ثلاثة أسابيع تفصلنا عن انطلاقة العام الدراسي الجديد وسط استعدادات كبيرة تبذلها وزارة التعليم في كافة الاتجاهات. العام الدراسي الجديد يبدأ في ظل ظرف استثنائي مع استمرار العالم أجمع في مواجهة أسوأ جائحة والتي ما زالت تتفشى وتتحور فيروساتها بشكل أكثر ضراوة وأسرع انتشارا.. الأمر الذي يستدعي تعاون كافة أفراد المجتمع في التصدي لهذا الفيروس الخبيث والتعاون والامتثال للتوجيهات الصادرة من الجهات الصحية المعنية بتنفيذ خطط المواجهة للمحافظة على المكتسبات التي تحققت على مدى 18 شهرا مضت منذ تسجيل أول إصابة في المملكة. الأرقام التي كشفتها وزارة التعليم على لسان المتحدث الرسمي للتعليم العام ابتسام الشهري عن سير عملية تحصين الطلاب والطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية والبالغ عددهم 3.1 ملايين طالب وطالبة والتي تشير إلى استكمال 19 % فقط من الطلبة الحصول على جرعتي اللقاح فيما حصل 70 % من الطلبة والطالبات على جرعة واحدة فقط. فيما بلغت نسبة الطلبة المحصنين بالتعافي من الإصابة 6 %، هذه الأرقام تضع وزارة التعليم ووزارة الصحة أمام تحدٍ كبير في ظل قرب انطلاقة العام الدراسي الجديد، حيث أكدت وزارة التعليم تطبيق التعليم الحضوري في المرحلتين المتوسطة والثانوية واستمرار التعليم عن بعد لطلاب المرحلة الابتدائية عبر منصة مدرستي ولطلاب الروضات عبر منصة روضتي حتى الوصول إلى المناعة المجتمعية بتطعيم 70 % من السكان أو الثلاثين من شهر أكتوبر المقبل. استهداف 2.5 مليون بالتطعيمات وفي الوقت الذي تواجه معظم دول العالم المتحور (دلتا) والذي أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. محمد العبدالعالي أن هذا المتحور هو الأشد خطورة في ضراوة المرض والأسرع استهدافاً، مشيراً إلى أن هذا المتحور لا يمكن مواجهته باللقاح بجرعة واحدة فقط وهذا الأمر يزيد من التحديات التي تواجه وزارة التعليم ووزارة الصحة في استكمال التطعيمات لأكثر من 2.5 مليون طالب وطالبة منهم أكثر من 700 ألف طالب وطالبة لم يحصلوا بعد على الجرعة الأولى. حجز المواعيد وزارة التعليم وبالتنسيق مع وزارة الصحة وكافة الجهات الحكومية تواصل بذل كافة الجهود لحث الطلاب والطالبات على سرعة المبادرة للحصول على التطعيمات واستكمال الجرعة الثانية لمن حصلوا على الجرعة الأولى، حيث تم حجز مواعيد لكافة الطلاب والطالبات المستهدفين، كما تم وبالتعاون مع عدد من الجامعات افتتاح مراكز خاصة لتقديم اللقاحات للطلاب والطالبات دون الحاجة لحجز موعد وذلك ضمن خطة لاستكمال التطعيمات لكافة طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية لضمان بداية جادة للعام الدراسي مع المحافظة على سلامة الطلبة وأسرهم واتخاذ كافة الإجراءات التي تمنع من حدوث أي تفشيات لا سمح الله في المدارس. المساءلة القانونية من جانبها، أكدت النيابة العامة على مسؤولية أولياء أمور الطلاب والطالبات في ضمان حصول أبنائهم من المستهدفين في التطعيمات على جرعتي التطعيم، مشددة على أن عدم تحصين الطفل بالتطعيمات الواقية من الأمراض بحسب المواعيد المقرّرة من الجهة المختصة في هذا الشأن، يُعد حالة إهمال ترقى لترتّب المُساءلة القانونية. ووفقاً للقرارات الصادرة من وزارة الداخلية والتي تؤكد بعدم دخول غير المحصنين للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والذي بدأ تطبيقه في 22 من شهر ذي الحجة الماضي سيكون من الصعوبة السماح للطلاب والطالبات غير المحصنين من دخول المدارس إلا بعد استكمال تطعيماتهم بينما سيتاح للمحصنين والبالغ عددهم أكثر من نصف مليون طالب وطالبة حتى أمس الأول الحضور لمقاعد الدراسة وبدء تعليمهم حضورياً. النيابة العامة: عدم تحصين الطفل بالتطعيمات الواقية من الامراض حالة اهمال ترقى للمساءلة القانونية. ولي الأمر يظل وعي المواطن والمقيم وإدراك ولي أمر كل طالب وطالبة لمسؤوليته في الحفاظ على سلامة أبنائه أولا وسلامة المجتمع ثانياً هو الرهان الذي يعول عليه مساندة الجهود الحكومية المبذولة لمواجهة هذه الجائحة حتى الوصول للمناعة المجتمعية الكاملة والعودة للحياة الطبيعية الكاملة كما كانت قبل الثالث من مارس 2020 م.
مشاركة :