تراجع زعيم حركة «النهضة» التونسية، راشد الغنوشي، عن موقفه من القرارات الاستثنائية للرئيس قيس سعيد، معلناً دعم الحركة له. وقال الغنوشي، في مقال لصحيفة «ذي إندبندنت» أمس: «سندعم الرئيس ونعمل على إنجاحه بما يقتضي ذلك من استعداد للتضحيات من أجل الحفاظ على الاستقرار واستمرار الديموقراطية». وأضاف رئيس البرلمان الذي سبق أن وصف القرارات الاستثنائية التي اتخذها سعيد قبل أسبوعين وتضمنت تجميد عمل البرلمان وإنهاء تكليف رئيس الحكومة بـ «الانقلاب»: «ننتظر خريطة الطريق للرئيس، ولا حل إلا بحوار تحت إشرافه». وتابع: «تلقينا رسالة شعبنا والنهضة منفتحة على المراجعة الجذرية لسياساتها». كذلك توقع أن يتفاعل البرلمان «إيجابياً» مع الحكومة التي سيقترحها الرئيس. وأكد الغنوشي أن تونس تجنبت حتى الآن إراقة الدماء، مشيرا إلى أنه طلب من أنصاره الانسحاب من أمام مقر البرلمان في اليوم التالي لقرارات سعيد الاستثنائية لتفادي سقوط ضحايا. ودعا الغنوشي سعيد إلى «التراجع عن سياسة حافة الهاوية والدخول في حوار سياسي حقيقي وشامل وإلغاء تجميد أعمال البرلمان وتعيين حكومة»، محذراً من «الاستيلاء على السلطة ووضع رحلة تونس الهشة نحو الديموقراطية تحت التهديد ووضع إرث ثورة 2011 في خطر». وفي مقاله، الذي لم يستخدم فيه كلمة «انقلاب» ولم يطالب المجتمع الدولي بالتدخل بأي شكل، أوضح الغنوشي أن «الرئيس رفض حتى الآن الدعوات للحوار. ونفى أن يكون تحدث معه بشأن الإجراءات التي اتخذها الأخير».
مشاركة :