ارتفع معدل التضخم في ألمانيا في يوليو الماضي بقوة حتى وصل مدفوعا بعدة عوامل على رأسها ارتفاع أسعار الطاقة إلى أعلى مستوى له منذ نحو 30 عاما. وأعلن المكتب الاتحادي للإحصاء في مدينة فيسبادن اليوم الأربعاء أن معدل التضخم ارتفع في الشهر الماضي بنسبة 3.8% مقارنة بمستواه في نفس الشهر من العام الماضي. وتأتي البيانات الصادرة من المكتب اليوم تأكيدا لبيانات أولية أصدرها في وقت سابق. كانت آخر مرة تم تسجيل فيها مستوى أعلى لمعدل التضخم من هذا المعدل المذكور، في ديسمبر عام 1993 عندما وصل إلى 4.3%. وكان معدل التضخم قد وصل في يونيو الماضي إلى 2.3%. وأجج الارتفاع في أسعار الطاقة (6+.11%) معدل التضخم في الشهر الماضي. يذكر أن أسعار النفط كانت تراجعت في العام الماضي في السوق العالمية بسبب تراجع الطلب عليها مع اندلاع أزمة كورونا، لكنها عاودت التعافي منذ ذلك التاريخ، كما فرضت ألمانيا منذ يناير الماضي ضريبة كربون بقيمة 25 يورو على كل طن انبعاثات كربونية صادرة عن حرق الديزل والبنزين وزيت التدفئة والغاز الطبيعي، بحسب "الألمانية". وارتفعت أسعار زيت التدفئة في الشهر الماضي على نحو ملحوظ بنسبة 53.6% والوقود بنسبة 24.7% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. وكان من الممكن أن يصل معدل التضخم في الشهر الماضي إلى 2.9% في حال لم يتم أخذ أسعار منتجات الطاقة في الحسبان. ووصل معدل التضخم بالنسبة للمواد الغذائية في الشهر الماضي إلى 4.3 % مقارنة بنفس الشهر من عام .2020 وثمة سبب آخر مهم لهذا الارتفاع الحالي في معدل التضخم وهو عودة العمل بالقيم المعتادة لضريبة القيمة المضافة مع مطلع عام 2021 وذلك بعد أن كانت الحكومة الألمانية خفضتها لفترة مؤقتة في النصف الثاني من العام الماضي لإنعاش الاستهلاك في ظل أزمة كورونا. ومن المتوقع استمرار ارتفاع معدل التضخم في الشهور المقبلة، ولا تزال تقديرات الخبراء الاقتصاديين تشير حتى الآن إلى أن هذا الارتفاع ظاهرة مؤقتة.