وجه المبعوث الأمريكي الخاص للمصالحة في أفغانستان، السفير زلماي خليل زاد، تحذيرا إلى «طالبان»، الثلاثاء، من أن أي حكومة ستصل إلى السلطة من خلال القوة في أفغانستان لن يتم الاعتراف بها دوليا، بعد سقوط سلسلة من المدن بأيدي الجماعة المتمردة في تتابع سريع. سافر «زاد» إلى الدوحة، حيث تحتفظ «طالبان» بمكتب سياسي، ليخبر المجموعة أنه لا جدوى من السعي لتحقيق النصر في ساحة المعركة، لأن الاستيلاء العسكري على «كابول» سيضمن أنهم سيكونون منبوذين عالميا. يأمل هو وآخرون في إقناع قادة «طالبان» بالعودة إلى محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، بينما تنهي القوات الأمريكية وقوات «الناتو» انسحابها من البلاد. 28 عاصمة متبقية استولت «طالبان» على 6 من أصل 34 عاصمة إقليمية بالبلاد في أقل من أسبوع. وهم يقاتلون الآن الحكومة، المدعومة من الغرب، للسيطرة على البقية، بما في ذلك «عسكر جاه» في «هلمند»، و«قندهار» و«فرح» في مقاطعتين تحملان الاسمين أنفسها. وبعد مهمة عسكرية غربية، استمرت 20 عامًا، وإنفاق مليارات الدولارات على التدريب ودعم القوات الأفغانية، يختلف الكثيرون حول تفسير سبب انهيار القوات النظامية، وهروب المئات من المعركة أحيانًا، حيث انصب القتال، إلى حد كبير، على مجموعات صغيرة من قوات النخبة والقوات الجوية الأفغانية. وقد زاد نجاح هجوم «طالبان» الخاطف من إلحاح الحاجة إلى استئناف المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة، والتي يمكن أن تنهي القتال، وتحرك أفغانستان نحو إدارة انتقالية شاملة. رفض الحركة تأتي الضغوط الجديدة من «زاد» عقب إدانات من المجتمع الدولي، وتحذير مماثل من الأمم المتحدة بأن حكومة «طالبان» التي تتولى السلطة بالقوة لن يتم الاعتراف بها، بينما يرفض المتمردون حتى الآن العودة إلى طاولة المفاوضات. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: «نعتزم الضغط على «طالبان»، لوقف هجومها العسكري، والتفاوض على تسوية سياسية، هي السبيل الوحيد للاستقرار والتنمية في أفغانستان». في غضون ذلك، أصدر القائد العسكري لـ«طالبان» رسالة صوتية إلى مقاتليه، يأمرهم فيها بعدم إلحاق الأذى بالقوات الأفغانية والمسؤولين الحكوميين في الأراضي التي يحتلونها. القتل الانتقامي وردت تقارير عن عمليات قتل انتقامية في المناطق التي سيطرت عليها «طالبان»، حيث أعلن المتمردون مسؤوليتهم عن قتل ممثل كوميدي في جنوب «قندهار»، واغتيال المسؤول الإعلامي للحكومة في «كابول»، وتفجير استهدف القائم بأعمال وزير الدفاع، بسم الله خان محمدي، وقتل 8 وجرح أكثر. بينما أدى احتدام الحرب إلى زيادة عدد الضحايا المدنيين. - عالج موظفو اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكثر من 4000 أفغاني هذا الشهر في 15 منشأة. - تحاول الضربات الجوية الأفغانية والأمريكية كبح جماح هجوم «طالبان». - الآلاف من الأفغانيين فروا جراء استخدام الأسلحة المتفجرة في المدن. - تشهد أفغانستان منازل مدمرة، وخطرا جسيما يلاحق الطواقم الطبية والمرضى والمستشفيات والبنية التحتية للكهرباء والمياه.
مشاركة :