ذكر مسؤولون أفغان أن ضربات جوية أميركية وأفغانية استهدفت تجمعات «طالبان» في ولاية هلمند، بعد أن استولى مسلحو الحركة على جزء كبير من عاصمة الولاية جنوبي البلاد، فيما يستعد الجيش الأفغاني لشن هجوم مضاد لطرد الحركة المتمردة من مدينة لشكركاه. وأفادت وكالة فرانس برس أمس، بأن الجيش الأفغاني يستعد لشن هجوم مضاد لطرد حركة «طالبان» من مدينة لشكركاه الجنوبية طالباً من السكان المغادرة. ودعا الجنرال سامي سادات كبير ضباط الجيش الأفغاني في جنوب البلاد، في رسالة مسجلة بثها عبر وسائل الإعلام، السكان إلى مغادرة المدينة تحسباً لهجوم مضاد للقوات الحكومية. وأضاف: «نناشدكم مغادرة منازلكم في أقرب وقت ممكن، سنواجه المتمردين وسنقاتلهم بشراسة»، متوعداً بـ «ألا يبقى أي عنصر من حركة طالبان على قيد الحياة». وقال أحد سكان لشكركاه طالباً عدم الكشف عن اسمه: إن «المدينة محرومة من التيار الكهربائي ومن المواد الغذائية والمتاجر مغلقة فيها»، ويتواجه الطرفان من شارع إلى آخر فيما يقصف الطيران الأفغاني «كل دقيقة تقريباً». ولفتت الوكالة إلى أن مقاتلي «طالبان» حصنوا مواقعهم في لشكركاه عاصمة ولاية هلمند أحد أهم معاقل الحركة، حيث دارت بعض من أشرس المعارك خلال انتشار القوات الأجنبية مدة 20 عاما. وأشارت إلى أن المدنيين العالقين في القتال يدفعون الثمن باهظاً في لشكركاه البالغ عدد سكانها 200 ألف نسمة. وتتواجه حركة «طالبان» منذ أيام عدة مع القوات الحكومية قرب قندهار أيضاً في جنوب البلاد وفي هرات في الغرب، ثاني وثالث أكبر مدن البلاد. وشنت حركة «طالبان» هجوماً شرساً على مدار الأشهر الماضية حيث تكمل القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي انسحابها من الدولة التي مزقتها الحرب. وبعد ليلة من الضربات الجوية الأميركية والأفغانية الشديدة، قالت وزارة الدفاع الأفغانية أمس: إن «طالبان» تكبدت خسائر فادحة في لشكركاه، رغم عدم وجود طريقة فورية لتأكيد هذا البيان، ونفى المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد وقوع خسائر. وسيكون سقوط لشكركاه نقطة تحول رئيسة في هجوم «طالبان»، وستكون أيضاً أول عاصمة ولاية يستولي عليها التنظيم منذ عدة سنوات. إلى ذلك، أعلن تأدين خان القائد السابق لشرطة ولاية قندهار، وعضو المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، أن ما بين 800 و900 شخص قتلوا على أيدي مسلحي «طالبان» في الولاية الأسابيع الأخيرة. ونقلت قناة «طلوع نيوز» التلفزيونية الأفغانية عن تأدين خان قوله أمس: «طالبان لا تعرف شيئاً اسمه حقوق الإنسان»، مضيفاً أن عدد ضحايا عمليات القتل التي نفذتها الحركة في الولاية خلال الأسابيع الستة الأخيرة قد يبلغ 900. وأوضح المسؤول أن المسلحين أخرجوا الضحايا من بيوتهم قسراً وقتلوهم، وأن سكان المنطقة عانوا كثيراً من ممارسات المسلحين، فيما الأعمال الوحشية التي ارتكبت في مديرية «سبين بولداك» الحدودية مع باكستان «جريمة لا تغتفر».
مشاركة :