ومنذ 2006 يواصل “حزب الله” التصعيد جنوب لبنان، بيد أن اللافت للنظر بالتطورات في الجبهة الجنوبية أن الصواريخ التي بقيت “يتيمة” أي لم تتبنّها أي مجموعة أو يتحمّل مسؤوليتها أي طرف، وقعت في قبضة أهالي بلدة شويا بقضاء حاصبيا، والذين بدورهم أوقفوا إحدى الشاحنات المحمّلة براجمة صواريخ تابعة لـ”حزب الله”، وعمدوا إلى القبض على عناصر الحزب، رافضين استخدام بلدتهم منصة لإطلاق الصواريخ، ما سيجعلهم هدفاً للردّ الإسرائيلي. وأشار السفير اللبناني السابق هشام حمدان، إلى أن ما قام به أهل شويا يعد رسالة إلى المجتمع الدولي ولقوات اليونيفيل مفادها عدم رضى أهالي من الجنوب من ممارسات حزب الله على أراضيهم، معتبرين أن هناك احتلالا عسكريا خارجيا لاراضيهم، في إشارة منه إلى إيران التي تفرض القرارات وينفذها الحزب الإرهابي، لافتا إلى أن حاجز الخوف بات ينكسر يوماً بعد آخر، كما أن حالات التململ ضد “حزب الله” وسياساته تزداد، لاسيما وأن الوضع الاقتصادي يتدهور، والرأي العام اللبناني بات يُدرك أن بيروت أصبحت ساحة حرب وتصفية للحسابات الإقليمية. بيروت – البلاد غضب عارم أطلقه اللبنانيون تجاه “حزب الله” في معاقله جنوب البلاد، معتبرين أن افتعال الأزمات من قبل الحزب الإرهابي في المنطقة يعرضهم لخطر كبير لن يحميهم الحزب الإجرامي منه، رافضين أن يكونوا دروعا بشرية لحزب ينفذ ما يطلبه نظام الملالي، الساعي لخلق بؤرة توتر إقليمية من لبنان دون مراعاة لما سيحدث للأهالي من دمار وخراب وقتل وتشريد. ويرى أغلب المحللون السياسيون أن التصعيد في جبهة جنوب لبنان مفتعل تماماً، حيث تسعى إيران لأن تخلق بؤرة توتر إقليمية شديدة الحساسية والتركيب، بحيث ينشغل العالم عن مسألة معاقبة إيران على سلوكها الأمني والسياسي، وأن تكون الساحة اللبنانية مكاناً لتصفية الحسابات بينها وبين القوى الإقليمية والدولية المناوئة لها، بحيث تكون الخسائر البشرية والمادية على حساب الشعب اللبناني، خارج حدود إيران وما قد يعرضها لحرج وضعف أمام قواعدها الاجتماعي الداخلية. ويشكك المراقبون في قدرة رئيس الجمهورية اللبنانية أو الحكومة والبرلمان على إيقاف أي قرار إيراني عن طريق “حزب الله” الذي من شأنه أن يدخل لبنان في بؤرة التوتر بين إيران والقوى الدولية، فالحاكم الفعلي للبنان هو سُلطة سلاح “حزب الله”، مطالبين بمحاسبة هذا الحزب دوليا على أفعاله الإجرامية.
مشاركة :