دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن سياستها المتعلقة بأزمة اللاجئين، وانتقدت عيوب إدارة هذه الأزمة من قبل الاتحاد الأوروبي. وخلال مؤتمر محلي للحزب المسيحي الديمقراطي، في دائرة ميركل الانتخابية في جريمن، أقصى شمال ألمانيا، قالت ميركل زعيمة الحزب، إن رد فعل الاتحاد الأوروبي على أزمة اللاجئين «مخيب للآمال»، مضيفة، أنه لا يوجد «توزيع عادل للأعباء». وتابعت أنه إذا كانت أوروبا ترغب في أن تكون قارة تضامنية، فعلى جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ28، أن تأخذ هذا الأمر مأخذ الجد، وليس أربع أو خمس دول فقط. وأعربت ميركل عن قناعتها بإمكانية التغلب على تدفقات اللاجئين، وقالت مرارا: «سننجز هذا»، مشيرة إلى أن هذا الأمر أصبح مهمة عالمية، وذلك في ظل وصول عدد اللاجئين إلى 60 مليون شخص على مستوى العالم، ودافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن رحلتها المزمع القيام بها اليوم إلى تركيا في وجه الانتقادات الموجهة لها. وخلال مؤتمر محلي للحزب المسيحي الديمقراطي، في دائرة ميركل الانتخابية في جريمن أقصى شمال ألمانيا، قالت ميركل زعيمة الحزب إن «أوروبا لا يمكن وحدها أن تحمي حدودها الخارجية إذا لم نبرم اتفاقية مع تركيا». وأضافت ميركل، أنه يجب أن يكون هناك استعداد للحلول التوافقية في هذا الشأن. وحذرت ميركل من المبالغة في الآمال المنعقدة على زيارتها المرتقبة لتركيا، مشيرة إلى أن هذه الزيارة لن تحل كل المشكلات، لكنها مجرد بداية واختتمت ميركل تصريحاتها، بالقول: «حتى الآن شهدنا العولمة من خلال النشاط الجيد للاقتصاد الألماني في الخارج، والآن نشهد الجانب المظلم من العولمة، الجانب المظلم المتمثل في كثرة الأشخاص المحتاجين». من جهة أخرى قال خفر السواحل التركي أمس، إن 12 مهاجرا، يعتقد أنهم من سوريا وأفغانستان، بينهم أربعة أطفال ورضيع غرقوا قبالة ساحل تركيا أثناء محاولتهم الوصول لجزيرة ليسبوس اليونانية. وأظهرت لقطات لتلفزيون «رويترز» جثثا غطيت بالبلاستيك وهي تنقل إلى الشاطئ على متن سفينة لخفر السواحل قرب بلدة أيفاجيك التركية، على بعد عدة كيلومترات من جزيرة ليسبوس اليونانية. وقال مسؤول بخفر السواحل، إنه جرى إنقاذ 23 شخصا، وإن قارب صيد تركيا شارك في عملية الإنقاذ. وقال الصياد سيزر سيمسك: «خفر السواحل أعلن عن غرق قارب يحمل مهاجرين سوريين. توجهنا للمنطقة لمساعدتهم. انتشلنا ست جثث»، مضيفا، أن قاربه استطاع أن ينقذ أربعة أشخاص. ويحاول آلاف المهاجرين أغلبهم من سوريا وأفغانستان والعراق عبور بحر إيجة قادمين من تركيا، ورغم قصر الرحلة فإنها محفوفة بالمخاطر بسبب ارتفاع الأمواج. وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، إن نحو 400 ألف لاجئ وصلوا إلى اليونان العام الحالي، مما يمثل عبئا ثقيلا على الحكومة التي تعاني من أزمة مالية. وعرض الاتحاد الأوروبي أموالا على تركيا كمساعدة بالإضافة إلى احتمال تسهيل حصول مواطنيها على تأشيرات لدخول الاتحاد، وحشد الزخم لإعادة تدشين محادثات انضمام أنقرة إلى التكتل إذا ساعدتهم في وقف تدفق اللاجئين عبر أراضيها. من ناحية أخرى، بدأ اللاجئون في الوصول إلى سلوفينيا عبر الحافلات من كرواتيا، وذلك بعد أن أغلقت المجر حدودها مع كرواتيا، في محاولة للحد من أعداد اللاجئين القادمين في طريقهم إلى غرب أوروبا. وأغلقت المجر حدودها بالأسلاك الشائكة، في منتصف ليلة أول من أمس بالتوقيت المحلي. ويأمل الكثير من اللاجئين في الاستمرار شمالا نحو النمسا وألمانيا. وكان قادة الاتحاد الأوروبي، قد فشلوا في وقت سابق، في تبني خطة مدعومة من المجر، تقضي بإرسال قوات لمنع المهاجرين من الوصول إلى اليونان. ويأتي إغلاق المجر لحدودها مع كرواتيا بعد نحو شهر من إغلاقها حدودها مع صربيا، التي كانت طريقا آخر إلى غرب أوروبا. وتوجه المهاجرون من كرواتيا إلى سلوفينيا بعدما أغلقت المجر المعابر الرئيسية على حدودها مع كرواتيا. وطبق الإجراء على ثلاثة معابر على طول الحدود بين البلدين. وقالت وزيرة داخلية سلوفينيا فيسنا غوكوس زينيدار، إنه «تم نشر المزيد من قوات الشرطة على الحدود مع كرواتيا». وأضافت أن بلادها ستظل تسمح بدخول اللاجئين، طالما بقيت حدود كل من النمسا وألمانيا مفتوحة. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن القومي في سلوفينيا في وقت لاحق (أمس). وذكرت وكالة «رويترز» أن نحو 3 آلاف لاجئ مروا عبر سلوفينيا خلال الشهر الماضي. وقالت سلوفينيا إنها في وضع يسمح لها باستيعاب ما يصل إلى 8 آلاف لاجئ يوميا.
مشاركة :