غابت «صناعية أبها» من قائمة المشروعات التطويرية لدى أمانة عسير وخططها المستقبلية التي تعلن عنها بداية كل عام وبقيت منذ عشرات السنين تعاني العشوائية وفقدان التنظيم التي جعلت منها خدشاً على وجه مدينة أبها حيث تتربع الصناعية بموقعها على أطراف مدينة باتت عاصمة للسياحة العربية تستقبل زوارها كل موسم سياحي مما أدى إلى تشويه صور الجمال التي تمتلكها هذه المدينة. مكانة أبها السياحية تحتم تنظيم هذه المواقع وتطويرها أو نقلها العابر لطريق الملك فهد الرابط بين محافظة خميس مشيط وأبها تشد انتباهه تلك العشوائية الواضحة أمام الجميع لمحاذاتها الطريق الرئيسي، ورغم المطالبات من أهالي ابها والنداءات المتواصلة للنظر في تطويرها والحد من تلك العشوائية، كانت الأمانة قد قطعت وعود بنقل موقعها إلى موقع آخر يبعد قليلا عن الحالي وبشكل منظم، ولكن مضت سنوات تجاوزت العشر منذ أن تم الإعلان عن ذلك، ولازال الوضع قائماً إلى هذه اللحظة. «الرياض» بدورها تواصلت مع أمانة عسير، إلا أننا لم نجد أي رد يوضح الخطط الموضوعة لهذه المعاناة، والتي أصبحت هاجساً للأهالي، الذين كشفوا لنا عن إستيائهم مما آلت إليه هذه الصناعية. عشوائية التنظيم يقول عبدالله طالع عسيري: للأسف، فإن صناعية أبها منذ سنوات طويلة وهي تحتاج لقرار صارم يخرجها من دائرة العشوائية هذه وتحتاج إلى تنظيم، وما يزيد الأمر سوءاً تداخل ورشها المهنية ما بين ورش السيارات والتشليح والحدادة والنجارة ومعارض بيع السيارات وقطع الغيار، كلها متداخلة مع بعضها، فليس هناك تنظيم لهذه الصناعية، حيث من المفترض أن تكون كل حرفة في حيز واحد من الصناعية حتى يعرف المستهلك أين يتجه وأين يذهب. وعود النقل ومن جهة أخرى، أكد فايز سعيد صاحب ورشة للسيارات، أن هناك وعودا من الأمانة بتغيير الموقع، وهو تقريباً شبه جاهز منذ ما يزيد على ثماني سنوات، مردفاً بقوله: «لا نعلم لماذا لم تنقل إلى الآن؟»، موضحاً أن الصناعية تعيش الآن مع ازدياد أعداد السيارات معاناة حقيقية من التزاحم وتوقف حركة المرور في الكثير من الأحيان في مداخلها. غياب الرقابة من جهته، طالب فهد عبدالله سعيد الجهات ذات العلاقة في الرقابة على الأسعار بالنظر في ارتفاعها الملحوظ، وقال: «تعمدت الكثير من المحلات وحتى الورش رفع أسعارها دون مبرر في ظل هذه العشوائية والازدحام، مؤكداً أنه وجد قيمة قطعة غيار لسيارته في أحد التشاليح تفوق في سعرها سعر وكالتها!. تزال من قبل المرور وعلى الصعيد ذاته، بين أحمد معدي أن ما زاد المعاناة أيضاً السيارات المتروكة على جانبي الطريق للصناعية ومنافذها، رغم أنها تحمل عبارات «تزال من قبل المرور»، ولكن لاتزال في مكانها منذ سنوات، وقال: لم يعد موقع الصناعية يساعد على تطويره، فقد أصبحت من ضمن النطاق العمراني للمدينة، ومن المفترض أن يتم نقلها منذ سنوات مضت. المكانة السياحية وفي الختام، بيّن محمد ظافر الشهري: أن أبها لها مكانتها السياحية، وهذا ما جعلها تحوز على لقب عاصمة للسياحة العربية عام 2017، وهو بداية لمهام جديدة وتطلعات تطويرية للسياحة في مدنية أبها، ومنها تنظيم مثل هذه المواقع، خصوصاً أن الصناعية بموقعها الحالي أصبحت تتوسط المدينة، وتعتبر بوضعها الراهن مشوهة لأبها، وطالب الشهري مجلس التنمية السياحية رصد مثل هذه العشوائيات الواضحة، ووضع فريق عمل من كافة الجهات ذات العلاقة، لمناقشة ما يمكن تطويره أو نقله، لتبقى مدينة أبها جميلة كما هي عليه.