رحل صباح أمس الأديب والروائي المصري جمال أحمد الغيطاني عن عمر ناهز ال70 عاما بعد صراع مع المرض، وكان الغيطاني تعرض لوعكة صحية طارئة، استدعت نقله على الفور لمستشفى الجلاء العسكري، وتم وضعه داخل العناية المركزة تحت جهاز التنفس الصناعي، منذ أسبوعين، بعد تعرضه لضيق في التنفس أدى إلى توقف قلبه لمدة ربع ساعة، مما منع وصول الأكسجين إلى المخ، ولد "الغيطاني" في جهينة، إحدى مراكز محافظة سوهاج ضمن صعيد مصر، حيث تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عبدالرحمن كتخدا، وأكمله في مدرسة الجمالية الابتدائية، وفي عام 1959 أنهى الإعدادية من مدرسة محمد علي الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية، في عام 1963 عمل الغيطاني رساما في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي حيث استمر بالعمل مع المؤسسة إلى عام 1965، وتم اعتقاله في أكتوبر 1966 على خلفيات سياسية، وأطلق سراحه في مارس 1967، حيث عمل سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي، وذلك إلى عام 1969م. أما في عام 1969، أصبح الغيطاني مراسلا حربيا في جبهات القتال، وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، وفي عام 1974 انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وبعد إحدى عشر عاما في 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبي بأخبار اليوم، قام الغيطاني بتأسيس جريدة أخبار الأدب في عام 1993، حيث شغل منصب رئيس التحرير. حصل الغيطاني على الجوائز التالية: جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وجائزة سلطان بن علي العويس عام 1997، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987، وجائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته "التجليات"، وجائزة الدولة التقديرية (مصر) عام 2007 التي رشحته لها جامعة سوهاج، وتشرفت الجائزة بقيمة الكاتب الكبير. في الخمسينيات كتب الغيطاني أول مجموعة قصصية في حياته، وفي الثمانينيات أصبح رئيسا لقسم الأدب في صحيفة "أخبار اليوم"، وفي التسعينيات أسس صحيفة "أخبار الأدب". تميز الغيطاني بنتاجه الأدبي الثري ويُعد من رواد الحركة الأدبية في مصر والعالم العربي حيث كتب عدة مؤلفات منها: "إتحاف الزمان"، "التجليات"، "الحصار من ثلاث جهات"، "الزيني بركات"، "خطط الغيطاني"، "ملامح القاهرة في ألف سنة"، "أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، "حكايات الخبيئة"، "حكايات المؤسسة"، "رسالة البصائر في المصائر"، "سفر البنيان"، "شطح المدينة"، "متون الأهرام"، "مطربة الغروب"، "من دفتر العشق والغربة"، "حراس البوابة الشرقية"، "الزويل"، "منتهى الطلب إلى تراث العرب"، "دنا فتدلى"، "نثار المحو"، "خلسات الكرى"، "رشحات الحمراء"، "نوافذ النوافذ"، "وقائع حارة الزعفراني"، "الرفاعي"، "رسالة في الصبابة والوجد"، "الخطوط الفاصلة (يوميات القلب المفتوح)"، "أسفار المشتاق"، "سفر الأسفار"، "نجيب محفوظ يتذكر"، "مصطفى أمين يتذكر"، "توفيق الحكيم يتذكر"، "المجالس المحفوظية"، "أيام الحصر"، "مقاربة الأبد"، "وقائع حارة الطبلاوي"، "هاتف المغيب"، "المحصول". يذكر أن نبأ وفاة الغيطاني أثار في الأوساط الثقافية والأدبية الحزن والألم الكبير لدى الأدباء والمحبين، وقال محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب المصريين السابق في هذا السياق: "إن وفاة جمال الغيطاني خسارة كبيرة للأدب المصري والعربي، فقد استطاع أن يكون له بصمة خاصة تميز أعماله الإبداعية على مدى مشواره"، وأضاف سلماوى: "إن الغيطاني تعرض لمتاعب صحية كبيرة خلال الشهور الثلاثة الماضية، وأن مجموعة من أصدقائه احتفلوا في شهر مايو الماضي بعيد ميلاده ال70، إلى أن توفي بمستشفى الجلاء العسكري بسبب متاعب بجهازه التنفسي"، وتابع قائلا: "الأديب الراحل استطاع أن يكسر نطاق المحلية وترجمت أعماله إلى الفرنسية ولغات أخرى"، لافتا إلى أن رحيله خسارة كبيرة للأدب العربي الحديث والثقافة العربية بشكل عام، خاصة وأنه امتلك رؤية إبداعية خاصة ميزت أعماله إلى جانب اهتمامه الكبير بفنون التراث والمعمار القديم والموسيقى".
مشاركة :