بدأ المصريون أمس الأحد التصويت لانتخاب مجلس للنواب في خطوة تأمل الحكومة أن تسهم في تحقيق الاستقرار السياسي وجذب الاستثمارات والسائحين الأجانب بعد سنوات من اضطراب سياسي أعقب انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. ويهدف انتخاب المجلس إلى وضع البلاد من جديد على طريق الممارسة الديمقراطية. ومصر بلا برلمان منذ عام 2012 عندما أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقت أن كان يدير شؤون البلاد بعد الانتفاضة قرارا بحل مجلس الشعب. وصدر قرار حل المجلس تنفيذا لحكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون انتخابه. ويخول الدستور المعدل الذي أقره الناخبون في استفتاء قبل انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي العام الماضي البرلمان سلطات واسعة. ومن الناحية النظرية بإمكان الدستور رفض رئيس الوزراء الذي يكلفه رئيس الدولة بل بإمكان المجلس سحب الثقة من الرئيس. وحث السيسي المصريين السبت على الاحتشاد للانتخابات وطالب قوات الشرطة والجيش ببذل الجهد لتأمينها. وقال في كلمة بثها التلفزيون "أدعوكم جميعا رجالا ونساء.. شيوخا وشبابا.. فلاحين وعمالا من كافة ربوع الوطن: احتشدوا من أجل الوطن واحتفلوا باختيار ممثليكم وأحسنوا اختياركم". وسوف يستمر الاقتراع يومين في مرحلة أولى تشمل 14 محافظة. وتجرى المرحلة الثانية والأخيرة يومي 22 و23 نوفمبر تشرين الثاني في باقي المحافظات. وتجرى انتخابات المرحلة الأولى في الجيزة، والإسكندرية، والبحيرة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، ومطروح، والبحر الأحمر، والوادي الجديد. وكان المصريون في الخارج قد أدلوا بأصواتهم في سفارات بلادهم السبت ويواصلون التصويت لليوم الأخير. ويتألف البرلمان الجديد من 568 عضوا منتخبا منهم 448 نائبا بالانتخاب الفردي و120 عضوا بنظام القوائم المغلقة. ويحق لرئيس الدولة أن يضيف إليهم بالتعيين خمسة في المئة من الأعضاء على الأكثر. وسوف تجرى انتخابات إعادة في الدوائر التي لا يفوز فيها أي من المرشحين. وينتظر أن تعلن النتائج النهائية في ديسمبر. ويتوقع أن تفوز قائمة "في حب مصر" -وتضم أحزابا وسياسيين- بأغلب المقاعد التي ستنتخب بنظام القوائم وعددها 120 مقعدا. ويخوض حزب النور السلفي الذي جاء ثانيا في انتخابات 2012 الانتخابات لكنه فقد الكثير من دعم الإسلاميين. وانضم حزب المصريين الأحرار الذي أسسه رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس إلى قائمة "في حب مصر" لكن له مرشحين ينافسون على المقاعد الفردية. وبنى الحزب برنامجه على المطالبة بالإصلاح الاقتصادي. كما يسعى للحد من استخدام الدين في السياسة. ويتوقع على نطاق واسع أن يؤيد مجلس النواب تعديل الدستور للحد من سلطاته الواسعة وتركيز السلطة في يدي السيسي. ويزيد عدد الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع في محافظات المرحلة الأولى على 27 مليون ناخب. تصويت الخارج تم بنجاح أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن انتخابات مجلس النواب بقنصليات وسفارات مصر بالخارج في يومها الأول مرت بسلاسة ويسر. وأكد المتحدث باسم وزاره الخارجية المستشار أحمد أبو زيد أن الوزارة تابعت كافة التفاصيل الخاصة بالتصويت من خلال مشاركتها في غرفة العمليات المركزية التابعة للجنة العليا للانتخابات وتم التواصل مع سفاراتنا وبعثاتنا الدبلوماسية والتأكد من تتوافر كافة الاستعدادات وفي مقدمتها أجهزه القارئ الآلي. وأشار المتحدث إلى أنه لم ترد أي شكاوى بوجود معوقات أو مشاكل تعيق العملية الانتخابية. وأوضح أبو زيد أنه وبشكل عام فإن أبرز الدول التي توجد بها كثافة تصويتية هى دول الخليج من حيث عدد الناخبين.. لافتا إلى أنه من الصعب التكهن بإعداد من أدلوا بأصواتهم حاليا وسيتم انتظار عمليات فرز الأصوات ولكن من تجارب الانتخابات السابقة فإن الكثافة الأكبر تكون في دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية والكويت . وفتحت السفارة المصرية في العاصمة السودانية الخرطوم أبوابها أمس واستقبلت المواطنين المصريين المقيمين أو المتواجدين بالسودان، للإدلاء بأصواتهم. وأوضح سفير مصر لدى الخرطوم أسامة شلتوت أنه تم توفير كافة التسهيلات اللازمة لضمان تصويت الناخب بحرية تامة، مبيناً أن نسب التصويت والإقبال على العملية الانتخابية فى يومها الأول سارت وفقا للمعدلات الطبيعية للتصويت للمصريين المقيمين أو المتواجدين بالسودان.