أكد رئيس تحرير جريدة الأيام رئيس جمعية الصحفيين البحرينية عيسى الشايجي إن قطر لا تريد الخير للدول الخليجية والعربية مشيرا الى انتهاكها التزماتها والاتفاقات الخليجية التي وقعتها بما فيها اتفاق قمة العلا، موضحا ان نظام قطر يتحالف مع أنظمة تستهدف الدول الخليجية وفتح أبوابه للتواجد الأجنبي. وقال الشايجي خلال برنامج خاص بثه تلفزيون البحرين «لم يجف حبر اتفاق العلا حتى نقضت الدوحة الاتفاق بالكامل وعادت إلى ممارساتها القديمة ولم تلتزم بأي شيء، فقطر مدت جسورا مع أنظمة لا تريد الخير لدول الخليج العربي، شواهد قطرية كثيرة، نتمنى من قطر أن تعود لبيتها الخليجي وسنكون سعداء إذا كفت قطر يدها عنا، وسنكون سعداء أكثر إذا عادت قطر إلى بيتها الخليجي وإلى الحضن الخليجي، ولكن الشواهد حتى اليوم مخيبة للآمال»، مشيرا إلى دور النظام القطري في التعدي على أراضي البحرين بقوة السلاح وتقديم وثائق مزورة. وأضاف الشايجي: «قناة الجزيرة هي قناة إخبارية حكومية 100% يشرف عليها النظام القطري وهي بدأت بمنحة من أمير قطر تبلغ 150 مليون دينار ومعروف لدى العالم من أن أي وسيلة إعلامية تعتمد على الإعلانات كمصدر دخل لكن لم نشاهد إعلانات قناة الجزيرة تغطي تكلفة هذه الشبكة الواسعة من مراسليها فهذا يراد لها ملايين لتغطي تكلفتهم، قناة الجزيرة تتلقى منحة سنوية حتى الآن من أمير قطر، وهي موجهة من قبل النظام القطري، الإعلام له رسالة نبيلة بكل العالم وهو رسالة تقارب وسلام بين الشعوب ولكننا شاهدنا طول السنوات من قناة الجزيرة ما يؤكد لنا بأنها قناة فتنة وشقاق وإشعال بؤر التوتر في العديد من دول العالم سفكت الكثير من الدماء بسببها، ما تقوم به قناة الجزيرة هو يتناقض بشكل كلي مع اتفاقيات الرياض 2013 و2014 وبيان العلا وبالأساس يتناقض مع حسن الجوار والأخوة واللحمة الخليجية.» وبين الشايجي «القناة لم تهدأ حتى اليوم من التحريض على البحرين وعلى دولة الإمارات ولها أدوار مشينة ومخزية في هذا الصدد، دول مجلس التعاون كلها تملك محطات تلفزيونية وإذاعية تعزز التقارب واللحمة الخليجية ولكن ما شاهدناه من قناة الجزيرة أداة شيطانية واستفزاز تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار، وليست ذات مصداقية وتزيف الواقع بدرجة 100% وهذا شاهدناه في الصور وفيديوهات مزيفة بثتها، وإذا كانت القناة تدعي المصداقية وإنها صادقة في توجهاتها لترينا تحقيقات متلفزة عن الداخل القطري وعن أوضاع العمال في قطر وتبث لنا استطلاعات عن الشعب القطري وعن ما تقوم به قطر من ممارسات تجاه إخوانها وعن التواجد الأجنبي الحالي على الأراضي القطرية، فالنظام القطري ينفق الملايين من خيرات أبناء الشعب القطري على أدوات شريرة وعلى جماعات شريرة». ودعا الشايجي قطر إلى أن توظف أموالها وإمكاناتها من أجل خدمة الشعب القطري وخدمة الأمن والاستقرار في الخليج العربي. من جانبه أكد النائب عمار البناي رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب للبرنامج على أن النظام القطري مهما تغيرت الظروف والمعطيات على الساحة السياسية يثبت لدول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي والعالم أجمع على أنه السرطان الذي يريد التفشي في المنطقة من خلال نشر أفكاره وسمومه وتأجيج الشوارع العربية ضد أنظمة الحكم ومهاجمة استقرار