أبلغت هيئة تابعة للأمم المتحدة، دول العالم، اليوم الاثنين، بأن ظاهرة الاحتباس الحراري تقترب بشكل خطير من الخروج عن نطاق السيطرة وأن البشر «من دون أدنى شك» هم المسؤولون عن ذلك. وحذر تقرير أعده علماء من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن مستويات الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عالية بما يكفي بالفعل لضمان إحداث اضطرابات بالمناخ على مدى عقود إن لم يكن لقرون. يعني ذلك أن موجات الحر القاتلة والأعاصير الشديدة والتقلبات الجوية الخطيرة الأخرى التي تحدث الآن من المرجح أن تزداد شدة. وشهد اليوم وحده احتراق 500 ألف فدان من الغابات في كاليفورنيا بالولايات المتحدة. وفي البندقية بإيطاليا، خاض السائحون وسط مياه ترتفع إلى مستوى رسغ القدم في ساحة «سان مارك». ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش التقرير بأنه إنذار للإنسانية. وقال في بيان «أجراس الإنذار تصم الآذان». وفي غضون ثلاثة أشهر، سيعقد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في جلاسجو في اسكتلندا لحث الدول على المزيد من الإجراءات الطموحة لمكافحة التغير المناخي وتوفير الأموال اللازمة لذلك. ورسم تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، الذي استند إلى 14 ألف دراسة علمية، أكثر الصور شمولاً وتفصيلاً حتى الآن لكيف يؤثر تغير المناخ على العالم وما الذي يمكن توقعه. يقول التقرير إنه، ما لم يتخذ إجراء فوري وعلى نطاق واسع للحد من الانبعاثات، يمكن أن ترتفع درجة حرارة العالم 1.5 درجة مئوية في غضون 20 عاماً. والتعهدات المقطوعة حتى الآن بخفض الانبعاثات لا تقترب بما يكفي للبدء في خفض انبعاثات ظاهرة الاحتباس الحراري، الناتجة بالأساس من ثاني أكسيد الكربون المتراكمة في الجو. وقال التقرير إن الانبعاثات «الناتجة من دون أدنى شك عن أنشطة البشر» دفعت متوسط درجة حرارة العالم للارتفاع 1.1 درجة مئوية عنها قبل الثورة الصناعية، وكان يمكن أن ترفعها نصف درجة أخرى لولا التأثير الملطف للتلوث في الغلاف الجوي. وحذر العلماء من أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة عنه قبل الثورة الصناعية قد يؤدي إلى تغير مناخي جامح بما له من آثار كارثية مثل ارتفاع الحرارة الذي يدمر المحاصيل أو يؤدي إلى الوفاة. وتابع التقرير أن الوقت ينفد أمام العالم لمجرد إبطاء التغير المناخي. فحتى إذا خفض العالم الانبعاثات بدرجة كبيرة خلال العقد المقبل، فقد يرتفع متوسط درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية بحلول 2040 وربما 1.6 درجة بحلول 2060 قبل أن يستقر.
مشاركة :