سحبٌ انخفضت حتى احتضنت جبال سودة عسير، لتشكل ظاهرة بصرية جذبت المتنزهين، واستحوذت على مساحات كبيرة من التفاعل والإعجاب في وسائل التواصل الاجتماعي. ويشير خبير المناخ د. عبدالله المسند إلى أن التفسير العلمي لهذه الظاهرة مرتبط بآلية تشكل الضباب والسحاب، وقال: "آلية تشكلهما واحدة تقريباً، ولكن الضباب يكون فوق سطح الأرض مباشرة، في حين يكون السحاب مرتفعاً في السماء، ولأن قمم جبال السروات مرتفعة فوق 2000 متر عن سطح البحر، وبعضها 2500 متر، والقليل منها نحو 3000 متر، فإن هذه القمم يحيط بها وديان سحيقة تتشكل فوقها أحياناً بعض السحب المنخفضة، والتي تمسُّ أحياناً قمم الجبال الشاهقة، كمنتزه السودة ومن ثم تنعم تلك القمم بإرتداء وشاح من السحب المنخفضة جداً، حتى يكاد المرء يخالها ضباباً وهي ليست كذلك". وأضاف: "التعبير الشائع في وصف هذه الظاهرة الجوية البصرية بأنها ضباب ليس دقيقا، فهي في الحقيقة سحاب، وهي متصلة بسحب معلقة فوق الوديان المحيطة بقمم الجبال، كما أن هذه الظاهرة تكون قريبة من سفوح الجبال وقممها المرتفعة، وليست في أماكن مستوية كالهضاب والسهول، وعادة هذه الظاهرة الجميلة لا تبتعد عن سفوح الجبال الشاهقة". وبين المسند أن الضباب عبارة عن قطرات مائية مرئية دقيقة وعالقة بالهواء، فيما هذه السحب منخفضة فوق سطح الأرض مباشرة، كما أن الضباب يتكون بتكثف بخار الماء العالق في الجو عندما تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون درجة الندى أو التشبع (أي درجة الحرارة التي يتكثف عندها بخار الماء). وتابع: "يحدث الضباب في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي، أي فوق سطح الأرض ويمتد ارتفاعاً حتى يصل أحياناً إلى ألف متر، ويتعاظم الضباب في الأرياف وبالقرب من المسطحات المائية، وفي أعقاب أمطار غزيرة يعقبها انخفاض في درجة الحرارة إلى مستوى نقطة الندى أو التكاثف". وأشار خبير المناخ إلى أن من أهم شروط تشكل الضباب ارتفاع نسبة الرطوبة، وذلك بعد نزول الأمطار، أو قدوم كتلة رطبة منقولة، أو بسبب التبخر من البحار والبحيرات المحيطة. يتشكّل الضباب لارتفاع نسبة الرطوبة بعد نزول الأمطار قممّ في جبال السروات يصل ارتفاع بعضها 3 آلاف م2 د. المسند: وصف الظاهرة الجوية البصرية بالضباب ليس دقيقاً يتوافد المصورون على المنطقة للفوز بلقطات احترافية
مشاركة :