6 أغسطس 2021 /شبكة الصين/ منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا المستجد، أعرب السياسيون الغربيون، وخاصة أولئك الذين في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، مرارًا وتكرارًا عن آرائهم علنًا، وأبدوا أملهم في انتهاز بلادهم فرصة الجائحة للتخلص من الاعتماد على "صنع في الصين" وإعادة تشكيل ما يسمى بالاستقلالية الصناعية. وأطلقت الحكومة الفرنسية خطة لدعم الشركات للانتقال إلى بلادها الأصلية في محاولة لإحياء الصناعة الفرنسية. ومع ذلك، كتب الإعلامي الفرنسي كلود لوبلان مؤخرًا في صحيفة "لوبينيون" (الرأي) الفرنسية أن الحد من الاعتماد على "صنع في الصين" هو في الحقيقية "قوله أسهل من فعله". وكتب كلود لوبلان في بداية المقال أن الغربيين منذ بداية أزمة الجائحة صرحوا مرارًا وتكرارًا أنهم يأملون في التخلص من الاعتماد على "صنع في الصين"، خاصة في بعض المجالات الصناعية التي ترمز إلى المستقبل. ومع ذلك، فقد تبوأ الصينيون مكانة مرموقة في هذه المجالات المستقبلية. وقال المقال إن الغرب أدرك خلال أزمة تفشي الجائحة اعتماده على "صنع في الصين" في الأقنعة وغيرها من المنتجات الطبية والصحية، وفي النهاية اتخذ قراره على أمل تغيير هذا الوضع السلبي. واستخدمت بعض البلدان مثل اليابان الكثير من الأموال لنقل خطوط الإنتاج الصناعي إلى بلادها الأصلية. واختارت دول أخرى الاستثمار في صناعات مستقبلية ذات آفاق تنمية كبيرة، مثل صناعة البطاريات القابلة لإعادة الشحن، في محاولة للتنافس مع الصينيين الذين هم بالفعل في المقدمة. وذكر المقال بصراحة أنه على الرغم من الفكرة الجيدة و"المقامرة" بمليارات الدولارات، فلا يزال الغربيون غير قادرين على تجنب الوقوع في مأزق مماثل كما حدث في الماضي. وفي الواقع، في ظل طموح أوروبا لإنشاء "إيرباص" في مجال البطاريات القابلة لإعادة الشحن، استجابت الشركات الصينية باستثمارات ضخمة في تطوير صناعة البطاريات، مما يتيح لها أداء دور مهم لا غنى عنه في سلسلة التوريد لصناعة البطاريات. وبصفتها واحدة من هذه الشركات الصينية، قررت مجموعة إنفيجين (Envision) ومقرها شانغهاي تسريع وتيرتها لدخول العالم. وبعد استثمار 2.4 مليار دولار أمريكي لبناء مصنع لإنتاج البطاريات في دواي بشمالي فرنسا في نهاية يونيو لتزويد سيارات رينو، استثمرت المجموعة 576 مليون دولار أمريكي لبناء مصنع في سندرلاند بالمملكة المتحدة. وفي 4 أغسطس الجاري، أعلنت المجموعة أيضًا أنها ستستثمر قريبًا 460 مليون دولار أمريكي لبناء مصنع في اليابان. ويغطي المصنع الياباني لمجموعة إنفيجين مساحة 360 ألف متر مربع، وسوف ينتج 70 ألف بطارية سنويًا بدءًا من عام 2024، ومن ثم ستزيد الطاقة الإنتاجية إلى 200 ألف بطارية سنويًا. وسيُبنى هذا المصنع من قبل "إنفيجين إيه إي إس سي" باليابان (Envision AESC Japan)، وهي شركة يابانية تابعة للمجموعة. وتمتلك شركة نيسان 20% من أسهمها. وقد تخلق مثل هذه "العملية" (تمامًا مثل المصنع في شمال فرنسا)، وَهْم أن البطاريات التي تنتجها هذه المصانع ليست 100% "صنع في الصين". ويخلص المقال إلى أن اعتماد أوروبا على "صنع في الصين" لن يختفي على الإطلاق. وفي العام الماضي، بلغ إجمالي عدد السيارات الكهربائية المباعة في القارة الأوروبية حوالي 1.3 مليون سيارة، وتفوقت أوروبا على الصين لتصبح أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم. وقد فهمت الشركات الصينية هذا جيدًا بالفعل، وأثناء دخولها السوق الأوروبية، بدأت في توسيع خططها عالميًا.
مشاركة :