ترحيب شعبي ، وصمت حكومي زيد الحلّي الترحيب الذي اعنيه ، هو مبادرة شعبية قامت بها شخصيات ، مثلت اعيان محلة ” قهوة شكر” برصافة بغداد ، الذين قاموا بزيارتنا يوم الثلاثاء الماضي ، حاملين معهم باقة ورد ، تثمينا لما نشرته الجريدة ، الاسبوع المنصرم ، حول محلتهم ومعاناتها المتمثلة بسوء الخدمات بمختلف صورها ، هذه المبادرة ، قابلها صمت حكومي ، حيث لم تقم امانة بغداد ، رغم ان مبناها لصيق لتلك المحلة الشعبية العريقة في نشأتها ، بأية استجابة او اشارة لما عرضته الجريدة . كنت اتمنى ان تقوم الامانة ، بزيارة حتى لو كانت “مجاملة ” للتخفيف من معاناة المحلة البغدادية ، والالتقاء بسكانها ومعرفة اسباب شكاواهم ، وهي شكاوى بسيطة لا تتعدى النظافة وترميم ازقتها التي تتآكل يوميا ، وانشاء سوق شعبية ، وتعبيد طرقها ، لاسيما ان هذه الطرق بعدد اصابع اليد وغيرها من الخدمات التي تحتاجها المحلة .. ولو تجاوزنا ، هذه المحلة الشعبية ، وتوسعت رؤانا لتشمل العاصمة بغداد التي توقعت لها دراسات حضرية عالمية في سبعينيات القرن المنصرم ، ان تكون العاصمة العربية الاولى في التنظيم والنظافة والبيئة ، لاسيما بعد ان وضع لها مهندسون عالميون دراسات وتصميما اعتمد الارث الحضاري البغدادي ، يتناسب مع انبثاق الثورة المعمارية العالمية بدأ من مترو بغداد وتفرعاته العديدة ، الى مجمع الوزارات والكليات والمجسرات ومتنزهات شرق بغداد ودار الاوبرا وغيرها ، ومن المؤكد ان تلك الدراسات والتصاميم موجودة في اروقة وزارة التخطيط وامانة بغداد وغيرها من الدوائر ذات العلاقة . اعرفُ ، ان دعاة اعادة ألق بغداد ، كمدينة شهيرة في عمق التاريخ ، ودعاة تحويل بغداد الى قرية ومساكن صفيح ، ضدان لا يلتقيان، ونقيضان لا يجتمعا معًا على سطح واحد ، في وقت واحد ، إلا وأحدهم محكوم للآخر، واقع تحت سلطانه.. لذلك نجد ان بغداد تبكي قهرها ، فلنسع الى توفير بسمة او ضحكة فرح تنسيها سني ضياع الهوية . مع كل ذلك ، يبقى الحلم ، يداعبنا ، ان تقوم الامانة بخطوات تعيد الاعتبار لبغداد ، تبدأ ، من المحسوس الآني الذي يتلمس مرارته المواطنون ، اي ان يكون التكتيك مسارها الاول قبل الشروع باستراتيجية ربما لن ترى النور بسبب المناكفات السياسية وشريعة ( هذا لي وذاك لك ) التي انهت الابداع والمواطنة … بحيث تقدم ما واجبه التقديم وتؤخر ما واجبه التأخير . بغداد .. صبراً Z_alhilly@yahoo.com
مشاركة :