تسعى سيدات المنتخبين السويدي والكندي إلى كتابة التاريخ، وتسجيل اسمهن في سجل الفائزات بلقب مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية، عندما تلتقين غداً «الجمعة» في المباراة النهائية لنسخة «طوكيو 2020». وتمني السويد الخامسة عالمياً، والتي تخوض النهائي الثاني على التوالي، النفس بتعويض خيبة ريو دي جانيرو، عندما خسرت أمام ألمانيا 1-2، في أول مباراة نهائية لها في المسابقة الأولمبية، حيث تبقى أفضل نتيجة لها المركز الرابع في النسخة الأولى عام 1996 في أتلانتا الأميركية. وكان نهائي ريو دي جانيرو الثاني للسويد في البطولات الدولية بعد كأس العالم 2003، عندما خسرت أمام ألمانيا أيضاً 1-2 بعد التمديد. وكانت المرة الأولى التي تتخطى فيها السويد دور الأربعة في البطولات الكبيرة، حيث أخفقت ثلاث مرات في كأس العالم واكتفت بالبرونزية أعوام 1991 و2011 و2019. وتملك السويد لقباً قارياً في سجلها وكان في النسخة الأولى لبطولة أوروبا عام 1984 التي استضافتها مشاركة مع إنجلترا والدانمارك وإيطاليا، وتغلبت على المنتخب الإنجليزي في النهائي بركلات الترجيح 4-3 «الوقتان الأصلي والإضافي 1-1». في المقابل، تحاول كندا الثامنة عالمياً، والتي بلغت النهائي الأول في تاريخها بعد فشلها في النسختين الأخيرتين في تخطي دور الأربعة واكتفائها بالبرونزية، تأكيد جدارتها في طوكيو. وعلى غرار السويد، توّجت كندا قارياً فقط، حيث فازت مرتين عامي 1998 و2010 بلقب بطولة كونكاكاف التي حلّت فيها وصيفة أعوام 1991 و1994 و2002 و2006 و2018، فيما تبقى أفضل نتيجة لها في المونديال بالمركز الرابع عام 2003. وأولمبياً، كسبت كندا برونزيتين في النسختين الأخيرتين: خسرت أمام الولايات المتحدة 3-4 بعد التمديد في نصف النهائي في لندن قبل أن تفوز على فرنسا 1-صفر في مباراة المركز الثالث، ثم خسرت أمام ألمانيا صفر-2 في ريو قبل أن تتغلب على البرازيل المضيفة 2-1. ويبقى القاسم المشترك بين المنتخبين السويدي والكندي هو فوزهما على الولايات المتحدة حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة «4 مرات أعوام 1996 و2004 و2008 و2012»، حيث هزت الأولى شباكها بثلاثية نظيفة في الجولة الأولى من دور المجموعات وألحقت بها الخسارة الأولى في 44 مباراة «39 فوزاً و4 تعادلات»، وتحديداً منذ سقوطها أمام فرنسا ودياً 1-3 في يناير 2019، فيما أزاحتها الثانية من نصف النهائي بالفوز عليها 1-صفر. وتبدو كفة السويد راجحة نسبياً في المباراة النهائية؛ كونها حققت العلامة الكاملة حتى الآن في الدورة الأولمبية، حيث حجزت بطاقتها عن جدارة في المجموعة الثالثة على حساب الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، قبل أن تتخطى اليابان 3-1 في ربع النهائي، وأستراليا 1-صفر في نصف النهائي. في المقابل، اكتفت كندا بفوز واحد في دور المجموعات وكان على حساب تشيلي 2-1 مقابل تعادلين مع بريطانيا واليابان المضيفة، لتنهيه في المركز الثاني للمجموعة الأولى. وأطاحت كندا بالبرازيل وصيفة بطلة نسختي 2008 و2012 من ربع النهائي بركلات الترجيح بعد التعادل سلبا في الوقتين الأصلي والإضافي، ثم الولايات المتحدة 1-صفر في نصف النهائي. وقالت المدافعة الكندية كاديشا بيوكانان بعد الفوز على الولايات المتحدة في نصف النهائي: «بالتأكيد لدينا نتائج متباينة ضد السويد، أحياناً نفوز، وأحياناً لا نحصل على النتيجة التي نريدها. سيكون لقاءً جيداً ومباراة نهائية جيدة». وطالب المنتخبان السويدي والكندي من المنظمين تأخير موعد انطلاق المباراة النهائية لتجنب الحرارة الشديدة المتوقعة في الملعب الأولمبي اليوم. وقال المدير الرياضي للجنة الأولمبية الكندية إيريك مايلز في بيان: «تدعم اللجنة الأولمبية الكندية طلب منتخب كندا لكرة القدم بتغيير موعد المباراة النهائية لكرة القدم للسيدات»، مضيفاً أن ذلك في مصلحة اللاعبات. ومن المقرر أن تبدأ المباراة النهائية في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً بالتوقيت المحلي «2:00 صباحاً بتوقيت جرينيتش»، وتشير التوقعات المحلية إلى وجود ظروف مشمسة في الغالب ودرجة حرارة عالية تبلغ 34 درجة مئوية، مع احتمال أن تصل نسبة الرطوبة 40 بالمئة. وسيسمح تأخير انطلاق المباراة إلى فترة من بعد الظهر للاعبات بالمنافسة في الظل في الملعب الذي يتسع لـ68 ألف مقعد، حيث تغرب الشمس في وقت مبكر من المساء في هذا الوقت من العام في طوكيو. ويستضيف الملعب الأولمبي أيضاً منافسات ألعاب القوى، ولكن من المتوقع أن تبدأ أول مسابقة غداً في الساعة 20:25 بالتوقيت المحلي «11:00 ت ج»، لكن لجوء المنتخبين إلى التمديد أو ركلات الترجيح لحسم اللقب قد يؤدي إلى استغراق المباراة لثلاث ساعات. وقالت المسؤولة عن المنتخب السويدي ماريكا دومانسكي ليفورس: «الأمر يتعلق بشكل أساسي بصحة اللاعبات ونحاول تغيير وقت المباراة، هناك فرق كبير بين اللعب في فترة ما بعد الظهر أو في المساء، ونحن نتعرض بشدة للحرارة».
مشاركة :