شهد قطاع حرس الحدود في الآونة الأخيرة تطورا متسارعا في آلياته وقدراته كما ونوعا، حيث تم تحديث إمكانياته في كل مجالات اختصاصه وتطوير القدرات المهنية لمنسوبيه للاضطلاع بمهامهم على الوجه المطلوب، وشملت القفزات النوعية التي شهدها هذا القطاع الحيوي الذي يمثل صمام الأمان لحدودنا البرية والبحرية. أحدث الأنظمة الدفاعية والهجومية في حالات الاعتداء على ترابنا الطاهر، حيث تم تزويده بالمركبات وكذا الغرف المصفحة لحماية المرابطين في مواقعهم أثناء دورياتهم أو تصديهم لأي اعتداء. «المدينة» تواصل في هذه الحلقة رصدها للمستجدات على صعيدى القدرات القتالية والدفاعية في هذا القطاع في المنطقة الجنوبية، والتي تمت برفقة قائد قطاع حرس الحدود بمنطقة زهران الجنوب العقيد خميس الزهراني. منذ انطلاق عاصفة الحزم مرورا بإعادة الأمل شهد قطاع حرس الحدود تطورا متسارعا من حيث القدرات القتالية بين صفوف مقاتليه، بالإضافة إلى التطور الملحوظ في المعدات والعتاد وكل التجهيزات اللازمة لأداء دوره بكفاءة عالية، وهذا ما أكده مدير عام حرس الحدود اللواء بحري عواد بن عيد البلوي، مشيرا إلى أن جهاز حرس الحدود يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، الذي يحرص دائما على تلمس احتياج أبنائه من منسوبي هذا القطاع الهام سواء من حيث تطوير القدرات من خلال التدريب المستمر والدورات الداخلية والخارجية أو من حيث التسليح والتقنيات الحديثة. ناقلات الجند المصفحة قبيل انطلاق عاصفة الحزم تسلم قطاع حرس الحدود على مستوى المملكة وخاصة في القطاع الجنوبي (جازان عسير نجران) عددا من ناقلات الجند الحديثة والمصفحة والقادرة على المناورة وحماية الجنود وللتمركز في مواقعهم والتصدى بجسارة للمعتدين كونها مقاومة لرصاص القناصة وذات مهامة متعددة وتم اعتمادها منذ بداية العاصفة لنقل الجنود إلى الخطوط الأمامية والاشتباك مع العدو مباشرة. الدوريات المصفحة من مهام حرس الحدود في الشريط الحدودي تسيير الدوريات والمتابعة المستمرة لكل ما يدور على الشريط الحدودي من تحركات العدو أو أي تحركات معادية وغير اعتيادية، حيث تتمركز الدوريات في الخطوط الأمامية، وهناك خطوط خلفية تقوم على مراقبتها الدوريات المتحركة، وكانت عبارة عن مركبات دفع رباعي غير أنها كانت تتعرض لنيران العدو ومع انطلاق الحزم أمن قطاع حرس الحدود دوريات مصفحة، ذات قدرات عالية على المناورة والتعامل مع أهداف العدو، وكذا على صعود المرتفعات ومواجهة العدو، بالإضافة إلى قدرتها بعد الله على حماية الجنود بداخلها وتمكينهم من العدو وتحمل في مقدمتها أفضل أنواع الأسلحة الرشاشة بعدة مستويات ويستطيع الجنود التعامل مع العدو من داخلها من عدة مواقع، وبذلك يسهل تدمير تحصينات العدو والقضاء عليه. السيارات المصفحة توجهنا مع قائد قطاع حرس الحدود بظهران الجنوب العقيد الزهراني خلال جولتنا على الشريط الحدود على متن سيارات مصفحة ومجهزة بأحدث التجهيزات الحديثة من خلال شاشة الملاحة وتلقي الإشارة وبها فتحات جانبية تمكن الجنود من التعامل مع أي عدو من خلالها كما تحتوي على فتحة في السقف يتم فتحها ومن ثم التعامل مع الأهداف بكل سهولة، كما أنها ذات قدرة فعالة على المناورة واستدراج العدو من ثم القضاء عليه، فضلا عن تأمينها التام لسلامة الجند. الغرف المصفحة لم تكن جولتناعلى الحد الجنوبي هي الأولى، حيث سبق أن قمنا بعدة جولات على الشريط الحدودي في جميع المناطق الجنوبية، غير أن هذه المرة كان الوضع مختلفا من حيث التطور الملحوظ لقدرات الجهاز، حيث لاحظنا انتشارا للغرف المصفحة، والتي يتم تثبيتها في المواقع والخطوط الأمامية وتمكن الجنود بداخلها من رصد العدو ومن ثم القضاء عليه وهي ذات جسم كبير وتتخللها فتحات من الزجاج المقاوم للرصاص يتم من خلالها رصد ومتابعة تحركات العدو من خلال المناظير النهارية أو الكاميرات الحرارية ليلا ومزودة في قمتها الثلاثية الشكل بسلاح