أكدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أن الجيش اللبناني هو المسؤول الشرعي والوحيد عن الدفاع عن سيادة بلاده وشعبها وليس «حزب الله»، جاءت هذه التصريحات فيما ارتدت الحملة العنيفة التي شنها مؤيدو الميليشيات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي ضد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على أصحابها، بعد أن أعرب سياسيون ورجال دين لبنانيون عن تضامهم مع البطريرك الماروني. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أمس، أن الجيش اللبناني هو المسؤول الشرعي والوحيد عن الدفاع عن سيادة بلاده وشعبها وليس «حزب الله»، مشددة على أن الميليشيات الإرهابية تعرض سيادة واستقرار البلاد للخطر بهجماتها الصاروخية ضد إسرائيل. جاء ذلك خلال إفادة لنائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الإقليمي ميرا ريسنيك ونائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي. وأضافت: سنواصل العمل مع شركائنا في الشرق الأوسط لضمان ردع إيران عن سلوكها المزعزع للاستقرار ودعمها للإرهاب. وأشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن «الجيش اللبناني هو المسؤول الشرعي والوحيد عن الدفاع عن سيادة بلاده وشعبها وليس حزب الله»، لافتةً إلى أن إيران تمد ميليشيات الحوثي بالأسلحة والمعدات. وفي سياق آخر، استنكر الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، الانتقادات التي وجهت للبطريرك الماروني في لبنان بعد أن أعرب عن معارضته لميليشيات «حزب الله» الإرهابية، مطالباً بالابتعاد عن الإهانات حفاظاً على الوحدة الوطنية. وأضاف عون في اتصال هاتفي مع البطريرك «حرية الرأي والتعبير مصونة بموجب الدستور، وأي رأي آخر يجب أن يبقى في الإطار السياسي، ولا يجنح إلى التجريح والإساءة حفاظاً على الوحدة الوطنية ضمانة الاستقرار العام في البلاد». وقال الراعي: «صحيح أن لبنان لم يُوقع سلاماً مع إسرائيل، لكن الصحيح أيضاً أن لبنان لم يُقرر الحرب معها، بل هو ملتزم رسمياً بهدنة 1949، وهو حالياً في مفاوضات حول ترسيم الحدود، ويبحث عن الأمن، والخروجِ من أزماته، وعن النهوض من انهياره شبه الشامل، فلا يريد توريطه في أعمالٍ عسكرية تستدرج ردوداً إسرائيلية هدامة». ومن دون ذكر «حزب الله» بالاسم، حث الراعي الجيش على منع إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية لا حرصاً على سلامة إسرائيل، بل حرصاً على سلامة لبنان. ورداً على هذه الحملة، تساءل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن الجريمة التي ارتكبها البطريرك الراعي، إذ ذكّر باتفاق الهدنة، فانهالت عليه الشتائم من كل حدب وصوب. وكتب جنبلاط على تويتر «أذكّر بالاستراتيجية الدفاعية التي ناقشناها مع الرئيس ميشال سليمان ثم أجهضت، يبدو أنه ممنوع أن نناقش أي شيء خارج الأدبيات لجماعة الممانعة، جو ديمقراطي بامتياز». واعتبر أشرف ريفي، وزير العدل اللبناني السابق، عبر حسابه على تويتر أن «الحملة التخوينية المقزّزة على البطريرك الراعي تؤكد أن مشروع إيران هو الأخطر على لبنان، وأنه لا يفهم طبيعة البلد وتركيبته»، وشدد على «منع تحويل لبنان إلى منصة لصواريخ إيران»، قائلاً «نطالب الجيش بمنعها، فلبنان ليس صندوق بريد». واستنكر سعد الحريري، رئيس الحكومة السابق، الحملة ضد البطريرك الماروني عبر حسابه على تويتر قائلاً «إن الإساءة للمقامات الروحية وتناول مواقفها الوطنية ووجهات نظرها السياسية، بحملات الإهانة والتحريض والتخوين، على صورة ما جرى إزاء المواقف الأخيرة للبطريرك الراعي، تشكل تطاولاً مرفوضاً على كرامة اللبنانيين ولغة غير مقبولة تحت أي ظرف لأصول التخاطب السياسي». الأزهر: قلوبنا مع لبنان وجه شيخ الأزهر، أحمد الطيب، كلمة للبنان، قيادة وشعباً، دعماً لهم في هذه الفترة الحرجة التي يمرون بها. وقال الطيب، خلال منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كتبه باللغتين العربية والإنجليزية: «قلوبنا مع لبنان، هذا البلد الشَّقيق والعزيز، نسانده وندعمه في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها». ووفقاً للمنشور«دعا شيخ الأزهر الشريف الله بتعجيل نهضة لبنان وازدهاره»، مناديًا الجميع إلى «التحلِّي بالمسؤوليَّة وإعلاء مصلحة لبنان للعبور إلى بر الأمان».
مشاركة :