30­% نمو التبادل التجاري مع البحرين ومفاوضات التجارة الحرة مع الخليج مستمرة

  • 8/6/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

45­% من سكان الهند حصلوا على اللقاحات والحكومة تستهدف جميع السكان أكد سفير جمهورية الهند لدى البحرين بيوش شريفاستاف أن تنامي التبادل التجاري بين بلاده والبحرين خلال النصف الأول من العام قد تجاوز نسبة 30­% مقارنة بالعام الماضي، لافتًا إلى أن هذا التنامي المستمر يعكس عمق العلاقات التاريخية والاقتصادية بين البلدين. ورأى السفير الهندي، في مقابلة على هامش زيارته الى مؤسسة «الأيام»، أنه رغم التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على مختلف الاقتصاديات في العالم، إلا أن الجائحة عززت أيضا الكثير من الفرص التجارية والاستثمارية في قطاعات مختلفة، ومنها قطاع تقنية المعلومات، والقطاعات الصحية والأدوية، وقطاع الأمن الغذائي. وعبّر السفير الهندي عن خالص امتنانه لقيادة وحكومة البحرين عن مواقفها ومساندتها للهند خلال الموجة الثانية من جائحة كوفيد-19 التي ضربت الهند خلال الربيع الماضي، معتبرًا أن موقف البحرين ينظر إليه بعين التقدير والاحترام. وكشف السفير أن أكثر من 45% من سكان بلاده قد حصلوا على التطعيم، مشيرًا الى أن حكومة بلاده تستهدف حصول جميع سكان الهند المؤهلين على اللقاحات مع نهاية هذا العام. وفيما يلي نص المقابلة: ] سجل التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعًا خلال النصف الأول من العام الجاري بما يصل إلى 30% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ما القطاعات التي شهدت تنامي التبادل التجاري؟ - كما تعلمون تتمتع البحرين والهند بعلاقات رائعة في مجال التجارة والاستثمار، حتى خلال الجائحة وما فرضته من تحديات شهدنا تناميًا في ميزان التبادل التجاري بين البلدين، وهذا بالطبع يعكس عمق العلاقات بين البلدين الصديقين، بالطبع تركز هذا التنامي في قطاع التغذية، والمكائن الصناعية، ومجالات تقنية المعلومات، والمستلزمات الإلكترونية، بشكل عام كان هناك تنامٍ شمل مختلف أوجه التبادل التجاري بين البلدين. ] ما القطاعات التجارية التي تعتقدون بأهمية التركيز عليها خلال هذه الفترة؟ - اعتقد في ظل الجائحة، وما فرضته من معطيات على الاقتصاديات نحو التعافي، هناك قطاعات تطرح فرص عظيمة، سواء في مجال التبادل التجاري أو الاستثمار، أبرزها قطاع تقنية المعلومات، وقطاع الصحة والأدوية، وبالتأكيد قطاع الأمن الغذائي، بالطبع هناك قطاعات أخرى، مثل التعليم، والمستلزمات الصناعية، ومجالات الطاقة الهيدروكربونية، والطاقة المتجددة، وقطاع المعالجة الزراعية، والبنى التحتية وغيرها. بالطبع نحن جاهزون دومًا للتعاون وتعزيز الفرص في مختلف القطاعات مع البحرين. ] وضعت جائحة كوفيد-19 تحديات أمام مختلف اقتصاديات العالم، ومنها الهند التي تعد واحدة من اكبر اقتصاديات العالم، كيف ترون تأثير الجائحة على التبادل التجاري مع دول الخليج التي تشكل شريكًا اقتصاديًا مؤثرًا بالنسبة للهند؟ - كما ذكرت، الجائحة أثرت على مختلف اقتصاديات العالم ومنها اقتصاد الهند، لقد اتخذت الحكومة عدة مبادرات في هذا الاتجاه، ومنها مبادرة «اتمنربار باهارت» وهي مبادرة حكومية تهدف إلى جعل الهند جزءًا أقوى بكثير من سلسلة التوريد والقيمة العالمية، بالتوازي مع العديد من السياسات التي تهدف الى الإصلاح الاقتصادي في قطاعات محددة منها قطاع تقنية المعلومات، والقطاع الزراعي، وكذلك القطاع الصحي، بهدف إنعاش الاقتصاد ما بعد كوفيد-19، مثال على ذلك القطاع الصحي، وهي تسهيل عملية الاستثمار في القطاعات الطبية، وأنا سعيد لمشاركة هذا الجانب هنا في البحرين، فقد استقبلنا العديد من الاستثمارات القيمة في المجالات الطبية. لا شك أن دول الخليج تُعد شريكًا اقتصاديًا تاريخيًا، وقد حرصنا مع دول الخليج أن تبقى خطوط الإمداد، لا سيما قطاع الأغذية والأدوية، مفتوحة مع دول الخليج خلال الجائحة، وكذلك سهلت دول الخليج العديد من الجوانب المتعلقة بحركة السفر والتنقل بالنسبة لرعايا الهند، ونحن ممتنون لدول الخليج بهذه الخطوات، لا سيما البحرين التي تُعد من الدول القليلة التي لم تتوقف حركة الطيران بين الهند والبحرين منذ بدء الجائحة الى يومنا هذا. كذلك الإجراءات التي اتخذتها البحرين حول تعليمات السفر وأهمية اخضاع القادمين للعزل الصحي، وتقديم نتائج فحص المسحة، بالطبع هي إجراءات ضرورية للتصدي للجائحة. ] ماذا عن التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة مع دول الخليج العربي؟ - بالطبع المفاوضات بين الجانبين اتسمت بالإيجابية، وما زالت مستمرة. أعتقد أن المضي قدمًا باتجاه اتفاقية التجارة الحرة سوف يشكل نقلة نوعية بالتعاون التجاري بين الهند ودول الخليج، هناك بعض التعليمات التي تمت مناقشتها مع دول خليجية في هذا السياق، ونشهد تعاونًا كبيرًا من دول الخليج من أجل التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة، وهو ما سيعكس عمق العلاقات التجارية التاريخية بين الهند ودول الخليج. ] أطلقت حكومة الهند مهمة «فاندي بهارتا» التي استهدفت إعادة مواطنيها العالقين من دول عدة من بينها البحرين، هل هذه الحملة ما زالت مستمرة لا سيما بعد الارتفاع الكبير بأعداد الإصابات التي شهدتها الهند خلال الربيع الماضي؟ - كما تعلمون، عند ما بدأت الجائحة كان هناك الكثير من المواطنين الهنود الذين شعروا بالخوف من الجائحة، وأرادوا العودة الى الوطن. بالطبع كانت هناك عدة أسباب تدفع باتجاه الأفراد للعودة الى ديارهم، مثل فقدان وظائفهم أو إعادة عائلاتهم، لذلك اتجهت الحكومة الهندية لإطلاق هذه المهمة، والتي تُعد واحدة من أكبر حملات إعادة رعايا الهند من الخارج الى الوطن، وقد كانت هناك ترتيبات من أجل حصر أعداد الرعايا الراغبين بالعودة من مجموع الجاليات الهندية في الخارج، وترتيب العودة لهم، وقد استمررنا في ذلك، لكن الآن هناك معطيات تغيرت، منها على سبيل المثال البحرين حيث هناك خطوط جوية مفتوحة بين البلدين منذ سبتمبر 2020 في سياق السفر التقليدي، وباستطاعة الناس أن تغادر الى الهند أو القدوم منها الى البحرين، لذلك مهمة «فاندي بهاراتا» مستمرة الآن مع نحو 25 دولة فقط حول العالم، وهي الدول التي يواجه الرعايا بعض التحديات المتعلقة بالعودة عبر السفر التقليدي. ] كم العدد الإجمالي لرعايا الهند الذين غادروا عبر مهمة «فاندي بهارتا» خلال العام الماضي قبل توقف المهمة بالنسبة للرعايا الموجودين في البحرين؟ - أعتقد هناك نحو 75 ألف مواطن هندي عادوا الى ديارهم عبر المهمة، بالطبع هذا العدد يشمل مواطنين هنود كانوا في زيارة الى البحرين، وليسوا مقيمين، وكذلك افراد اختاروا العودة لأسباب عائلية، واخرون فقدوا وظائفهم، لكن في المقابل هناك نحو 45 الف مواطن هندي عادوا الى البحرين من إجمالي هذا العدد. بالطبع هناك أناس يتطلعون الى العودة الى البحرين وفقًا لظروفهم الوظيفية، وكذلك هناك الراغبون في السفر الى البحرين لزيارة أقاربهم المقيمين هنا. ] شهدت الهند ربيعًا قاسيًا جدًا مع جائحة كوفيد19-، الأمر الذي سرّع بوتيرة حملات التطعيم داخل الهند، كم عدد من حصلوا على اللقاح حتى الآن في الهند؟ - كما ذكرت، لقد كانت الموجة الثانية قاسية وصعبة جدًا، نعم تمكنا من السيطرة على الموجة الأولى، لكن الثانية كانت قاسية، لكن الإجراءات الصحية التي اتخذت جعلت الأمور تحت السيطرة، والآن أعداد الإصابات بدأت بالتراجع لتصل الى نحو 40 ألف إصابة يومية، في المقابل نسبة التعافي تصل الى 97%، وهذه أرقام جيدة. أما بالنسبة للذين حصلوا على التطعيم فعددهم يصل الى أكثر من 460 مليون شخص، أي حوالي 40%-45% من إجمالي عدد السكان، أما الذين حصلوا على التطعيم الكامل، فيصل عددهم الى نحو 25% من إجمالي السكان المؤهلين، بالطبع الحكومة تتطلع الى أن يتم تطعيم جميع السكان المؤهلين بشكل كامل مع نهاية هذا العام. ] صراحة، هل واجهت الهند رفضًا مجتمعيًا لأخذ اللقاحات؟ - في الهند لا توجد قرارات تلزم الناس بأخذ اللقاحات، أو قرارات تحد من تنقل الناس إذا كانوا غير متطعمين، لكن في الوقت نفسه الناس اليوم باتوا أكثر وعيًا بأهمية أخذ اللقاحات لاسيما بعد ما شهدوا ما خلفته الموجة الثانية من ضحايا نتيجة الإصابة بالفيروس، نعم في البداية كان هناك معلومات منقوصة حول اللقاحات، وكان هناك أشخاص لا يشعرون بالارتياح إزاء اخذ اللقاحات، لكن بعد الموجة الثانية تغير الوضع، وبات الناس أكثر وعيًا بأهمية أخذ اللقاحات، والكثير من الناس باتوا يعتقدون أنهم إذا أخذوا اللقاح لربما يصابون بالمرض، ولكن لن تكون أعراضه قاتلة كما حدث خلال الموجة الثانية، ويمكننا القول لا يوجد الآن رفض مجتمعي لأخذ اللقاحات، إذ أصبحنا اليوم نشهد إقبالاً كبيرًا على أخذ اللقاحات، وفي نفس الوقت عملية إعطاء اللقاحات أصبحت اكثر تنظيمًا واستعدادًا من قبل السلطات الصحية عن ما كانت عليه قبل الموجة الثانية، وبات هناك 5 ملايين شخص يحصلون على التطعيم يوميًا في الهند، والآن هناك لقاحان يتم إعطاؤهما للجمهور، وقريبًا سوف يبدأ إنتاج اللقاح الروسي «سبوتنيك» في الهند. بالنسبة لدول الخليج، فجميع دول الخليج تتسلم لقاح «كوفشيلد» وقد كانت البحرين من أولى الدول التي تسلمت شحنة 100 ألف جرعة من اللقاح. ] ذكرت صحيفة تليغراف البريطانية مؤخرًا أن الهند هي واحدة من أربع دول المرشحة لإعادة تصنيفها من قبل السلطات الصحية البريطانية، ونقلها من القائمة الحمراء إلى القائمة البرتقالية خلال هذا الشهر، ما تعليقكم على هذه الخطوة؟ - لقد ناقشنا هذا الأمر مع عدة دول، لا سيما بعد الانخفاض الكبير الذي باتت تشهده الهند في أعداد الإصابات، بالطبع لا نستطيع أن ننتظر الوصول الى الحالة «صفر» كي تخفف قيود السفر، لكننا نتطلع الى العودة الى حياتنا الطبيعية. نعم واجهنا ظروفًا صعبة خلال الموجة الثانية، لا سيما مع نقص الأكسجين في المستشفيات، لقد كانت المستشفيات تحاول ان تقدم كل ما لديها، لكننا كنا نواجه مشكلة بإيصال الأكسجين إلى مختلف المناطق، لا سيما في وسط وغرب الهند. اليوم نحن نشعر بالامتنان إزاء المجتمع الدولي الذي قدم الدعم الكبير في هذه الظروف القاسية، ومنها البحرين التي هبت لتقديم الدعم وإرسال الأكسجين، وهذا موقف ننظر إليه بعين الاحترام والتقدير لقيادة وشعب هذا البلد.

مشاركة :