نوعي ويتم من خلاله التعامل مع العدو، حيث يتم الصعود إليه عبر سلم داخل الغرفة المصفحة، وذلك من أجل سلامة جنودنا البواسل والتعامل المباشر مع العدو. المناظير والكاميرات الحرارية يستخدم قطاع حرس الحدود منذ وقت مبكر التقنية الحديثة، والتي أثبتت فعاليتها في ضبط الحدود ومتابعة تحركات العدو والمتسللين والمهربين وخلال عملية إعادة الأمل تم استخدام المناظير والكاميرات الحرارية على نطاق واسع، وذلك لرصد تحركات العدو ومن ثم تمرير المعلومات ودك تحصيناته من قبل المدفعية في الخطوط الخلفية، وتقوم المناظير النهارية بمراقبة العدو، والذي ينشط في النهار متخفيا بين الصخور والكهوف، ومن ثم يكون العدو دائما في مرمى نيران جنودنا البواسل وخلال الليل تقوم الكاميرات الحرارية بتتبع تحركات العدو من خلال الأجسام المتحركة أو حرارة الجسم، ومن ثم تمرير المعلومات عن تحركاته وقصفه مباشرة، وقد أثبتت هذا التقنية الحديثة فعالية كبيرة مكنت المرابطين من الضربات الاستباقية القاصمة، لاسيما أن الكاميرات الحرارية والمناظير النهارية فائقة الدقة، سواء كانت ثابتة أو متحركة أو محمولة على الكتف. المستوعبات الرملية المستوعبات الرملية أو ما يسمى في المصطلح العسكري (دشم) تنتشر على الشريط الحدودي وهي ذات كفاءة عالية ومضادة للصواريخ وتشكل في مجملها مع التقنية الحديثة وكفاءة رجال أبطالنا الأشاوس خطا أماميا قويا في وجه كل تحركات العدو ورصدها والتعامل معها وهي من الخطط المستحدثة في الخطوط الأمامية لقوات حرس الحدود ويتمكن من خلالها المتمترسون داخلها من مواجهة العدو وعتاده والتصدي لهم بكل اقتدار وتحديد مواقعه وتمرير المعلومات واستهداف مواقع تحركاته بسرعة ودقة عاليتين. غرفة العمليات تشكل غرفة عمليات خلية نحل من الحيوية والنشاط من خلال استقبال المعلومات وتمريرها وتحليلها بالإضافة إلى تحديد مواقع الآليات وتوجيهها والتواصل مع قائديها وتوجيههم بالاضافة الى قدرة الغرفة على تحديد الاهداف والاحداثيات وتمريرها للقوات الخلفية من المد فعية من ثم قصف تلك المواقع. ويقوم على غرفة العمليات قيادات وأفراد على كفاءة عالية في استقبال المعلومات وتحليلها ومن ثم تمريرها بشفرات محكمة يستحيل اختراقها من قبل العدو. السلاح النوعي أصبح حرس الحدود قادرا على التعامل مع جميع الأهداف فبعد أن كان يعتمد على السلاح الشخصي أو عيار 50م صار اليوم يمتلك من السلاح ما يجعله يباغت العدو ويدمر تحصيناته وقدرته ويكبده الخسائر البشرية والمادية الفادحة، وهذا ماظهر جليا وفقا لوقائع المواجهات الأخيرة من خلال التنسيق المستمر مع رجال القوات المسلحة. وحسبما أكد العقيد خميس الزهراني فإن قطاع ظهران الجنوب يمتلك من القدرات والكفاءات في رجاله وتسليحه ما يمكنه من حماية حدودنا والتعامل مع جميع التحركات في ظل ما يلقاه القطاع من دعم سخي من قيادتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وزير الداخلية ومتابعة مدير عام حرس الحدود اللواء عواد البلوي وتوجيه قائد حرس الحدود منطقة عسير اللواء سفر الغامدي حيث لم يبخلوا على القطاع بكل ما من شأنه زيادة قدراتنا القتالية من خلال التقنية الحديثة أو المركبات المصفحة أو التسليح النوعي لدحر كل من يحاول المساس بأمن وطننا. المدينة توجه شكرها لقيادات حرس الحدود في ختام هذه الجولة تتقدم «المدينة» بوافر وفائق التقدير لمدير عام حرس الحدود اللواء بحري عواد بن عيد البلوي، ولقائد حرس الحدود بمنطقة عسير اللواء سفر بن أحمد الغامدي ومدير الشؤون العامة بمديرية حرس الحدود العقيد ساهر بن محمد الحربي ومدير الشؤون العامة بقيادة حرس الحدود بمنطقة عسير، المقدم دكتور بحري شايع القحطاني، ولقائد قطاع حرس الحدود بمحافظة ظهران الجنوب، العقيد خميس الزهراني، الذين سهلوا مهمتنا في الخطوط الأمامية لرصد الملاحم البطولية، التي يسطرها البواسل ذودا عن حدود وطننا الغالي. المزيد من الصور :
مشاركة :