حقَّقت شركة «أرامكو» السعودية، في الربع الثاني من العام الحالي صافي ربح هو الأعلى منذ إدارجها في السوق السعودية نهاية عام 2019، كما فاقت الأرباح والإيرادات متوسط توقُّعات المحللين، مستفيدة من المكاسب التي حققتها أسعار النفط منذ مطلع هذا العام. وأعلنت «أرامكو»، اليوم الأحد، عن نمو صافي أرباح الربع الثاني بنسبة 287.8% لتصل إلى 95.47 مليار ريال، مقابل أرباح بلغت 24.62 مليار ريال عن الفترة المقابلة من العام الماضي 2020، (الدولار يعادل 3.75 ريالاً). وعلى أساس فصلي، ارتفعت أرباح الشركة بنسبة 17.2% مقارنة بالربع الأول من العام الحالي الذي بلغت أرباحه 81.44 مليار ريال. بلغ متوسط توقُّعات المحللين لصافي أرباح «أرامكو» عن الربع الثاني 89.2 مليار ريال، في حين بلغ متوسط التوقُّعات للإيرادات نحو 302.2 مليار ريال. قالت «أرامكو» إنها ستوزع أرباح نقدية للمساهمين بقيمة 70.33 مليار ريال عن الربع الثاني من عام 2021، على أن يكون تاريخ الأحقية في الأرباج هو 15 أغسطس الحالي، لمالكي الأسهم حتى نهاية ثاني يوم تداول يلي تاريخ الاستحقاق، وسيتم التوزيع أول سبتمبر المقبل. عزت الشركة في بيان نمو الأرباح في المقام الأول إلى ارتفاع أسعار النفط وانتعاش الطلب العالمي في أعقاب تخفيف قيود مواجهة فيروس كورونا على مستوى العالم، وتنفيذ حملات التطعيم على نطاق واسع، وتطبيق أساليب تحفيزية، وتسارع وتيرة النشاط في الأسواق الرئيسة. وحققت أسعار النفط مكاسب كبيرة خلال العام الحالي، حيث زاد خام برنت بنسبة 34% ليرتفع سعره من 52.8 دولار بداية العام إلى 70.7 دولار بنهاية تعاملات الجمعة الماضية، فيما حقق الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط مكاسب بنسبة 41.6% ليرتفع سعره من 48.5 دولار بداية العام إلى 68.2 دولار. وقال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، في تصريحات لـ»الشرق»، إن زيادة صافي الدخل في الربع الثاني والنصف الأول من العام الحالي، يرجع إلى ارتفاع أسعار النفط، وزيادة هامش أرباح أعمال التكرير والمعالجة والتسويق، إضافة إلى دمج نتائج أعمال «سابك» التي حققت نتائج مالية قوية في الربع الثاني، لكنه أشار إلى أن بعض الأمور لا تزال غير واضحة فيما يتعلق بالتحدّيات التي تفرضها متغيّرات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). أضاف «أرامكو مستمرة في اتباع نهج مرن ومنضبط للغاية في تخصيص رأس المال، نتوقّع أن يبلغ الإنفاق الرأسمالي لعام 2021 في حدود 131 مليار ريال». وتابع الناصر «مثّلت صفقة خطوط الأنابيب، والبالغة 46.5 مليار ريال تقدماً كبيراً في برنامج تحسين محفظة أعمال الشركة، كما عزز إصدار الصكوك البالغ 22.5 مليار ريال من قوة المركز المالي، الأمر الذي مكن الشركة من توزيع عائد قيمته 70.3 مليار ريال للمساهمين». من جانبه، قال مازن السديري رئيس الإبحاث في شركة الراجحي المالية، إن نتائج أرامكو فاقت متوسط توقعات المحللين البالغة 24.7 مليار دولار، فيما حققت أرامكو 25.5 مليار دولار، مشيرا في مقابلة مع «الشرق» إلى أن الفترة المقبلة تعد فترة «مبهمة» في صناعة البترول، الأمر الذي يتطلب مرونة من شركات النفط في التعامل مع هذه الظروف.
مشاركة :