أدانت محكمة الجنايات عامل بناء (آسيوي) شرع في قتل زميله عمداً، وقضت بحبسه ثلاث سنوات يليها الإبعاد، لكنها استبعدت ارتكاب الجريمة مع سبق الإصرار والترصد كونه نفذها تحت تأثير الغضب والانفعال بسبب ظنه أن المجني عليه لم يدرجه في قائمة عمال حجزت الشركة تذاكر سفر لهم، بالرغم من حاجته لذلك بسبب وفاة أم المتهم وحزنه عليها. وتفصيلاً، اتهمت النيابة العامة عامل بناء بارتكاب جناية الشروع في القتل مع سبق الإصرار والترصد، ووصفت جريمته بأنه توجه إلى مكان تواجد المجني عليه في ممر سكنات الشركة بخطى يتخللها الغدر، مترقباً لحظة الانقضاض عليه، وما إن تمكن منه حتى انهال عليه بـ11 طعنة قوية وسريعة في منطقتي الصدر والبطن، قاصداً إزهاق روحه، لكن خاب أثر جريمته نتيجة إسعاف المجني عليه، ونقله سريعاً إلى المستشفى وتلقيه العلاج اللازم. فيما أنكر المتهم ارتكاب الجريمة وذكر في تحقيقات النيابة العامة وأمام المحكمة أنه كان تخت تأثير الكحول ولا يتذكر قيامه بذلك. وقال المجني عليه في تحقيقات النيابة العامة، إنه تلقى اتصالاً من إدارة الشركة التي يعمل فيها باعتباره أقدم العاملين هناك، وأُبلغ بأنه تم حجز تذاكر سفر لـ22 عاملاً لعودتهم إلى بلادهم، ولم يكن من بينهم المتهم، لافتاً إلى أنه أبلغ العمال المعنيين، فحضر إليه الأخير واستفسر منه عن سبب عدم حجز تذكرة سفر له، خصوصاً أن والدته مريضة، فأخبره بأنه لا يملك القرار وهو مجرد موصل لقرارات الإدارة وطلب منه مراجعتهم. وأضاف أن المتهم عاد إليه في اليوم التالي وأبلغه بأن والدته توفيت ويحتاج إلى العودة، فأكد له أنه لا يملك القرار، ما أثار غضب زميله، الذي غادر غرفته ثم عاد بعد دقائق فظن أنه يريد استكمال الحديث معه، لكن كانت يده خلف ظهره واكتشف أنه يخبئ سكيناً، وعاجله بطعنات سريعة وقوية بمنطقة البطن والصدر، ففقد الوعي متأثراً بإصابته. وأشار إلى أنه علم لاحقاً بتدخل عمال الشركة لإنقاذه وتم نقله إلى المستشفى، حيث أجريت له جراحة عاجلة وتبين إصابته بـ11 جرحاً قطعياً نافذاً، لافتاً إلى أن المتهم استخدم سكيناً صغيرة الحجم ذات نصل مدبب، تستخدم في تقطيع الخضراوات. وقال شاهد عيان من العمال إنه كان في غرفته وسمع صوت شجار، فتوجه سريعاً وكان على بعد مترين من الواقعة حين عاجل المتهم المجني عليه بطعنات سريعة في بطنه وصدره، فتدخل لإنقاذه ونقله إلى غرفته وأبلغ الإسعاف، فيما أبعد آخرون المتهم حتى حضرت الشرطة. وذكرت محكمة الجنايات في حيثيات الحكم أن سبق الإصرار يستلزم أن يكون الجاني فكر فيما اعتزم عليه وتدبر عواقبه وهو هادئ البال بعيداً عن ثورة الانفعال، لكن هذا لم يتحقق في الواقعة، مشيرة إلى أن المتهم ارتكب هذه الواقعة تحت ثورة الغضب، الذي تملكه نتيجة عدم حجز تذكرة سفر له رغم وفاة والدته، مشيرة إلى أن التهمة المثبتة عليه هي جريمة الشروع بالقتل العمد. وحول إنكار المتهم ارتكابه الجريمة وادعائه أنه لا يتذكرها لأنها كان تحت تأثير الكحول، فإن المحكمة تطمئن إلى أدلة الثبوت، وإفادات الشهود. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :