عندما نتفاعل نحن البشر مع بعضنا البعض، فإننا نميل إلى اتباع قواعد غير مرئية. ونحيي بعضنا للإشارة إلى بداية المحادثة، ولن نغادر دون أن نقول وداعا عندما تصل الدردشة إلى نهايتها. وحتى الآن، كنا نظن أننا النوع الوحيد الذي أجرى هذه التفاصيل الدقيقة في المحادثات. لكن دراسة حديثة نشرت في 11 أغسطس في مجلة iScience، أشارت إلى أن القردة تفعل شيئا مشابها. وخلال الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتوثيق استخدام القرود عن قصد لإشارات لبدء وإنهاء تفاعلاتها، وهو سلوك لم يُشاهد خارج الجنس البشري حتى الآن. ووجدوا أيضا أن الديناميكيات الاجتماعية وديناميكيات القوة بين القردة المتفاعلة أثرت على جهود الاتصال المستخدمة، والتي يقول الباحثون إنها تعكس أنماطا مشابهة لأدب الإنسان. وحلل الفريق 1242 تفاعلا داخل مجموعات من قرود البونوبو والشمبانزي في حدائق الحيوان، ووجدوا أن القردة تحدق كثيرا وتستخدم الإشارات لبدء أو إنهاء عمليات التبادل، وهو شيء نربطه عادة بالتفاعلات البشرية. ويعتقد المؤلفون أن هذه النتائج تساهم في فهم أفضل لأصل وتطور "الالتزام المشترك" كعملية ليست فقط لدى البشر، ولكن في القردة على نطاق أوسع، ويشير هذا إلى العمليات التي نتشارك فيها النوايا ونعمل معا لتحقيق أهداف مشتركة. وكتب الفريق في الورقة البحثية: "يشير الالتزام المشترك كعملية إلى تبادل الإشارات اللازمة للمشاركين المحتملين للوصول إلى الاعتقاد المتبادل بأنهم ملتزمون بمسار عمل حيث يكون لكل منهم دوره. إن بدء محادثة بتبادل التحيات هو مثال بسيط على ذلك". ويقول رافائيل هيسن، باحث في الإدراك الاجتماعي بجامعة دورهام، والمؤلف المشارك في الدراسة: "السلوك لا يتحول إلى أحفورة. لا يمكنك حفر العظام للنظر في كيفية تطور السلوك. ولكن يمكنك دراسة القردة العليا مثل الشمبانزي والبونوبو". وفي الدراسة، شاركت قرود البونوبو إشارات دخول ونظرة متبادلة قبل اللعب بنسبة 90% من الوقت، بينما فعلت الشمبانزي ذلك بنسبة 69% من الوقت. وكانت إشارات المغادرة أكثر شيوعا، حيث تضمنت 92% لدى البونوبو و86% من تفاعلات المغادرة لدى الشمبانزي. وتضمنت الأنواع المختلفة من الإشارات إيماءات مثل لمس بعضها البعض، أو إمساك اليدين، أو نطح الرؤوس، أو التحديق في كل منها، قبل وبعد التفاعلات مثل الاستمالة أو اللعب. ونظرت الدراسة أيضا في عوامل مثل تقارب العلاقات وديناميكيات القوة بين القردة التي كانت تتفاعل. وبالنسبة إلى قرود البونوبو، كلما اقتربت من بعضها البعض اجتماعيا، كانت أطوال مرحلتي الدخول والمغادرة أقصر، أو أنها لم تزعج أنفسها. ويعتقد المؤلفون أن هذا يعكس كيف يميل البشر إلى التواصل مع بعضهم البعض، حيث أنه "عندما تتفاعل مع صديق جيد، من غير المرجح أن تبذل الكثير من الجهد في التواصل بأدب". وعلى العكس من ذلك، لا يبدو أن قوة الروابط الاجتماعية والصداقات تؤثر على مداخل ومخارج التفاعلات في الشمبانزي. وقد يكون هذا بسبب التسلسل الهرمي للسلطة الاستبدادية التي لوحظت في الشمبانزي، في حين تبدو مجموعات البونوبو أكثر مساواة في بنيتها الاجتماعية. المصدر: ساينس ألرت تابعوا RT على
مشاركة :