استيقظ المواطنون في اليونان على يوم آخر يشبه الجحيم على الأرض في بعض المناطق، وذلك في ظل استمرار حرائق الغابات في أنحاء البلاد. فيما استقر الوضع في شمال العاصمة أثينا، بعدما تمكن رجال الإطفاء من إطفاء بعض الحرائق. مع استمرار حرائق الغابات في أنحاء مختلفة من اليونان، وخروجها عن السيطرة، أصبحت بعض المناطق "جحيما" وقال جيانيس كوتزياس عمدة مدينة استيايا لشبكة سكاي اليونانية "نحن بمفردنا. نهايتنا اقتربت". وشهدت المدينة الواقعة شمال جزيرة وابية، ثاني أكبر الجزر اليونانية، بعضا من أسوأ الحرائق هذا الموسم. وتزايدت حدة التوتر في الجزيرة، حيث بدأت جهود الإطفاء الجوي اليوم الأحد (08 آب/ أغسطس 2021) العمل. واشتكى الكثيرون من أنهم تركوا يواجهون مصيرهم، ويقاوموا الحرائق التي امتدت لمسافة عدة كيلومترات مربعة، وتحولت بعض الأحيان لجدران من النيران تمتد لمسافة سبعة كيلومترات. وقال رجل لشبكة سكاي " لقد تركونا نحترق" مشيرا إلى أن أسطول طائرات مكافحة الحرائق يركز فقط على المنطقة المحيطة بأثينا حتى الآن. ولكن المسؤولين دافعوا عن قراراتهم، وأرجعوا الأمر إلى محدودية الموارد. وقال أحد رجال الإطفاء "لا نستطيع التواجد في كل مكان. عليك أن تتخيل فقط ما كان ليحدث إذا امتدت الحرائق شمال أثينا إلى منطقة مأهولة بالسكان". الأولوية لإنقاذ الأرواح ووردت تقارير تفيد باستقرار الوضع شمال أثينا اليوم الأحد، حيث تمكن رجال الإطفاء من إخماد بعض من الحرائق الأصغر، وفقا لما قاله مسؤول للشبكة الحكومية. وكان رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس قد قال عدة مرات في الأيام الأخيرة إن الأولوية لإنقاذ الأرواح وليس الممتلكات أو الغابات. ويتواجد نحو 4 مليون شخص في منطقة أثينا الكبرى، ويبلغ تعداد سكان جزيرة وابية نحو 220 ألف نسمة، والمنطقة المعرضة للخطر كثيفة الأشجار. وقد جرى إجلاء الآلآف من الجزيرة. وعاد نشاط العبّارات مجددا الأحد، حيث تقوم بنقل الأشخاص من على الساحل لأن التحرك على الطرق لم يعد آمنا. وقد امتد الدخان الناجم عن هذه الحرائق، وشوهد في أثينا، على بعد 100 كيلومتر. وكان الوضع أفضل بصورة طفيفة في شبه جزيرة بيلوبونيز، حيث اندلع حريق في جنوب بلدة ميغالوبولي وحريق آخر في الجزء الغربي لشبه الجزيرة يتحرك إلى الداخل في المنطقة كثيفة الغابات بالقرب من أولمبيا. ويطالب العمدة المزيد من الدعم الجوي لمكافحة الحرائق، وانتقد قرارات إبقاء طائرات الإطفاء بالقرب من أثينا، مما سمح بخروج الحرائق عن السيطرة في مناطق أخرى في البلاد. وقد اجتذبت الحرائق اهتماما عالميا، ودفعت دول في أوروبا والشرق الأوسط لإرسال فرق إطفاء للمساعدة. إلى ذلك كافح مئات عناصر الإطفاء الأحد للسيطرة على حرائق في جزيرة وابيا اليونانية أتت على مساحات شاسعة من غابات الصنوبر ودمّرت منازل وأجبرت سياح وسكان على الفرار. وتحولت الطبيعة العذراء وغابات الصنوبر الكثيفة في إيفيا التي جعلتها وجهة للسياح إلى كابوس لعناصر الإطفاء. وحولت الحرائق آلاف الهكتارات إلى رماد ودمرت منازل. وتم إجلاء الآلاف فيما هرب مئات السكان والسياح على متن عبّارات. وساهم نحو 260 عنصر إطفاء يوناني، بمساعدة 200 عنصر آخر من أوكرانيا ورومانيا في عمليات الإخماد. "المياه من الخراطيم والطائرات تتبخر" وقال مسؤول في جهاز الإطفاء صحيفة "إليفثيروس تيبوس" إن الحرارة الناجمة عن الحرائق شديدة لدرجة أن "المياه من الخراطيم والطائرات تتبخر" قبل وصولها إلى النيران. والتهمت ألسنة اللهب منازل في قرى إلينيكا وفازيليكا وبساروبولي. وتم إجلاء تسعة أشخاص من شاطئ أحاطت به النيران قرب قرية بساروبولي الساحلية، وفق ما أعلنت وكالة "آنا" الإخبارية. ووضعت عبّارات وسفن حربية في حالة تأهب قبالة الساحل لإجلاء القاطنين. وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، احترق 56655 هكتارا من الأرضي في اليونان، بحسب نظام معلومات الحرائق الأوروبي. بينما بلغ معدل الهكتارات التي احترقت في الفترة ذاتها بين عامي 2008 و2020 حوالى 1700. ولأن الوضع اعتبر الأسوأ منذ عقود، طلبت اليونان المساعدة عبر نظام الدعم الطارئ الأوروبي وتلقت تعزيزات من بلدان عدة. وتواجه اليونان وتركيا حرائق مدمّرة منذ نحو أسبوعين فيما تشهد المنطقة أسوأ موجة حر منذ عقود. وأشار مسؤولون وخبراء إلى وجود رابط بين أحداث طقس غير مألوفة كهذه والتغيّر المناخي . وأدت الحرائق حتى الآن إلى مقتل شخصين في اليونان وثمانية في تركيا المجاورة فيما نقل العشرات إلى المستشفيات. وبينما خففت الأمطار من حدة الحرائق في تركيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، لا تزال اليونان تعاني في ظل درجات حرارة مرتفعة للغاية. ع.ج/ و. ب (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :