بيروت - أدى شجار حول تعبئة بنزين وبيعه في محطتي وقود في مدينتين شمال لبنان إلى مقتل 3 أشخاص في حادث نادر بسبب أزمة الوقود التي يشهدها لبنان منذ أشهر قليلة جراء الانهيار المالي والاقتصادي الذي يعيشه البلد منذ سنتين، في أزمة وصفها البنك الدولي بأنها الأسوأ في التاريخ الحديث. وقتل الأشخاص الثلاثة بأعيرة نارية جراء شجارين وقعا شمالي لبنان، على خلفية أزمة الوقود التي ازدادت حدتها في البلاد بالأشهر الأخيرة. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية الإثنين، إن شخصين قتلا في إطلاق نار بمنطقة "باب التبانة" في طرابلس (شمال) خلال إشكال وقع على خلفية بيع مادة البنزين وشرائها. وأضافت الوكالة أن الجيش اللبناني تدخل على إثر ذلك، وانتشرت عناصره في المنطقة لمنع تصاعد المواجهة. وفي قضاء الضنية (شمال)، قُتل شخص ثالث في إشكال وقع أمام إحدى محطات الوقود في بلدة "بخعون" بسبب خلاف على تعبئة الوقود. وبحسب المصدر ذاته، حصل تضارب بالأيدي والسكاكين وإطلاق نار من سلاح حربي، ما أدى إلى مقتل شخص متأثراً بجروحه. وذكر المصدر أن عناصر من القوى الأمنية انتشرت وعملت على ضبط الأوضاع، فيما قام مطلق النار بتسليم نفسه إلى استخبارات الجيش اللبناني. وبسبب أزمة اقتصادية حادة مستمرة منذ أواخر 2019، يعاني لبنان من انهيار مالي، أدى إلى صعوبة في توفير النقد الأجنبي المخصص للاستيراد، ما تسبب بشح في الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، وسلع أخرى بينها مواد غذائية ما تسبب أيضا في غلاء الأسعار. وبات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها أمام الدولار، فيما ارتفعت أسعار مواد أساسية بأكثر من 700 في المئة. ووضع الانهيار الاقتصادي قطاعات حيوية في لبنان على حافة الانهيار على غرار قطاع الصحة الهش أصلا، وقد حذرت نقابة المستشفيات من "كارثة صحية" جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وعدم توفر المازوت لتشغيل المولدات، في وقت تشهد البلاد موجة تفش جديدة لفيروس كورونا. وفي الأشهر الأخيرة ازدادت حدة أزمة الوقود بالبلاد، الأمر الذي يؤدي إلى اصطفاف السيارات لساعات أمام المحطات ويتسبب ذلك بانقطاع الكهرباء عن المنازل لساعات طويلة، إضافة لتأثيرها على عمل المستشفيات والمخابز. وصعدت أسعار الوقود المباع في السوق اللبنانية، بنسبة وصلت إلى 20.4 بالمئة الشهر الماضي وسط تدهور سعر صرف الليرة. والشهر الماضي أصيب 12 شخصاً بجروح جراء مواجهات بسكاكين وعصي أثناء تزاحم على تعبئة الوقود في بلدة دير الزهراني جنوبي البلاد. وتأتي هذه الأزمة في وقت يجري فيه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مشاورات لتشكيل حكومة جديدة، لتوقف الانهيار الاقتصادي، ولتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار كارثي هز مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020. ويحول الصراع على الحصص والنفوذ بين القوى السياسية والطافية دون تشكيل حكومة منذ أكثر من سنة، كما فقدت العملة المحلية أكثر من تسعين بالمئة من قيمتها في الوقت الذي لا يزال المصرف المركزي يزوّد المستوردين بالدولار لتغطية جزء من كلفة الاستيراد، وفق السعر الرسمي.
مشاركة :