توفى اليوم الخميس العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد محمود أبو غدير أستاذ الدراسات العبرية الحديثة بكلية الدراسات الإنسانية في جامعة الأزهر عن عمر يناهز 79 عاما، وهو واحد من أبرز الأسماء البارزة في مجال الدراسات الإسرائيلية وصاحب العديد من الأعمال النقدية والترجمات الفكرية، وتم تكريمه في مصر والعالم العربي بالحصول على المركز الأول في الترجمة والدرع الفضى من وزارة الثقافة عام 1997. وللدكتور محمد محمود أبو غدير ما يقرب من 11 كتابا ما بين التأليف والترجمة وما يزيد على 50 دراسة في الفكر والشخصية اليهودية والصهيونية، يعد كتاب "ترجمة أوري روبين لمعاني القرآن الكريم" من أبرز الدراسات النقدية التي تناول فيها الدكتور محمد محمود أبو غدير نقد لأحدث ترجمة عبرية لمعاني القرآن الكريم، والتي قام بها أوري روبين أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة تل أبيب، عام 2005. ويسرد لنا المؤلف العديد من المزاعم والأفكار التي بثها هذا المستشرق من خلال ترجمته، حيث قد قصدَ المترجم من ذلك التشكيك في نزول الوحي، وكذلك في نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما فسّر الكثير من المعاني والمصطلحات القرآنية تفسيرًا خاطئًا وأسقطها بصورة مغلوطة على الواقع المعاصر، ويوضح لنا المؤلف محمد محمود أبو غدير كل هذا ويوضح الدوافع الكامنة وراء تفسيراته ويثبت لنا الصواب فيها. وللدكتور محمد محمود أبو غدير ترجمات بارزة منها الصراع بين المتدينين والعلمانيين في إسرائيل، حرب أكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية، الحساب القومي. ومن أبرز مؤلفاته أيضا كتاب الشخصية الإسرائيلية بين العالمية والخصوصية: انعكاساتها داخلياً وخارجياً، كتاب الصراع الديني العلماني داخل الجيش الإسرائيلي. بدورها نعت الدكتورة نجلاء رأفت رئيس قسم اللغات الشرقية في كلية الآداب جامعة القاهرة العالم الجليل الدكتور محمد محمود أبو غدير وكتبت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "ببالغ الحزن والأسي ينعي قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة القاهرة العالم الجليل والأب والأستاذ والقدوة أ.د /محمد محمود أبو غدير أستاذ الدراسات العبرية الحديثة بكلية الدراسات الانسانية جامعة الأزهر." فيما نعى الدكتور جمال الشاذلى العميد السابق لكلية الآداب جامعة القاهرة، نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون الطلاب عبر صفحته على فيس بوك الدكتور محمد محمود أبو غدير وقال "ربنا يرحم أستاذنا الفاضل أ.د/ محمد ابو غدير بقدر ما أعطى وما قدم .فهو صاحب أيادي بيضاء على كل المتخصصين فى الدراسات العبرية الحديثة. ربنا يرحمه ويغفر له ويتجاوز عن خطاياه ويسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون." من جانبه، وصف الدكتور أحمد هويدي أستاذ الدراسات اليهودية في قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة القاهرة عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" الدكتور محمد محمود أبو غدير بـ"العالم الفارس" وأحد أبرز أبرز أساتذة اللغة العبرية، مضيفا "عرفته منذ العام 1977 عندما كنا طلابا حيث درس لما الترجمة في الفرقتين الثالثة والرابعة واستمرت علاقتنا حتى قبيل هذا الخبر الأليم .بدأ حياته بالعمل في البرنامج العبري ثم اتجه للبحث الأكاديمي بعد حصوله على درجة الدكتوراة وتهافتت الجامعات المصرية لضمها إليه .لكن العالمة ألفت جلال رحمها الله كانت الأكثر جرأة وشجاعة بعمل إعلان في غضون فترة وجيزة فربحت أبو غدير علما وخلقا وساهم مساهمات كبيرة في الارتقاء بالدراسات العبرية ليس فقط بجامعة الأزهر لكن أيضا بجامعتي القاهرة والإسكندرية." وأضاف الدكتور أحمد هويدي " نظرا لعمله بالإذاعة لفترة لا تقل عن 20 سنة فقد استطاع أن يربط ربطا لا يضاهيه فيه أحد بين الجانب السياسي والجانب الأكاديمي .. دراساته وترجماته ستبقى فريدة ومؤثرة ويستطيع متخذ القرار أن يستفيد منه ... رحل أبو غدير أحد أعلام الدراسات الإسرائيلية والذي هو واحد من العلماء القلائل الذي كتبت عنهم الصحافة الإسرائيلية مشيرة إلى أهمية كتاباته .. رحل أبو غدير أحد جيل العظماء الذين أفادوا الدولة والمجتمع، برحيله تقترب مرحلة جيل العظماء محمد بحر عبد المجيد ،رشاد الشامي ،علي عبد الرحمن ،أحمد حماد، إبراهيم البحرواي .. رحل جيل أتقن اللغة ولم يتفاخر ولم يتباهى بالحديث بها، بل تباهي بأن اللغة وسيلة لفهم الآخر وفكره وتوجهاته نحو عالمنا ،جيل أعطى بلا حدود وأفاد الدولة دون إعلام أو إعلان .. رحمهم رب العزة جميعا وحفظ الأقلية من هذا الجيل."
مشاركة :