رغم أن نتائج الشركات للربع الثالث خلال الأسبوع الأول من الموسم لم تعط المستثمرين في وول ستريت المزيد من الأمل بانتعاش طال انتظاره إلا أن الأنظار سوف تبقى مسلطة على أرباح الشركات لغياب المحفزات الأخرى في المدى المنظور. وينتظر أن تصدر شركات بارزة في قطاعات التقنية والصناعة والرعاية الصحية وسلع المستهلك نتائجها هذا الأسبوع وسط رهان على مؤشرات تحملها تلك النتائج في ما يتعلق بأداء الاقتصاد الأمريكي الذي بدأ يخيب الآمال بعد أن كان أهم عوامل استقرار أداء الاقتصاد العالمي بينما الصين تبدي مزيداً من علامات الضعف. ومما زاد الطين بلة التحذير الذي صدر عن شركة وول مارت وغيرها حول تراجع عائداتها للعام المقبل وإعلان شركة يام براندز عن صعوبات تحيط بتوقع حجم مبيعاتها في الصين في جو غير مستقر ينذر بالمزيد من التذبذب. وتأتي هذه التحذيرات وسط مؤشرات على ضعف كشفت عنه تقارير الاقتصاد الأمريكي للربع الثالث خفض توقعات النمو في الناتج الإجمالي إلى حدود 1.6% في أحسن الأحوال و1% في اسوئها، مقارنة مع 3.9% نسبة نموه في الربع الثاني. وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد حذر في سبتمبر عند تأجيل رفع أسعار الفائدة من أنه يراقب تطورات الوضع العالمي وتأثيرها في النمو في الولايات المتحدة. وسوف تقتصر تقارير الاقتصاد هذا الأسبوع على قطاع السكن الأمريكي. لكن التركيز سوف ينصب بالمقابل على بيانات الاقتصاد الصيني بدءا من اليوم الاثنين وسط مخاوف من استمرار تراجع أدائه. ويترقب المستثمرون تقريراً حول الناتج الصناعي وآخر حول مبيعات التجزئة حيث يتوقع أن يسجل الناتج الإجمالي المحلي هبوطاً إلى ما دون 7% لأول مرة منذ عام 2009. ورغم أن تأثير الصين المباشر على اقتصاد الولايات المتحدة ليس مؤكداً، إلا أن تأثيرها على عدد من الدول التي ترتبط بواشنطن بعلاقات موسعة لا يخفى على أحد. وهنا تبرز أهمية تأثر أسواق العملات والسلع الاستراتيجية بما تكشف عنه التقارير الصينية. ويتابع المستثمرون أيضاً في وول ستريت تأثير تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن رفع أسعار الفائدة وردة فعل الأسواق إزاء أي إشارة تصدر عن أعضائه خاصة أن الأسهم انتعشت بشكل واضح بعد تأجيل الرفع في سبتمبر. وتصدر أكثر من خمس الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد أند بورز500 نتائج عملياتها للربع الثالث هذا الأسبوع بما فيها كبريات شركات التقنية من وزن غوغل وأي بي إم ومايكروسوفت. كما يتلقى السوق نتائج شركات بارزة في قطاع المستهلك منها كوكا كولا وبروكتر أند غامبل وعلى صعيد القطاع الصناعي هناك بوينغ وجنرال موتورز و كاتر بللر. وقد تجاوزت أرباح غالبية الشركات توقعات وول ستريت لكن شركات مؤشر ستاندرد أند بورز500 من المتوقع أن تشهد تراجعاً في أرباحها يصل لدى البعض إلى 4% في الوقت الذي فشلت نسبة النصف منها في تحقيق الأرباح المتوقعة. وفي ما يتعلق بتحرك الاحتياطي الفيدرالي أضاف عضوان في المجلس الأسبوع الماضي غموضاً جديداً على توجهات المجلس بقولهما انهما يعتقدان أن على المجلس أن لا يتحرك قبل نهاية العام الحالي بينما اشارت رئيسة المجلس إلى أنها تود رفع أسعار الفائدة قريبا لو كان وضع الاقتصاد أقوى.
مشاركة :