وأمن الشعوب. وقال «لقد استبشرنا كل الخير من انعقاد اتفاقيات العلا وعودة النظام القطري إلى حضنه الخليجي وكتابة بداية جديدة وصفحة خالية من الشوائب في بناء المستقبل والأمن والاستقرار للمنطقة إلا أن النظام القطري لم يصمد كثيرا وعاد إلى سابق عهده من خلال مواصلة الهجوم على دول الجوار ولا سيما مملكة البحرين في محاولة للنيل من نسيج المجتمع والعمل على تأجيج الطائفية ودعم الإرهابيين علاوة على ما نشهده من تربض للصيادين البحرينيين في عرض البحر ومحاكمتهم من دون تهم وتجريدهم من أبسط حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم»، موضحا أن هذا العداء من النظام القطري ليس بوليد اليوم والوقت أثبت لنا جميعا أنه حقد دفين يعشعش في قلوب رموز النظام القطري، حيث سلكت قطر اتجاها معاكسا تماما في سياسات وتوجهات قادة دول مجلس التعاون بهدف تحقيق أهدافها الأزلية والتي تسعى من خلالها إلى اتباع النهج الإيراني وهو حليفها الأول لإضعاف الأنظمة الحاكمة وإسقاطها. وأكد النائب عمار البناي على أن المصالحة الخليجية واتفاق العلا ارتكز بشكل أساسي على إعادة العلاقات الأخوية واحترام مبادئ حسن الجوار وإيقاف الممارسات العدائية من قبل قطر تجاه دول الخليج وفتح صفحة جديدة قائمة على المصير المشترك والمصلحة الواحدة والاحترام المتبادل وهذا الذي لم نلمسه من قطر. فيما أكد بشير عبدالفتاح الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية على أنه منذ اتفاق العلا في 4 يناير الماضي لم نرصد أي تغيير نحو الأفضل في السياسة التحريرية لقناة الجزيرة القطرية بل نجد أن مستوى التطور الإيجابي لا يتناسب مع ما تم التوصل إليه في اتفاق العلا من ضرورة توظيف الخطاب الإعلامي لدعم التقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي وترسيخ دعائم الاستقرار والأمن في هذه الدول والدفع بجهود التسوية وإذابة الجليد ما بين هذه الدول مجتمعة. وقال بشير عبدالفتاح إن مستوى التحول في الخطاب الإعلامي للقناة القطرية لا يزال متواضعا للغاية وغير متناسب مع حجم الحوار والتطور والتفاوض الذي جرى، حيث وضع ميثاق العلا أسس راسخة من أجل تحسين العلاقات ما بين دول مجلس التعاون الخليجي لا سيما في ما يخص الخطاب الإعلامي، لكن للأسف الشديد لا زالت المحطة خصوصا تجاه مملكة البحرين إذ لم يحدث أي تغير إيجابي يمكن رصده في هذا السياق، حيث يتم الاعتماد على شهادات عناصر مارقة تعيش في الخارج وتتبنى أجندة مغرضة ضد مملكة البحرين وتتبنى قناة الجزيرة الخطاب السياسي لهذه الحركات وهذه الشخصيات دون الرجوع لمملكة البحرين ومحاولة التثبت والتأكد والمراجعة وتتجاهل ما يتم إنجازه على صعيد التطور الديموقراطي وحقوق الإنسان والنهوض بمستوى معيشة المواطن البحريني ثم تعتمد على هذه الشهادات المغلوطة وتبثها على أنها حقائق حتى إنها لا تقوم بنشر الردود التي تتقدم بها مملكة البحرين لتصحيح الصورة المغلوطة ما يعني أن الشبكة القطرية بحاجة إلى مراجعة سياساتها حتى تتناسب مع المخرجات التي تم التوصل إليها في قمة العلا وهذا يعكس عدم رغبة الدولة القطرية في التجاوب مع تم التواصل إليه خصوصا مع مملكة البحرين. وقال «لا بد من الحسم والردع في هذا السياق بأنه لا يجوز لأي منصة أو منبر إعلامي توفير فرصة لتنظيمات او شخصيات منصفة إرهابيا