أكدت مدينة الملك سعود الطبية ممثلة بمستشفى الأطفال أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وازيادة نسبة الرطوبة في الطقس قد يصاحبها التعرض أو الإصابة بالعديد من الميكروبات والتي من الممكن أن تحفز الجهاز المناعي للطفل، حيث يبدأ الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا المفاصل والأنسجة الحركية والأعضاء الحيوية، محدثا التهابًا بها وتهيج المرض الروماتيزمي. وأوضحت المدينة على لسان استشاري طب الأطفال ورئيس قسم روماتيزم الأطفال د.وئام العيد أن السبب وراء روماتيزم المفاصل لا يزال مجهولا؛ إلا أن الخبراء يعتقدون أن الأمراض الروماتيزمية تنتج عن تأثير العوامل البيئية على الأطفال الذين يملكون استعدادًا جينيًا للإصابة بهذه الأمراض، والأمراض الروماتيزمية كثيرة ومتنوعة وقد تلازم الطفل لفترة طويلة، كما أنها قد تتأثر بالتغيرات التي قد تطرأ على البيئه والجو. وأشارت د.العيد إلى أن من أبرز أعراض الروماتيزم عند الأطفال ألم المفاصل والتيبس خاصة بعد الاستيقاظ من النوم أو بعد أخذ الغفوات، والذي قد يصاحبه تورم في المفاصل واحمرارها وسخونتها وعادة ما يتم ملاحظتها عند المفاصل الكبيرة مثل الركبة والكاحل بإلإضافة لصعوبة المشي والحركة عند ممارسة النشاطات اليومية، وقد تصاحب هذه الأعراض كذلك أعراض أخرى مثل الشعور الدائم بالتعب وارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي وفقدان الشهية وغيرها. ونوهت د.العيد بأن تشخيص مرض الروماتيزم عند الأطفال يتطلب معرفة التاريخ المرضي للطفل وللأسرة بالإضافة إلى الفحص السريري، ولابد من عمل بعض الفحوصات المخبرية وصور الأشعة حسب كل حالة. وأفادت بأن علاج الأمراض الروماتيزمية يشمل العلاج المنزلي خاصة في ظل جائحة كورونا، ومنها: ممارسة الرياضة بانتظام وبحسب استطاعة الطفل وطبيعة مرضه، حيث تعد السباحة أحد أفضل أنواع الرياضات للأطفال المصابين بالروماتيزم مع مراعاة تجنب الأطفال من الوصول إلى حالة الإجهاد أثناء أداء التمارين الرياضية، وتطبيق الكمادات الباردة أو الساخنة على المفاصل الملتهبة بحسب راحة الطفل، بالإضافة إلى الانتظام بأخذ العلاج الدوائي والتواصل مع الطبيب المعالج في الوقت المناسب. وأشارت: إن أشعة الشمس تعطينا الدفء وفيتامين د الضروري لبناء الخلايا والعظام ، لكن في فصل الصيف وحيث ترتفع درجات الحرارة كثيرًا، فإنه يجب الانتباه وأخذ الاحتياطات اللازمة عند التعرض لأشعة الشمس وذلك لتجنب تأثر بشرة الأطفال خاصة المصابين بمرض الذئبة الحمراء حيث يزداد لديهم احمرار والتهاب الجلد في منطقة الوجه والصدر عند التعرض للحرارة والضوء الشديدين، لذا ننصح أولًا بتجنب الخروج في وقت الذروة إذا أمكن، وعند الضرورة يجب على الطفل وضع الكريمات الواقية من تأثير أشعة الشمس على البشرة قبل الخروج بثلاثين دقيقة، ويكرر وضعها كل ساعتين إلى ثلاث ساعات مع ارتداء القبعات العريضة ذات الحواف والملابس المريحة. وختمت تصريحها منوهة بأهمية الإكثار من شرب الماء والاهتمام بالتغذية الجيدة والإكثار من تناول الخضار والفواكه والأسماك ومصادر الكالسيوم مع الحفاظ على وزن مثالي دون زيادة مفرطة أو نقصان والحرص بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة وعدم الاختلاط بالمصابين بأمراض معدية.
مشاركة :