوي مكتبتي على مترجمات عالمية ونادرة كما أن المنعطفات كثيرة مثل القيام بتأليف موسوعة نقد النقد في مجلداتها الثلاثة والتي كان تناقش الأنس والاغتراب في النظريات الفلسفية منذ بدايتها حتى آخر نظرية لها، وتأثيرها على الشارع والسلوك البشري، والتي كانت أول من أخرج النظرية من النص الأدبي إلى علوم الاجتماع، ثم المنعطف الأخير وهو قيامي بتأليف موسوعة «الجزيرة العربية.. الهوية، المكان والإنسان» والتي تقع في «1.200» صفحة بجزأيها كانت منعطفاً آخر في تكوين المكتبة، إلا أن دراسة الدراما والنقد قد أوجبت امتلاك علوم المسرح وتاريخه وفنونه سواء كتاريخ أو كفلسفة أو كنصوص مسرحية عالمية وعربية كما أوجبت التوسّع فيها من جميع التخصصات. هل تحتفظين في مكتبتكِ بمخطوطات؟ نعم، مثل مخطوط القرآن الكريم، ومخطوط «سبائك الذهب في معرفة أنساب العرب» لـ محمد أمين السويدي، ونهاية الأرب لأبو العباس القشقلندي، وصفة الجزيرة العربية أول الحسن بن أحمد الهمذاني، جمهرة الأنساب للأندلسي تحقيق ليفي برفنسال، تاريخ الملوك والرسل لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، الجواهر واليواقيت للإمام عبدالوهاب الشعراني، ومخطوط تاريخ تطور المسرح في العصر الفرعوني العصر، الإغريقي، العصر الروماني، والعصور الوسطى، وغيرها من المخطوطات على المكتبة الإلكترونية والمدمجة الخاصة بمكتبتي. ماذا عن نصيب الكُتب القديمة والنَّادرة؟ وهل لديكِ شيءٌ من الصُّحف والمجلات القديمة؟ أغلب مكتبتي كتب قديمة، ومن أمهات الكُتب، ومن مترجمات عالمية ونادرة متخصصة، وغير المتخصصة، وعلى سبيل المثال: العدد الأول من جريدة «الأهرام» وثاني عدد من مجلة «المصور» وكتاب «وصف مصر» بجميع أجزائه وجميع إصدارات مركز الترجمة بأكاديمية الفنون وهو عدد كبير جداً، كتاب ما قبل الفلسفة وقيام وانهيار الدول العظمى لبول كنيديو، السيرة النبوية لابن هشام، وكتاب «قصة الديانات» لـسليمان مظهر كتاب نادر ومُهم، ومحاضرات سيجموند فرويد وكتاب «تراث الإنسانية» بجميع أجزائه، وحكايات «ألف ليلة وليلة» القديمة النسخة الأصلية، وكتاب «حمار بروديان». وغير ذلك في المكتبة الإلكترونية والمدمجة التي تضم أكثر من «1.000» كتاب. هل يوجد في مكتبتكِ كُتب مُهداة بتوقيع مؤلفيها؟ نعم، لديّ الكثير منها وعلى سبيل المثال: كتاب «أرسطو» الموقع بتوقيع زكي طليمات بالرغم أنه ليس مؤلفه، إنما أصدقائي الكتّاب دائماً يوقعون لي على مؤلفاتهم، وهذا شرف لنا ونعتز بما يخطونه. ما أطرف المواقف التي حصلت لكِ في البحث عن الكُتب؟ أطرف المواقف حينما كنت أعمل بحث عن «أثر الهوية الإسلامية» في المسرح السعودي كان عام 1990م لم تكن المكتبات الإلكترونية والتواصل الاجتماعي أو أي شئ من هذا القبيل، والأبحاث في المسرح السعودي لا توجد حينها. أرسلت جمعية الثقافة الفنون جدول به عنوان دراسة عن المسرح السعودي متوفر في مكتبة بالإسكندرية لم أتذكر اسمها. سافرت لها وأقمت أسبوعاً أبحث في المكتبات حتى أني ذهبت للمكتبة العامة بالإسكندرية ولم يكن فيها تقنية إلكترونية بل يعطونني كرتاً برقم وأذهب إلى فروع المكتبة وكل درج برقم وأنا أبحث في كل الأدراج والأرقام لمدة أسبوع كامل ولم أجد شياً حتى علمت أنها في مكتبة خاصة لأحد الصالونات الأدبية وذهبت لمنزل صاحب الصالون ووجدت المراد عبارة عن ورقة واحدة ليس فيها ما يفيد!. أيضاً إصرار دار النشر التي أشرت لها سلفاً بأن أشتري جميع أجزاء المعجم بثمنه الغالي جداً لمجرد سطر يهمني فيه لكن أصبح الكتاب يمثل ثروة فيما بعد. بما أنكِ مُهتمة بالكُتب ولديكِ مكتبة خاصة.. ما أبرز الكُتب التي تحرصين على قراءتها؟ الفلسفة والتاريخ والجغرافيا، لأن هذه الأضلاع الثلاثة هي المكون الأساسي لكل العلوم الإنسانية وللإبداع، فبدونها لا يستطيع المبدع أن يكتب حرفاً، لأنها محاور الفكر التي يرتكز عليها، والتي ترتكز عليها جميع العلوم والفنون الإنسانية. هل يستفيد أبناؤك من مكتبتك في إعداد بحوثهم؟ نعم فلو قرؤوا العناوين فقط حتماً سيستفيدون. ماذا تُفضلين.. المكتبة الإلكترونية أم المكتبة الرقمية؟ وما السبب؟ كلاهما لا أستغني عنهما، لأن البحث أصبح يتسم بالعالمية في يومنا هذا، ومهما كانت المكتبة الورقية كبيرة لا يمكن يجد الباحث الرد الشافي في بعض الأحيان لأن الباحث الجيد حتماً يكون كثير التساؤلات مهما حصل على إجابات. هل مكتبتك متخصصة أم متنوّعة؟ طبيعي جداً أن تكون متنوعة لأن الكاتب والناقد لابد أن يكون موسوعياً ولكن بالرغم من تعدد أركانها إلا أنه يغلب عليها الطابع الفني والفلسفي والتاريخي أيضاً. ما رسالتُكِ التي توجِّهينها لكلِّ من يملك مكتبة خاصَّة؟ أقول له: لا تدع للغبار سبيلاً كي يغتال عقلك. أقفل جهازك لبضع ساعات من أجل مكتبتك واعتكف فيها لسويعات بلا كلام مع أي أحد، فكُتبك تنظر إليك كل يوم في شغف فاجلس معها. كلمة أخيرة؟ من لا يقرأ لا يستحق الحياة. جانب من المكتبة مخطوط «المصحف الشريف» كتاب «عيون المجد في تاريخ نجد» مجلة «آخر ساعة» العدد (2) عام 1957م كتاب «قصة الديانات» سليمان مظهر كتاب «تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية» مخطوط «ألف ليلة وليلة» الأصل بجميع أجزائه كتاب «الصحراء العربية» سعد الصويان الأدب الشعبي في الحجاز من أدب جنوب الجزيرة عام 1984م

مشاركة :