هبطت أسعار النفط ما يزيد على اثنين بالمئة يوم أمس الاثنين، لتواصل خسائرها الكبيرة التي تكبدتها الأسبوع الماضي، على خلفية ارتفاع الدولار الأمريكي ومخاوف من احتمال انتكاس التعافي العالمي للطلب على الوقود بسبب قيود جديدة لمواجهة الجائحة في آسيا، على الأخص في الصين. ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 1.52 دولار أو ما يعادل 2.2 بالمئة إلى 69.17 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:57 بتوقيت جرينتش، بعد أن هبطت ستة بالمئة الأسبوع الماضي في أكبر خسارة تتكبدها في أربعة أشهر. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.64 دولار أو ما يعادل 2.4 بالمئة إلى 66.64 دولار للبرميل، بعد أن انخفضت قرابة سبعة بالمئة الأسبوع الماضي في أكبر تراجع في تسعة أشهر. وقال جوردون رامزي المحلل لدى آر.بي.سي في مذكرة: «المخاوف بشأن تراجع محتمل للطلب العالمي على النفط عاودت الظهور مجددًا مع تسارع معدلات الإصابة بالسلالة دلتا». وأشار محللو إيه.إن.زد إلى قيود جديدة في الصين، ثاني أكبر مستهلك في العالم للنفط، عاملاً رئيسًا يضفي ضبابية على آفاق نمو الطلب. وشملت القيود إلغاء رحلات طيران، وتحذيرات صادرة عن 46 مدينة من السفر، وقيود على المواصلات العامة وخدمات سيارات الأجرة في 144 من المناطق الأسوأ تضررًا. ومما فاقم التشاؤم، كشفت بيانات صادرة في مطلع الأسبوع أن نمو صادرات الصين تباطأ بأكثر من المتوقع في يوليو عقب تفشي الإصابات بكوفيد-19 وسيول، بينما كان نمو الواردات أيضًا أبطأ من المتوقع. وأظهرت بيانات يوم السبت أن واردات الصين من النفط الخام انخفضت قليلاً على أساس يومي في يوليو إلى 9.71 مليون برميل يوميًا، لتقل عن عشرة ملايين برميل يوميًا للشهر الرابع على التوالي وتنخفض بشدة عن مستوى قياسي بلغ 12.94 مليون برميل يوميًا في يونيو 2020 حين كانت شركات التكرير تخزن الخام الرخيص. كما فرض ارتفاع الدولار الأمريكي لأعلى مستوى في أربعة أشهر مقابل اليورو ضغطًا على أسعار الخام، وذلك بعد تقرير وظائف أمريكي صادر يوم الجمعة جاء أقوى من المتوقع، وأثار رهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي ربما يتحرك سريعا لتشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة. ومن شأن ارتفاع الدولار أن يزيد تكلفة النفط لحائزي العملات الأخرى. واتسمت التداولات بالهدوء في ظل عطلات في اليابان وسنغافورة.
مشاركة :