شنت المقاتلات الروسية غارات على 49 هدفاً في سوريا، ووفرت غطاء لقوات النظام السوري التي حققت تقدماً على الجبهة الشمالية، وسقط 72 قتيلاً بينهم 31 طفلاً وامرأة في الغارات الروسية وقصف النظام على ريف حمص، ولقي ثلاثة من القادة العسكريين لجبهة النصرة حتفهم في حلب. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدرته أمس السبت إن سلاح الجو الروسي نفذ 36 طلعة جوية وأصاب 49 هدفاً لتنظيم داعش في سوريا خلال 24 ساعة. وأشارت الوزارة إلى إن الأهداف أصيبت في محافظات حماة وإدلب واللاذقية ودمشق وحلب. وأحرزت قوات النظام السوري تقدماً جديداً في شمالي البلاد مدعومة بغطاء جوي روسي بالتزامن مع معارك عنيفة متواصلة في الوسط. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس تمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون بدعم من مقاتلين إيرانيين ومن حزب الله اللبناني، وبغطاء جوي روسي، من التقدم في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطرت صباح السبت على عدد من التلال والمزارع وثلاث قرى. وأشار إلى أن قوات النظام تخوض اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي الفصائل على مشارف بلدة الحاضر الواقعة غرب مدينة السفيرة التي ينطلق منها النظام لشن هجومه. ووفق المرصد، فإن سيطرة قوات النظام على هذه البلدة تجعل خطوط إمداد النظام من وسط سوريا إلى حلب آمنة، كما تخوله رصد واستهداف خطوط إمداد الفصائل في المنطقة. وتحدث المرصد عن نزوح قرابة ألفي عائلة من ريف حلب الجنوبي من جراء الاشتباكات والقصف الجوي الذي أوقع 17 قتيلاً من الفصائل وثمانية من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وأشار مسؤول أمريكي الجمعة إلى وجود نحو ألفي مقاتل ينتمون إلى قوات إيرانية أو مجموعات من حزب الله أو مقاتلين عراقيين، يشاركون في الهجوم في جنوب شرقي حلب. وتحدثت صحيفة الأخبار اللبنانية القريبة من دمشق في عددها الصادر أمس السبت عن تكامل مسار العملية التي انطلقت أول أمس في حلب مع معارك حماة (وسط) واللاذقية (غرب) سعياً إلى تحقيق هدف أساسي وهو عزل ادلب، المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا والتي تسيطر عليها بالكامل ومنذ اشهر فصائل عدة منضوية في إطار جيش الفتح أبرزها جبهة النصرة. على جبهة ريف حلب الشرقي، تخوض قوات النظام اشتباكات عنيفة ضد تنظيم داعش في الريف الشرقي، في إطار محاولتها التقدم نحو مطار كويرس العسكري المحاصر من التنظيم منذ مايو/أيار. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس السبت بات الجيش السوري على بعد ستة كيلومترات من المطار. وعلى صعيد الحملات العسكرية التي بدأت قوات النظام والقوات الموالية لها بشنها أكدت القيادة العامة للجيش السوري أن القوات المسلحة تواصل تنفيذ مهامها في جبهات القتال وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد. وقال المتحدث باسم الجيش السوري في بيان له امس إن العمليات العسكرية التي تنفذها تشكيلات من قواتنا المسلحة في مواجهة التنظيمات المسلحة تستمر بالتزامن مع الضربات الجوية المركزة التي ينفذها سلاح الجو السوري واستثمار نتائج ضربات الطيران الروسي. وقد تركزت العمليات العسكرية في الأيام الثلاثة الماضية على اتجاهات المنطقة الجنوبية والمنطقة الوسطى وريف اللاذقية وريف حماة الشمالي والشمالي الغربي وريف حلب الجنوبي وسيطرت على العديد من المناطق. في وسط البلاد ، حيث بدأت قوات النظام عملية برية واسعة بإسناد جوي روسي، قال المرصد إن الطيران الحربي الروسي نفذ منذ صباح السبت تسع غارات على الأقل استهدفت مدينة تلبيسة ومحيطها في ريف حمص الشمالي حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة. وتكمن أهمية المدينة في أنها تقع على الطريق الرئيسي بين مدينتي حمص وحماة. وأحصى المرصد مقتل 72 شخصاً، بينهم 31 طفلاً وامرأة و19 مقاتلاً، خلال 48 ساعة في ريف حمص الشمالي من جراء قصف الطيران الحربي الروسي والقصف المكثف لقوات النظام. في اللاذقية، أفاد المرصد عن غارات نفذتها طائرات حربية روسية على مناطق عدة في جبل الأكراد. وقال المرصد إن 11 شخصاً بينهم طفلة قتلوا السبت جراء قصف لطائرات حربية روسية استهدف قرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي لليوم الثاني على التوالي. وكان 65 شخصاً قتلوا الجمعة في قصف للطيران الروسي على مناطق عدة بريف حمص الشمالي وكانت الحصيلة الكبرى للضحايا في بلدة الغنطو وبلغت 35 قتيلاً كما سجلت بلدة تيرمعلة الحصيلة الثانية ب 19 قتيلاً فيما سجلت مدينة تلبيسة سبعة قتلى وثلاثة في بلدة الدار الكبيرة وقتيل واحد في قرية الفرحانية. وقالت وكالة (سوريا مباشر) المعارضة إن الغارات الجوية وعمليات القصف براجمات الصواريخ من جيش النظام المتمركز في الكلية الحربية أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في بلدة الغنطو في ريف حمص الشمالي، في وقت أظهرت تسجيلات مصورة محاولة المدنيين انتشال جثث القتلى والبحث عن ناجين من تحت انقاض المنازل المدمرة. وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة في الغوطة الشرقية، لغارات كثيفة . من جهة أخرى، أعلن المرصد مقتل القيادي السعودي في جبهة النصرة صنفي النصر مع اثنين آخرين من كبار قادة الجبهة الجمعة في حلب من جراء استهداف سيارتهم من طائرة لم يعرف بعد اذا ما كانت للتحالف بقيادة الولايات المتحدة أو للقوات الجوية الروسية. وصنفي النصر هو أحد الأسماء الحركية المحتملة لعبد المحسن عبد الله إبراهيم الشريخ، وهو سعودي صنفته وزارة الخزانة الأمريكية عام 2014 بانه إرهابي عالمي وينشط في سوريا. وفي مجال آخر ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات العائلات بدأت بالنزوح من مدينة الرقة بعدما تواردت أنباء عن التحضير لهجوم عليها. وأضاف أن معظم العوائل اتجهت نحو ريف الرقة الغربي ومناطق سيطرة تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي الشرقي.كما ذكر المرصد أن التنظيم بدأ بالطلب من الشباب الذين تتجاوز أعمارهم ال14 مراجعة مراكز التجنيد التابعة له في المدينة بغية تجنيدهم. (وكالات)
مشاركة :