العراق يطرح فرصا استثمارية لتطوير صناعة الحديد والصلب البصرة (العراق) – تقدم العراق خطوة أخرى باتجاه إعادة إنعاش صناعة الحديد والصلب التي تضررت كثيرا في السنوات الماضية بسبب ظروف الحرب والفساد المستشري في مفاصل الدولة. وطرحت الشركة العامة للحديد والصلب في منطقة خور الزبير جنوب غرب البصرة في وقت سابق هذا الأسبوع 3 فرص استثمارية لتطوير القطاع وفقا للتكنولوجيا الحديثة وتوسيع عمل وإنتاج الشركة بمادتي حديد التسليح والبليت. ونقلت وسائل إعلام محلية عن المدير العام للشركة بالوكالة مسلم ناصر قوله إن “الشركة طرحت إعلانا استثماريا لإنشاء مصنع لإنتاج الحديد الإسفنجي ليكون رافدا لمصنع الصلب وبديلا مساعدا عنه لاسيما في ظل توقعات بنفاد مادة السكراب المغذية لمصنع الصلب خلال عامين تقريبا”. وأوضح أن هناك مشروعا آخر تم طرحه للاستثمار يتمثل في إنشاء مصنع لإنتاج مادة حديد البليت وبطاقة إنتاج تصل الى 3 ملايين طن سنوياً ضمن مشروع متكامل من المقرر أن ينشأ في موقع عشتار المجاور للشركة ويحتوي على أفران صهر بتكنولوجيا متطورة وحديثة. وأكد ناصر أن هناك محطة كهرباء استثمارية بطاقة 250 ميغاواط والتي من خلالها سيتم تجهيز مصانع الشركة بالطاقة المطلوبة ووفقا لحاجتها الفعلية، لكنه لم يذكر تكاليف إنشاء هذه المشاريع. وتأتي الخطوة في وقت تعاني فيه الصناعة العراقية من ضعف شديد في الإنتاج، حيث لم ترق إلى مستوى التحديات التي يواجهها البلد النفطي، في ظلّ استمرار انخفاض أسعار النفط وتراجع الإيرادات والجائحة، مما أثر سلبا على موازنة الدولة. وتحاول الصناعة العراقية النهوض من جديد وحجز موقع لها داخل السوق المحلية رغم كل الصعوبات التي تواجهها بسبب الأزمات التي تمر بها، وتدمير وتهالك البنى التحتية لمصانعها ومعاملها. وتدهورت الصناعة بعد الغزو الأميركي في عام 2003 نتيجة الحرب والعمليات الإرهابية والفساد وغياب الخطط العملية للنهوض بواقع هذه الصناعة التي كانت تنافس مثيلاتها في المنطقة. وأقرت وزارة الصناعة والمعادن العراقية الشهر الماضي بوجود صعوبات تمويلية هائلة أمام إعادة إحياء مصانع الحديد والصلب بعد الجدل الكبير الذي أثارته الأوساط الاقتصادية بسبب تأخر إعادة تأهيلها وتشغيلها. وقال المتحدث باسم وزارة الصناعة مرتضى الصافي الشهر الماضي إن “مصانع الشركة العامة للحديد والصلب هي مصانع ضخمة تحتاج إلى مبالغ كبيرة لإعادة إحيائها”. وأشار حينها إلى أن الوزارة ومنذ سنوات باشرت بمشروع تأهيل مصانع الحديد والصلب بالتعاقد مع مجموعة يو.بي هولدينغ التركية لتأهيل مصانع الصلب والدرفلة بطاقة إنتاج تبلغ 500 ألف طن سنوياً من حديد التسليح. كما أكد أن المشروع مستمر حيث تم جلب كافة المعدات لكلا المصنعين، وتم نصب الكثير منها مع حصول بعض التوقفات بسبب الحاجة إلى تخصيصات مالية. وكانت الوزارة قد تبنت خطة طموحة لإعادة تأهيل وتشغيل المصانع المتوقفة والبالغ عددها 83 مصنعاً بمختلف مناطق البلاد بعد أن توقفت إثر تعرضها للدمار بسبب الإرهاب أو تقادم خطوطها ومكائنها أو لعدم وجود جدوى من تشغيلها بسبب انفتاح السوق والمنافسة غير العادلة مع المستورد. وتزايدت منذ بداية العام اهتمامات الحكومة الاتحادية بالقطاع الصناعي، حيث سبق أن دشنت مدينتين صناعيتين إحداهما في محافظة ذي قار جنوب البلاد بعد اكتمال عمليات تشييد البنية التحتية لتشجيع الاستثمارات في القطاع الصناعي. وفي مايو من العام الماضي تم الشروع بالخطة قصيرة الأمد التي أعلنتها الحكومة، وتم تشغيل وافتتاح 16 مشروعا ومعملاً وخطاً إنتاجياً كان آخرها مشروع إنتاج بطاريات بغداد.
مشاركة :