كتبت فاطمة الماجد: من واجب رب الأسرة تأمين مستقبل أسرته وتفادي الممارسات التي تؤثر على دخل الأسرة واستقرارها، ولأن استقرار الأسرة النفسي مرهون بالاستقرار المادي يقدم الدكتور جعفر الصايغ بعض النصائح التي من شأنها إثراء حياة الأفراد وتأمين مستقبل الأسرة البحرينية، فكما أن هناك أسرا تدخر المال لأبنائها في حسابات مصرفية بنكية منذ الصغر، فإن هناك أسرا تتبع المقولة الشهيرة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» وبين الادخار وسوء الإنفاق ينشأ أفراد الأسرة على عادات سلوكية خاطئة ويعيش البعض حرمانا بسبب سوء أو عدم الدراية الكاملة بكيفية تنظيم مصروفات الأسرة وأهميته. وأكد د. جعفر الصايغ لأخبار الخليج: «من الضروري جدًا التخطيط ومعرفة مصروفات الأسرة وتحديدها وتصنيفها على أساس (مصروفات كبرى) و(مصروفات صغرى)». ولفت الصايغ إلى أن تمييز المصروفات الكبرى والصغرى يساعد في وضع خطة لتأمين مستقبل الأسرة، وأكد أنه من دون التخطيط لا يستطيع رب الأسرة تأمين مستقبل أسرته والإنفاق عليهم بشكل مرضٍ. وتابع د. الصايغ من المهم أن يكون لدى رب الأسرة رؤية مستقبلية حول كيفية صرف الأموال والايمان بالادخار الذي يؤدي بدوره إلى النضوج الاقتصادي الفكري ويعزز ثقافة الاستثمار. وأضاف د. الصايغ أن من الأخطاء الشائعة عدم وجود (ثقافة الادخار) الذي يناقض مبدأ التخطيط، وتعمّد أسلوب (صرف اللامبالاة) والتعامل مع المال كمورد لا ينضب، فتجد رب الأسرة يدفع الالتزامات والكماليات من دون أن يكون لديه خطة مسبقة أو إحصاء وهذا أمر خاطئ. وأكد د. الصايغ «من ضمن الأخطاء الشائعة أيضا والذي برز في الآونة الأخيرة كثرة تقليد الآخرين فأصبح كل شخص يتبع ما يفعله الآخرون، فتجد البعض يقول فلان اشترى سيارة جديدة أو كل أصدقائي لديهم هاتف من علامة تجارية معينة فيقدم على الشراء معتقدا بأنه يجب أن يتساوى مع الأفراد في مجتمعه في نمط العيش ضاربًا بحدود ميزانيته عرض الحائط وهذا ما يسبب تخبطا في الميزانية العامة». وشدد الصايغ على ضرورة اتباع استهلاك اقتصادي إنتاجي وليس اتباع استهلاك يؤدي إلى الفقر، وضرورة التحكم في المصروفات والإيرادات وأضاف: «يجب ألا ننسى أن كثيرا من أنماط الاستهلاك سبب في الفقر وليس شح المادة وكذلك نعاني في البحرين ودول الخليج من نمط استهلاكي غير إنتاجي، فنحن في حاجة إلى التكيف مع المصروفات». وتشير الأبحاث إلى أهمية إعداد ميزانية تساعد في تدبير أحوال المنزل ومن فوائد تنظيم الميزانية الأسرية القضاء على الديون التي تهدد استقرار الحياة الزوجية والاجتماعية وتنشئة أطفال قادرين على تحمل المسؤولية وتقدير الإمكانيات الأسرية ومراعاتها، وتوزيع الدخل بشكل أكثر تنظيما لتغطية أكبر قدر من الأساسيات المختلفة. ويأتي على سلم الأولويات لكل رب أسرة تأمين حياة أفراد أسرته وضمان مستقبلهم والترشيد في الاستهلاك وحُسن الإنفاق لتوفير حياة كريمة لأسرته، بالإضافة إلى سهولة التكيف مع الإخفاقات وسرعة التعامل مع الطوارئ.
مشاركة :