بالظهور لأن ذلك يدعم ويعزز مساعي تلك الأشخاص الإرهابية أو التنظيمات المتطرفة سواء من أجل عمليات التجنيد أو عمليات التبرير أو بث شفرات ورسائل مشفرة إلى بعض عناصرها حول العالم لتنفيذ عمليات إرهابية هنا أو هناك ومن ثم يشكل ذلك تهديدا للأمن والاستقرار والسلم الدوليين بما يستوجب تحركا دوليا من قبل الأمم المتحدة وفقا لميثاق مجلس الأمن الدولي». فيما أشار المحلل السياسي والخبير العسكري اللواء عبدالله القحطاني إلى أن قناة الجزيرة منبر الشر وصوت الإرهاب شاركت وبفعالية في تهديد الأمن والسلم الدولي وليس فقط الإقليمي ولها إسهام سيء في كل دولة عربية لا يمكن أن تجد عاصمة في بلادنا العربية إجمالا إلا وتجد بصمة السوء والشر والإرهاب والفرقة والشقاق والطائفية والعنصرية ممهورة بقناة الجزيرة، والجزيرة لا يمكن لها الحياة إلا إذا كانت على هذا النحو، إذا كان هدفها الأساسي هو تخريب الوحدة الوطنية في كل دولة عربية وقلب الحقائق والتزييف والكذب والدجل ودعم الإرهابيين والوقوف ضد الصادقين وقلب الحقائق، هذه مهنة هذه القناة غير المحترمة ويجب أيضا أن نتوخى الحذر فيما تقوله الجزيرة وفيما تفعله فمن يدعم الإرهاب هو إرهابي. وقال إن الجزيرة أداة قطر الكبيرة وهي بوقها الإعلامي غير المحترم تستمد في سياستها من دولة وتأخذ دعمها من ميزانية دولة وليس قطاعا عاما أو خاصا، وبالتالي لا يتفق، حسن الجوار ولا يتفق مع ما تتبناه الجزيرة، ومخرجات العلا لا تتفق مع هذا الطرح الإعلامي السيئ الرديء الإرهابي الذي تنتهجه الجزيرة، مشيرا إلى كيفية تعامل الجزيرة مع تونس حاليا ومع الأحواز العربية. وأضاف القحطاني «ما خفي قد يكون أعظم، وهذه هي الخطورة بمعنى إذا كانت هذه هي أعمالهم في العلن التي لا يخجلون من إعلانها واتخاذها واعتمادها فما هو السر، فما هي الأشياء الأخرى السرية، فمع من يتواصلون ويجندون، فقناة الجزيرة ليست إعلامية هذا ما يجب أن يفهمه الجميع، وهي ليست محطة إعلامية أو هيئة إعلامية، هي شبيهة بالوحدة المخابراتية المزودة بشتى أنواع الدعم، إلى حد أن يكون دعما لوجستيا كاملا على المستوى السياسي وربما أبعد من هذا ومن الخطورة». وفي مداخلته أشار الصحفي والمحلل السياسي بسام حمدي من تونس إلى أن القنوات القطرية انخرطت في منطلق الانحياز الكلي إلى بعض الأحزاب السياسية بشكل واضح، إذ إن هذه القنوات القطرية تحاول فقط تسليط الرأي والصورة على حركة النهضة فقط، رغم أن هناك تحركات كثيرة وأنشطة كثيرة، إذا تتضح هنا النوايا أن هناك محاولة لتغليب مصلحة ما على أحزاب أخرى وعلى المشهد السياسي وتوجيه الرأي بمنطق ما يسمى بالإعلام الموجه وهو أمر خطير. وأكد الصحفي بسام حمدي على أن هناك محاولات للتدخل في الشأن الوطني والتأثير على نتائج الانتخابات التشريعية أو الرئاسية من خلال اعتماد عدة وسائل خاصة منها وسائل الإعلام، وعبر الحقائب الدبلوماسية التي تنقل الكثير من الأموال إلى الأحزاب الإسلامية وإلى الأحزاب الأخرى التي تعتقد أنها أحزاب تقدمية هناك محاولات للتأثير، وهناك محاولات لتوجيه بعض المسائل في اتجاه زاوية معينة، لكن من حسن حظ التونسيين أن رؤساء الدولة التونسية بخاصة الرئيس السابق الباجي قائد السبسي رحمه الله وقيس سعيد رفضوا رفضا قاطعا الارتهان إلى أي تدخل أجنبي حفاظا على السيادة الوطنية.
مشاركة :