استقرت ملامح عدد من الحضارات القديمة في مدينة الطائف، وباتت وجهة للمؤرخين والسياح والزوار من داخل المملكة وخارجها، للتعرف على ماضيها العريق واستكشاف مواقعها الأثرية والتاريخية بالإضافة إلى فن العمارة الذي يميز عروس المصائف. رحلة عبر التاريخ يعيشها الزوار عند الدخول إلى قصر شبرا الشهير، يتعرفون من خلالها على تاريخ القصر المبني في عام 1906، والمكون من أربعة طوابق فوق الأرض وقبو، ويضم ما يزيد على 150 غرفة، ولعل أكثر ما يميز هذا القصر عن غيره وجود سلم كبير مزدوج خشبي سُمي بالمسلك، يربط الدورين الأرضي والثاني، ويزين أرضيته حجر المرمر وفسيفساء أخرى نقلت من الحضارة الرومانية إلى هذا القصر، واستشعاراً بالدور التاريخي للمكان؛ تحول القصر في العهد السعودي إلى متحف وفتحت أبوابه للزوار. على الجانب الآخر من هذا التاريخ العريق، يقبع مسجد ومكتبة الصحابي الجليل عبدالله بن العباس التي تحوي عديد من كتابات ابن عباس، وجوارها قبر الصحابي ومقبرة الشهداء، والتي أحيطت بسور للمحافظة عليها. وتقف سدود المياه الأثرية شامخة منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا، إذ تزخر محافظة الطائف بعديد منها، وبحسب الإحصائيات فقد سجلت المحافظة 70 سداً مبنية من الحجارة، ومنقوش عليها بعض الكتابات القديمة والزخارف الإسلامية التي تعود إلى العصور الإسلامية، منها سد الأحيمر، وسد دغبج، وسد ثعلبة، وسد سيسد، وأحدث تلك السدود وأول سد في عهد الدولة السعودية هو سد عكرمة الذي بناه الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله. ويُنظم المرشدون السياحيون رحلات إلى تلك السدود لمن يرغب في زيارة الآثار والمواقع التاريخية والمناطق الطبيعية الساحرة، وكانت الهيئة السعودية للسياحة قد أعلنت محافظة الطائف ضمن 11 وجهة سياحية شملها برنامج صيف السعودية، الذي أطلقته تحت شعار «صيفنا على جوك»، ويستمر حتى نهاية سبتمبر المقبل، ويقدم أكثر من 500 باقة سياحية تناسب المهتمين بالسفر واكتشاف الأماكن الجديدة في المملكة، وتوفر لهم تجارب ممتعة لا تنسى.
مشاركة :