تمكن متمردو جماعة حركة (طالبان) اليوم الأحد من السيطرة على ثلاث عواصم اخرى لولايات افغانية في انحاء متفرقة من البلاد وسط احتدام للمعارك بين الحركة والقوات الحكومية. وذكرت وسائل الاعلام المحلية (باجهوك نيوز) ان طالبان استولت اليوم على منزل الحاكم والسجن المركزي وبعض الأجزاء الأخرى من العاصمة الإقليمية لمقاطعة (كوندوز) شمال أفغانستان كما هاجمت أجزاء مختلفة من عاصمة المقاطعة وفي الصباح سيطرت على (تشوك اي مركازي) وبعض الأجزاء الأخرى من المدينة. من جانبه اكد قائد الكتيبة الثانية للقوات الخاصة في المحافظة تاج محمد في تصريح لوسائل الاعلام أن المسلحين يهاجمون المدينة منذ 24 ساعة. اما المتحدث باسم (طالبان) ذبيح الله مجاهد فذكر لوسائل الإعلام أنهم استولوا على منزل الحاكم ومقر الشرطة والسجن وإدارة المخابرات ومناطق أخرى. وتسعى قوات الأمن الأفغانية جاهدة لاستعادة تلك المناطق ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولين صحيين قولهم إنه تم نقل 14 جثة من بينها جثث لنساء وأطفال وأكثر من 30 مصابا الى مستشفى في (قندوز). وبعد ساعات من سقوط قندوز استولت (طالبان) أيضا على العاصمة الإقليمية لإقليم (سار إي بول) في شمالي البلاد. وزعم المتحدث باسم طالبان في بيان لوسائل الإعلام أن مقاتليهم استولوا كذلك على مدينة (ساري بول) والمباني الحكومية وجميع المنشآت هناك. من جهتها قالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان ان "القوات الحكومية تقاتل لاستعادة مواقع رئيسة حيث شنت قوات الكوماندوز عملية تمشيط وتطهير في بعض المناطق بما في ذلك مباني الإذاعة والتلفزيون الوطنية من ارهابيي طالبان". وكانت (طالبان) قد استولت الجمعة الماضي على أول عاصمة اقليمية لها وهي (زارانج) في جنوب غرب (نمروز) على الحدود مع إيران واتبعتها بعد ذلك بالسيطرة على (شيبرغان) في محافظة (جوزجان) الشمالية في اليوم الذي يليه. وبعد اسبوع من الاشتباكات سقطت عاصمة الاقليم في يد الحركة وتتمركز قوات الأمن الافغانية الآن فقط في مطار المقاطعة في منطقة (خواجا داكو). وكان مسلحو طالبان سيطروا على اربع عواصم اقليمية في اليومين الماضيين في هجمات شاملة شنتها على مستوى البلاد ويمكن اعتبار (قندوز) أهم مكسب لهم حتى الآن حيث اجتاحت الحركة المدينة لفترة وجيزة في عام 2015 ومرة أخرى في عام 2016. كما تم الابلاغ عن القتال في ضواحي (هرات) في الغرب و(لاشكر جاه) و(قندهار) في الجنوب. وشنت القوات الأمريكية غارات جوية عدة دعما لقوات الأمن الأفغانية وقصفت مواقع طالبان في (شيبرغان). وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي كان من المقرر ان يكتمل فيه انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان نهاية اغسطس الجاري.