مبعوث أممي رابع في مهمة محفوفة بالتعقيدات باليمن

  • 8/6/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك - عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدبلوماسي هانز غروندبرج مبعوث المنظمة الجديد لليمن بعد تأخير استمر عدة أسابيع إذ كانت الصين تبحث ما إذا كانت ستوافق على تعيينه الذي يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع. وصدق مجلس الأمن، المكون من 15 دولة عضوا، على تعيين غروندبرج هذا الأسبوع ليحل محل مارتن غريفيث الذي تم تعينه منسقا للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة الشهر الماضي بعد محاولاته خلال الثلاث السنوات الماضية التوسط لإنهاء الصراع في اليمن. وظل غروندبرج يشغل منصب سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن منذ سبتمبر 2019. وقال دبلوماسيون إن مسؤولين بالأمم المتحدة طرحوا اسمه بشكل غير رسمي على أعضاء مجلس الأمن لاستطلاع آرائهم بحلول منتصف يوليو. وقال 14 عضوا إنهم سيوافقون على تعيينه. ويمتلك غروندبرج خبرة بشؤون الشرق الأوسط، حيث عمل في العديد من البعثات الدبلوماسية السويدية وبعثات الاتحاد الأوروبي في المنطقة. تولى مناصب دبلوماسية في القاهرة والقدس. وعمل رئيسا لقسم الخليج في وزارة الخارجية السويدية. كما ترأس مجموعة عمل الشرق الأوسط والخليج التابعة للمجلس الأوروبي خلال رئاسة السويد للاتحاد الأوروبي في العام 2009. ومنذ 2019 يشغل منصب سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن. كانت مهمة كل مبعوث محاطة بالكثير من التعقيدات، رغم النجاح لمرات في جلب الأطراف المتصارعة إلى طاولة المفاوضات بأماكن متعددة. ولا يتوقع أن تكون مهمة المبعوث الرابع أيسر من سابقيه، ما لم تدارك أخطاء السابقين ورسم خطة سلام بملامح جديدة أهم شروطها عدم محاباة أطراف الحرب. وتصر الحكومة اليمنية على ضرورة أن تكون أي مفاوضات مقبلة مستندة على مرجعيات ثلاث هي المبادرة الخليجية (2011) ونتائج مؤتمر الحوار الوطني (2013-2014) وقرارات مجلس الأمن الدولي خصوصا القرار رقم 2216 (يلزم الحوثيين بترك المناطق الخاضعة لهم وبتسليم أسلحتهم، والتوقف عن استخدام السلطات التي تندرج تحت سلطة الرئيس)، فيما يرفض الحوثيون هذه المرجعيات، ما يجعل التوفيق بين الطرفين مسألة معقدة. وترى مجموعة الأزمات الدولية أنه سيتعين على المبعوث الجديد إيجاد طرق جديدة للتوسط ليس فقط بين الأطراف المتناحرة في اليمن، ولكن ضمن حلفائهم، قبل صياغة رؤية للسلام تشمل نطاقا أوسع بكثير من اللاعبين مما يسمح به إطار عمل الأمم المتحدة الحالي. وبنفس القدر من الأهمية، ستحتاج الدول الأعضاء الرئيسية في الأمم المتحدة إلى منح المبعوث مساحة ووقتا لصقل نهج جديد، ثم الوقوف وراء رؤية أوسع للسلام - وإظهار الإرادة لتنفيذها في وئام. كما تلفت المجموعة الدولية إلى أن الأمم المتحدة ستحتاج، إلى جانب إصلاح إطار العمل، إلى تغيير طريقة عملها في الوساطة. فقد قضى الموريتاني ولد الشيخ أحمد (المبعوث الثاني) والبريطاني ماترن غريفيث (المبعوث الثالث) وقبلهما المغربي جمال بنعمر الكثير من وقتهم في السفر حول الشرق الأوسط، ولم يتوقفوا إلا لفترة وجيزة في صنعاء وعدن. لقد فعلوا ذلك جزئيا لأن الحوثيين رفضوا في كثير من الأحيان مقابلة مبعوث الأمم المتحدة في صنعاء. وبالتالي يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الضغط على المبعوث الجديد لقضاء أكبر وقت ممكن في اليمن.

مشاركة :